أكد مفتي طرابلس والشمال الشيخ ​مالك الشعار​ أن "الوطن بالنسبة لنا ليس مجرد أرض يعيش الإنسان عليها، أو بيت يؤويه وجنسية تحميه، بل هو حيث يجد فيه نفسه، وتحفظ فيه كرامته، وتصان فيه حريته، حينها يشعر بالإنتماء، ويناضل من أجل الحفاظ على ما هو امتياز له. ولبنان بالنسبة لنا، نحن اللبنانيين: مسلمين ومسيحيين، هو ذلك المكان الذي نجد فيه حريتنا وكرامتنا وأنفسنا، لذلك نحن معنيون بالحفاظ عليه كيانا وطائفا لأن الطائف هو الذي جعله ترجمة عملية لرسالة المحبة والتآلف والعيش الآمن والمطمئن".

وخلال مؤتمر صحافي خصص للاعلان عن اللقاء الجامع لإعلان ثوابت طرابلس الوطنية في دار المطرانية المارونية في طرابلس، شدد على ان "واجبنا في مواجهة كل محاولات الإلغاء لهذا الكيان الذي تتعرض فيه إمتيازاتنا للمصادرة، وبخاصة مع الحملة الإعلامية الظالمة التي تصوره على غير حقيقته، وتلبسه ثوبا ليس له، وبالأخص في طرابلس مدينة العلم والعلماء، مدينة العقل والعقلاء، مدينة العروبة والإباء".

ولفت إلى ان "هذه المدينة التي قدمت للكيان اللبناني منذ نشأته الكثير الكثير، وتحملت في سبيل ذلك ما أصابها من نسيان وإهمال وتقصير. هذه المدينة التي كانت منذ تأسيسها حتى اليوم عنوانا للعيش الإنساني الراقي في علاقاته المختلفة والمتنوعة، حتى في أحلك الأيام التي مرت على لبنان في الحرب الأهلية، يوم كان القتل والتهجير على الهوية، لم يتعرض أحد في طرابلس لأحد بسبب دينه وطائفته، ولم تحدث تعديات من أبناء البلد على بعضهم البعض إلا بعد أن تدخلت السياسة الغريبة عن ثقافة البلد وتاريخها، فأغرت بين أبناء المنطقة الواحدة، بل والطائفة الواحدة، العداوة والبغضاء، الى أن أيقن الجميع أنه لا مناص من نبذ الفرقة والخلاف لحساب الآخرين، والعمل الجاد على حماية البلد ونسيجه من مطامع الآخرين، وتشويهات المشوهين، فمدينة تختزن هذا الألق من القيم الإنسانية لا يمكن أن يكون فيها إرهاب، ولا يمكن أن تحتضن إرهابا وإرهابيين، وما وجد فيها من ردات فعل أمنية كانت غالبها بأيد خارجة عن طرابلس، وبعضها سببه الظلم الذي يمارس على شريحة من أبنائها في ما بات يعرف بالموقوفين الإسلاميين".