وجه "​تجمع العلماء المسلمين​" نداء لمناسبة رأس السنة الهجرية جاء فيه:

"تطل علينا سنة هجرية جديدة وحال الأمة الإسلامية وصل إلى مرحلة بات الخطر فيها لا ينحصر بالأشخاص والجماعات والدول فحسب، بل تعداه ليشمل الدين ومفاهيمه، انطلاقا من ذلك نرى من واجبنا أن ننبّه الأمة إلى الخطر الذي يترصدها في وجودها ودينها وكيف يمكن لها أن تواجهه وتقضي عليه. إن ديننا لم يكن يوما إلا دين رحمة وإحسان ودعوة للخير وسمو إلى مكارم الأخلاق، وإن أية صورة يقدمها الأشخاص أو الجهات مغايرة لذلك فهي لا تمت إلى الإسلام بصلة".

اضاف:"إن العدو الأوحد لأمتنا والذي يحتل المرتبة الأولى في سلم أولويات هذه الأمة هو العدو الصهيوني الذي وصفه الله عز وجل بأنه أشد الناس عداوة للذين آمنوا بقوله : "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون".

وكل من يسعى لتقديم عدو آخر للأمة هو مخالف للإسلام وعقيدته ومفاهيمه. إن نظرتنا للأديان الأخرى تنطلق من المبدأ الإنساني وليس من التعصب الديني، فكلنا في بلداننا مواطنون يجب أن يحكمنا مبدأ المواطنة ومدى خدمة الأفراد والجماعات للوطن والمواطنين".

وتابع: "إن المسيحيين هم جزء مقوم لبلادنا وهم أقدم وجودا منا على هذه الأرض وحافظت عليه حكومات المسلمين من أيام رسول الله إلى يومنا هذا، وساهموا في بناء حضارة هذه المنطقة، وكل من يتعرض لهم بالأذى يخالف الإسلام وما جرت عليه سنة الأوليين من السلف الصالح.إن بلدنا يحتضن نعمة كبيرة اسمها التنوع الطائفي والمذهبي وقد عشنا معا أعواما طويلة إخوانا تربطنا علاقات ألفة ومودة ومحبة، وهذا التنوع بحد ذاته يشكل خطرا على الكيان الصهيوني الذي سعى منذ بداية نشأته إلى أن يكون كيانا مذهبيا يهوديا. لذا سعى من بداية تشكله إلى إيقاع الفتنة بين أبناء وطننا وسعى لتقسيمه، وكانت المؤامرات تتكسر عند إرادة اللبنانيين الرافضين للتقسيم والمصرين على وحدة وطنهم". اضاف "لذا، علينا أن نجتمع اليوم بعيدا عن الحسابات الطائفية والمذهبية المصطنعة والأنانيات الحزبية ونعمل للحفاظ على وحدة الوطن وتماسكه في وجه مؤامرة الصهاينة وإسقاطها. ندعو الله عز وجل أن يعيد هذه الذكرى علينا وأمة الإسلام قد استعادت وحدتها وتخلصت من احتلال الصهاينة لقدسنا الشريف وفلسطيننا الحبيبة إنه سمع مجيب".