وصِلْ رقمْ، وفات عا كابين تلفون، وطلبْ رقم، ردّت عليه رقم فطلب منها، كونها إمّو، وهوّي مارق بفترة عصيبة، طلب منها رقِم. فبَرْبَرِت شوي ورِجعت عطيتو رقمين، رقم النهار اللي بدو يجي يقبض فيه الرقم ورقم الساعة لتكون نِزلت من الجبل.

كم رقم هول غير اللّي هوّي طالبُن من إمّو؟ مش مهم إذا بدنا ما نضيّع وقت. المهم إنّو كل شي إنذكر وكلّن وكلنا أرقام. وهاي حقيقة وبديهية. ولما تكون بديهية، أي متل كل شي بديهي، يعني طبيعية. وليه طبيعية وتكرّست مع الوقت إنّو هيي «الطبيعية»؟ لأنّو كذا رقم أجمعوا عليها! كذا رقم ومخلّطين، عالتقيل يعني، بين: سنين وناس ومناسبات وكلّ الأشيا الموجودة بهالطبيعة إللّي لهلق ما منعرف غيرها.

أرقام نحنا وضروري ومَنّا إهانة ولا تخفيف من قيمة الإنسان متل ما الدِّين بيحاول يوحي، متل ما الدِّين والأدب كمان بكل فروعو: الشعر والنثر والنحتْ بالصّخر والرقص والحفر والشطّ والبحر... إنتي متصوّر لو نحنا مش مرقّمين ملّا عيشة بتكونْ؟ ملّا بهدلة؟ ملّا برّية فيها بنايات؟ نحنا مرقّمين ونص، وخرا عالشِّعِر، وخاصةً اللي محزون من هالخبرية. ولي نحنا مرقّمين، من هيك ما منضيع، وفي حال ضِعنا، ما في إلا رقمنا هوّي اللّي بيردّنا للباقيين. شو الباقيين يعني؟ للأرقام الباقيين أكيد. يعني لأهلنا وأصحابنا وكلّ الناس الباقيين. ما إنتو الشُّعرا بس تحكوا شي خمس دقايق عادي متل العالم، يعني برّات القصيدة وقبل الندوة، شو بتقولوا؟ انشالله يجي عدد كبير من الناس عالأمسية (واللّي هوّي ولا مرّة صاير). وإذا ما إجا هالرقم منكون بالفشل الذريع. وتخبزوا بالأفراح. يعني مهم الرقم... ما إشبو شي.