نقلت صحيفة "الجمهورية" عن شخصية عربية عارفة بالاوضاع المصرية أن " مصر تواجه كل هذه الضغوط التي تمارسها عليها قوى قريبة وبعيدة لإدراكها أنّ القاهرة إذا خرجت من القمقم الذي فرضته عليها يوماً معاهدة "كمب ديفيد" وسياسة الإعتماد على واشنطن، فإنّ المصري سيصبح حاضراً بكل قوة في تفاصيل الحياة العربية والإسلامية، وحتى العالمية"، لافتةً الى أنه "في أيامٍ معدودة برز دورٌ لمصر في الشرق الليبي حيث إستقبلت رئيس حكومة طبرق عبدالله الثَني وبحثت معه في كل الوسائل التي تُمَكن الجيش الليبي من هزيمة المسلحين المتطرفين وإعادة الوحدة والأمن الى ليبيا الممزَقة".

وأشارت الى أنه "وعلى من أنّ الحكومة المصرية تحرص على التأكيد أن لا تدخلَ عسكرياً في ليبيا، وأنّ جيش مصر يحمي مصر من داخل حدودها، فإنّ جميع المراقبين يلاحظون وجود "ملائكة" مصر في الربوع الليبية، كما في العلاقات مع الجزائر وتونس والسودان بغية كبح جماح الفوضى المنتشِرة في ليبيا ومنع شظاياها من الوصول الى عموم المنطقة"، مضيفةً: " في هذه الأيام نفسها استقبلت القاهرة الرئيس "الإخواني" عمر حسن البشير في خطوةٍ فاجأت كثيرين، خصوصاً بسبب الخلفية "الإخوانية" للرئيس السوداني وبسبب إتهاماتٍ للخرطوم بمساعدة جماعاتٍ إسلامية متطرّفة في مصر".

وأشارت هذه الشخصية العربية الواسعة الإطلاع الى إنّ "جهداً مصرياً حثيثاً يُبذَل بغيةَ إنجاز حلّ سياسي للأزمة السوريّة، فالعلاقة بين عسكريّي البلدَين وأجهزتهما الأمنية لم تنقطع يوماً، بل كانت مصر في الوقت نفسه، خصوصاً بعد الإطاحة بحكم "الإخوان المسلمين" تحاول الموازنة بين أمنها الاقتصادي المرتبط بالرياض ودول الخليج وبين أمنها القومي الإستراتيجي المرتبط بدمشق وبيروت"، مضيفة: "أنّ مَن يريدُ قراءة الدور المصري الحقيقي في سوريا يلمس بداياته في لبنان، وتحديداً في حلّ أزمة دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية إلتي إتفق على حلّها سياسيون موزَعون بين فريقَي 8 و14 آذار وبين العلاقة الجيدة مع دمشق والقاهرة والرياض"، مشيرة الى أن "السياسة المصرية ذات الخبرة المتراكِمة لا تهوى القفزَ في الهواء ولا تنقل قَدَماً شبراً واحداً الى الأمام إلاّ بعد أن تتأكد من ثبات الأرض تحت الأقدام".