مدِّدوا لهم ما داموا أحياء يرزقون ورزقكم على الله، وهم من دون جميلكم مدَّدوا مرة لأنفسهم، ويمدّدون مرة ثانية، وتظل العيون فارغة والبطون جائعة على السلطة، وعند فتْح الشهية على ​التمديد​، لا تعود تنفع نصائح خبراء التغذية، باعتماد وسائل قطع الشهية لتخفيف انتفاخ الوزن.

إنّهم يحلون وكالة باسم الشعب لمدة معيّنة يحددها الدستور، وعندما يمدِّد الوكيل وكالته لنفسه وبتوقيعه هو عن الموكِّل، يكون كمن يحمل وكالة مزورة، والذي يقبض راتباً باسم هذا التوقيع المزور، يصحّ أن يكون التمديد له أشبه بحكاية اللص الظريف.

يؤمِّنون النصاب محجَّبي الوجه لينتخبوا أنفسهم، وفي عدم إنتخاب رئيس للجمهورية، لا يخجلون من إنكشاف وجوههم تحت ضوء ساحة النجمة.

إنه المرض الذي لم يحل دونه التلقيح الوطني أو الأدبي أو الدستوري، وهو اللعب بالدستور «لتحنيط» الذات السياسية، هذا الذي تكرر ثماني مرات عبر ثماني ولايات خلال حرب 1975 وصولاً الى التشبه بالكرام في 31 أيار 2013.

وهكذا كان التشبُّه بالكرام حين عُدِّل الدستور لتمديد ولاية الرئيس الياس الهرواي سنة 1995، وولاية الرئيس إميل لحود 2004 وحين اختُرِق الدستور بولاية الرئيس ميشال سليمان، حتى أصبحت آفة التمديد شعاراً فوق قبة البرلمان، وأصبح كل شيء ممدداً وممدوداً.

اليد ممدودة ولكن: لا للوفاق، ولا للإخاء، ولا للسخاء...

والسواعد ممدودة ولكن: على الأعناق وعلى الأرزاق...

والأرجل ممدودة: كلٌّ خارج بساطه، وخارج حدود الولاية، وخارج حدود الدستور، وخارج حدود الوطن.

هل هناك سائل يسأل:

أنهم يمددون ولايتهم ولكن: لأي مجلس، وأي وطن، وأي دولة وأي جمهورية؟ والمجلس مشرَّع لا مشرِّع، والوطن سائب ومسيّب، وجمهورية الدولة أصبحت شبيهة بدولة بوليفيا، عندما عيّنت الأميرال «سنتياغو روكا» قائداً للأسطول البحري، والطريف أن بوليفيا ليست فيها حدود بحرية.