كشفت مصادر أمنية لـ "الحياة" أن "احتراق الشقة التي داهمتها مديرية المخابرات في ​الجيش اللبناني​ عندما أوقفت الإرهابي أحمد سليم ميقاتي الملقب بأبو بكر وأبو الهدى الذي يعتبر الرأس المدبر للمجموعات الإرهابية المسلحة المنتمية الى "داعش" في في بلدة عاصون- قضاء الضنية،المنية في الشمال، لم يكن بسبب حدة الاشتباكات وإنما لوجود مادة "س- 4" الشديدة الانفجار"، موضحةً أن "الشقة المستأجرة كانت موضع رصد دقيق ورقابة شديدة الى أن حددت القوة المداهمة ساعة الصفر لبدء العملية العسكرية بعدما تأكدت من أن ميقاتي موجود فيها".

ولفتت المصادر الى أن "الشقة تحولت غرفة عمليات استخدمت للتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مواقع للجيش اللبناني يتولى ميقاتي الإشراف عليها، من دون أن تستبعد أن يكون الأخير أحضر الجندي الفار عبدالقادر الأكومي إليها ليسجل شريط الفيديو الذي أعلن فيه فراره من الجيش والالتحاق بـ "داعش"، وهذا ما تبين من خلال تعقب الخطوط الخليوية التي استخدمت لهذه الغاية".

وفي هذا السياق، أكدت مصادر أمنية لـ"الحياة" أن "عبد القادر الأكومي كان موجوداً في الشقة لكنه تمكن من الهرب ومعه عدد من أعضاء المجموعة المسلحة وبينهم سوريون، وأن هناك ثلاثة قتلى من هذه المجموعة تم التعرف الى أحدهم ويدعى عادل العتري من بلدة النبي يوشع في قضاء المنية ومقيم في بلدة حنين في القضاء نفسه"، ذاكرةً أن "هناك جثة متفحمة وأخرى لشخص آخر يجري التعرف إليهما من خلال فحص الحمض النووي وكشفت عن أن العتري مطلوب للقضاء اللبناني بموجب مذكرات توقيف غيابية صادرة في حقه، لأنه ينتمي الى مجموعة كان جندها المدعو "ن- س" لإرسالها للقتال في سوريا الى جانب المعارضة، لكنها انضمت لاحقاً إلى "داعش".

وأشارت الى أن "صاحب الشقة حضر من تلقاء نفسه وأدلى بإفادته، وفيها أن شخصاً لبنانياً استأجرها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بذريعة استخدامها للإقامة فيها من أجل الصيد في المنطقة. وأضافت أن من استأجر الشقة، وفق ما أفاد صاحبها، هو غير الأشخاص الذين كانوا فيها أثناء دهمها فجراً"، موضحةً أنه "تقرر بعد مراجعة القضاء المختص إخلاء سبيله، خصوصاً أنه أبدى استعداده للحضور فور الطلب منه".

وأكدت المصادر الأمنية نفسها أنه "عثر على عدد من البراميل المملوءة متفجرات وعبوات ناسفة وألغاماً، إضافة الى كميات كبيرة من الصواعق والرشاشات وقذائف "ب – 7".