وجه مفتي بعلبك الهرمل الشيخ ​خالد صلح​، كلمة لمناسبة رأس السنة الهجرية وذكرى الهجرة النبوية الشريفة، قال فيها: "اختار الله لنبيه هجرة الى موطن آمن يسود فيه الأمن والإستقرار، وتعلو فيه القيم والمثل والأخلاق. فقد اختار الصحابة من ذكرى هجرة النبي الى يثرب، بداية للتأريخ الاسلامي وفي انشاء دولة غيرت وجه الأرض، عبرت بمن اسلم من الشرك وظلمته إلى العدالة، ومن مجتمع تحكمه غرائز او عصبيات قبائلية، إلى مجتمع يأتمر بكتاب منزل على خير خلق الله، يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر".

وأشار إلى أننا "اذ نستذكر هذا اليوم العظيم بعد ما يزيد على ألف وأربعمئة عام بعشرات السنين، وبالتالي مهما يكن من أمرنا الآن من فتن وانقسام وعدم امن واستقرار، فإنه لا بد من أن نصدع للحق، ونتخذ من قرآننا ورسولنا وصحابته المهاجرين والانصار، ونقف خلف مؤسساتنا العسكرية والامنية".

ورأى أن "الاوان قد آن لندرأ الأخطار التي باتت معروفة من جميع الافرقاء، وذلك بالاتحاد والاقدام على الخطوات الضرورية التي من شأنها أن تدير عجلة الحكم في اتجاه سليم، تبدأ بالاسراع في انتخاب رأس الدولة - رئيس الجمهورية. فهذا أقل الواجب الذي على نواب الامة القيام بالدور الذي من أجله أنتخبوا كممثلين لشعب. فالمبادرة إلى انتخاب رئيس قادر على القيام بدوره في إدارة دفة الحكم وفق الدستور واتفاق الطائف يساعد على تحصين وطننا ومؤسساته في وجه الارهاب والفلتان الامني الذي يستهدف بلدنا وأهلنا وجيشنا".

من جهة اخرى سأل صلح: "اين هي المواثيق والتعهدات التي جرت في بعلبك الهرمل، اين من يصونها؟ ففي كل يوم يمر نسمع بخلاف ادى الى اطلاق نار نحن نستذكر من ذكرى الهجرة الشريفة، ان النبي صل الله عليه وسلم أول ما وصل الى يثرب آخى بين المهاجرين والانصار وبنى جامعا ليكون منارة للحق، وعليه قامت الاخوة والجيرة واحترام الجار لجاره والمسلم لاخيه والانسان لاخيه الانسان. فلم يعد اليوم من المقبول السكوت على ما يجري من هتك للحرمات وترويع الامنين في بعلبك".

واذ حمل "الاجهزة الامنية والعسكرية مسؤولية الفلتان الامني"، طالبهما ب "ضرب البؤر المخلة بالأمن وبسط سلطتهما على كامل الاراضي اللبنانية".

وأكد أن "بعلبك عصية على الفتن المذهبية والطائفية، ونشدد دائما على وحدتها بكل أطيافها السياسية والحزبية وبكل نسيجها الإجتماعي والعائلي، واننا في بعلبك، نقف صفا واحدا جنبا الى جنب في وجه الخارجين على القانون، لأننا نؤمن بالعدالة والأمن والإستقرار ومشروعنا دائما هو مشروع الدولة العادلة لكل المواطنين على حد سواء".