في خضم المعركة التي يخوضها ​الجيش اللبناني​ في مواجهة الجماعات الإرهابية، كانت بارزة الرسالة التي وجهتها قيادته إلى العسكريين، بعد حصول بعض حالات الفرار من المؤسسة، عبر تأكيدها أن لا مكان في صفوفها للخارجين عن الولاء للوطن والشعب.

قيادة الجيش اليوم، كانت واضحة في الإعلان أنها بغنى عن خدمات أي عسكري يتخاذل أو ينكث بقسمه ويخون رسالته، فيخسر نفسه قبل وطنه ومجتمعه وعائلته، في وقت يندفع فيه آلاف الشبان للتطوع في صفوف الجيش، والانضمام إلى رفاقهم في مسيرة الدفاع عن الوطن، وبذلك تثبت أنها ستكون دائماً المؤسسة الضامنة لجميع اللبنانيين، وستقف بوجه كل محاولات التشكيك بها من قبل البعض.

في هذا السياق، تشكف مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن هناك إغراءات مالية وراء عمليات الفرار التي حصلت من قبل بعض العناصر، وتشير إلى أن الجماعات الإرهابية تعرض على من يرغب في خيانة وطنه مبلغ 25000$ دولار أميركي، مقابل تصويره في شريط فيديو يحرض فيه زملاؤه على القيام بالأمر نفسه.

وتؤكد هذه المصادر أن لا خلفيات دينية أو عقائدية وراء ما يحصل، حيث تلفت إلى أن الفارين ليسوا محل ثقة لدى الإرهابيين، فهم لا يقبلون مشاركتهم في القتال إلى جانبهم، بل يطلبون منهم التواري عن الأنظار، في حين يعرض على البعض تأمين سفره إلى خارج لبنان، وترجح أن تكون الوجهة الأساس تركيا، لأنهم يتخوفون من إمكانية إختراقهم عبر هكذا عمليات.

على صعيد متصل، تؤكد المصادر على أهمية العملية الأمنية التي حصلت في منطقة الضنية اليوم، والتي أدت إلى توقيف الإرهابي أحمد سليم ميقاتي وقتل ثلاثة مسلحين، حيث تشدد على أن الموقوف هو من المطلوبين الخطرين المرتبطين بتنظيم "داعش"، وكان يخطط لتنفيذ عمل إرهابي كبير، وهو متورط في عملية تجنيد عدد من العسكريين للانضمام إلى التنظيم المذكور.

وفي حين كشف البيان الصادر عن مديرية التوجيه عن ضبط أسلحة خفيفة ومتوسطة، وذخائر متنوعة وقاذفات ورمانات يدوية وأحزمة ناسفة، وأعتدة عسكرية بينها بزَّة مرقطة عائدة للجيش، ومواد متفجرة في الشقة المداهمة، تشير المعلومات التي حصلت عليها "النشرة" إلى أن عملية تصوير العسكريين الفارين كانت تحصل فيها.

وتلفت المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية تتخذ الإحتياطات الأمنية اللازمة، لمواجهة أي ردة فعل على توقيف الميقاتي من قبل البعض، حيث تعرب عن احتمال حصول ذلك، لا سيما أن ما حققته مخابرات الجيش يعد إنجازاً نوعياً، وتؤكد على أن هناك قراراً حاسماً بمواجهة أي مجموعات أو عناصر تريد الإخلال بالأمن والإستقرار في هذه المرحلة.

في المحصلة، يسقط وحده من يبيع وطنه من أجل المال، لكن بالتأكيد ستبقى المؤسسة العسكرية الأمل بالنسبة إلى اللبنانيين لمواجهة الجماعات الإرهابية في معركة الوجود التي تخاض، والتي لا مفر فيها من الإنتصار الذي يحمي المجتمع.