لفت امام مسجد "القدس" في صيدا ​ماهر حمود​ خلال القائه خطبة الجمعة الى أن "من اشد ما يؤلمنا في الفتن الدائرة حولنا وفي أرجاء ديارنا، أن ترتبط أسماء لامعة في القمة تستحضر من التاريخ العريق وتُستحضر هذه الأسماء كأبي بكر وأبي هريرة وغيرها ليزج بها في أتون الفتنة ولترتبط هذه الأسماء بالجرائم والتخلف والجهل والفتن وبكل ما يشوه حضارتنا وديننا وتاريخنا"، معتبرا أنه "موقف مؤلم ومربك، فكم سنحتاج من الزمن حتى تزول من عقول الناس وافهامهم هذه الصورة القذرة التي يتحفوننا بها على الشاشات والتي توحي أن العمل الوحيد الذي يتقنه "المسلمون" أو "الإسلاميون" هو القتل والذبح والرجم".

وأشار الى ان "هنالك وسائل إعلامية لا تزل تتحدث مثلا عن "الدولة الإسلامية ولا تذكر داعش مثلا، وتتحدث عن الخليفة أبي بكر البغدادي المزعوم مثلا ولا تذكر اسمه الحقيقي، هؤلاء ساهموا في التشويه"، لافتا الى أن "الدعوة الإسلامية ضربت ضربات قاصمة، وقد يخيّل للناظر أن "الصحوة" الإسلامية التي بدأت في السبعينات وتأثرت بشكل أو بآخر بانتصار الثورة الإسلامية في إيران وتجسدت بأعلى انجازاتها بانتصار المقاومة في لبنان وفلسطين"، لافتاً الى إن "هذه "الصحوة" الإسلامية قد انتهت وان ملفها قد طوي إلى غير رجعة، ولكن الأمور ليست كذلك بالتأكيد، ويمكننا أن نتحدث من منطق الإسلام نفسه كما من منطق التحليل السياسي"، لافتا الى إن "الإسلام سيجدد نفسه ويخرج الخبث وسيثبت أن الأمور ليست كما يخطط لها".

وأضاف: "قد يخطب فينا علماني أو ملحد ويقول أن الإسلام الحديث انتهى، طالما انه افرز هذه الظواهر الناتئة وطالما انه استحضر من التاريخ الخلافات المذهبية ليبرز الانشقاقات بين المسلمين وجعل توافه الأمور تظهر وكأنها الأولويات وبخّس قيمة المقاومة ولم يستطع أن يوحد المسلمين على هدف واحد ولا على رؤية واحدة، بل لم يستطع أن يوحد لغة مشتركة بين المسلمين بل بين الإسلاميين أنفسهم، إن هذا "الإسلام" ليس قابلا للحياة"، مؤكدا أن "المشروع الإسلامي إسلامي حتى تكون فلسطين في رأس أولوياته، وان تكون ثقافته حتمية زوال إسرائيل في رأس القائمة، أما ما نراه فهو تشويه على تشويه لن يستطيع الاستمرار، وهذا موجود في ثقافة المقاومة ومحورها، وهذا المحور وهذا الاتجاه هو البديل عن الدواعش وأمثالهم".