دولة الرئيس

نخاطبك بكتابٍ مفتوح وقلبٍ مفتوح لأنَّنا نعرف أنَّ لكَ كلاماً واحداً، فوق الطاولة، لا كلامَيْن، فوق الطاولة وتحتها، كما بعضهم لا يجرأون على اتخاذ موقفٍ والثبات عليه.

ونخاطبك بقلبٍ مفتوح لأنَّنا نعرف مدى كِبَر قلبك الذي يتعالى عن السِهام والطعنات وليست بالضرورة دائماً من الخصوم أو الأعداء.

دولة الرئيس

نعرف أنَّك مجروحٌ في الصميم...

نعرف أنَّك تتعاطى مع الملفَّات الرئاسية والنيابية والحكومية بواقع أنك أم الصبي، ونعرف مدى التشويش على خطواتك ومواقفك، ولكن مع ذلك ندعوك، يا دولة الرئيس بصدقٍ ومحبةٍ وإخلاصٍ إلى عدم التراجع عن المواقف التي اتخذتها.

دولة الرئيس

لا تتراجَع، جاهر بالسير بالتمديد لمجلس النواب، ليس حبًّا بالتمديد أو ترويجاً له بل لعدم السقوط في محظور الفراغ... لا تَدع الضغط يُغيِّر لك قرارك، إستمر في التفكير وطنياً كما عهدناك، ولا تدخل، لا سمح الله، في الزواريب المذهبية كما يريد لك البعض أن تكون لتنزل إلى مستوى تعاطيهم في السياسة.

نقول هذا الكلام لأنَّنا نعرفِ ماذا يمكن أن يحدث في حال وقعنا في الفراغ القاتل، فما ذنبك أنتَ إذا كان المسيحيون لم يتَّفقوا على مرشَّحٍ واحد، أنتَ لم تكن في إجتماعات بكركي التي ضمَّت القادة الموارنة، كما لم تكن في الإجتماعات الموسَّعة، هُم اختلفوا فما ذنبكَ ليُحمِّلوك خلافاتهم؟

ذهبوا إليكَ لتبارك ترشيحاتهم فقلت لهم:

إذهبوا وأحضروا المباركة المسيحية، فذهبوا ولم يعودوا، لو باركتَ ترشيح أحدٍ منهم لقيل إنَّ المسلمين يختارون الرئيس المسيحي، ولو قلت لهم هاتوا المباركة المسيحية لقالوا إنَّك تُصعِّب الأمور، فأيُّ ضياع أسوأ من هذا الضياع؟

دولة الرئيس

إنَّ السياسة رشدٌ وتحتاج إلى مَن يكونوا قد بلغوا سنَّ الرشد فيها، فلا مكان للهواة ولا لقصيري النظر.

دولة الرئيس

هناك مخلصون كثر في البلد، بإمكانك أن تضع يدك بيدهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، واترك المزايدين وشأنهم لترَ، ويرى الرأي العام إلى أين ستوصلهم مزايداتهم.

دولة الرئيس

يلاقيك الرئيس نبيه بري في منتصف الطريق، وهو الذي يقول:

لا يمكننا الآن مجاراة التمديد، لأنَّ دخول المجلس في الفراغ يعني أنّه لن يُنتخب رئيساً للجمهورية بعد الآن، فمَن ينتخب الرئيس هو المجلس النيابي، فكيف ينتخبه في حال كان هناك فراغ نيابي.

لا يتوقَّف الرئيس بري عند هذا الحد بل يدقُّ ناقوس الخطر من خلال القول:

هناك من يريد إقتياد البلاد إلى الفراغ بغية الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي، لكنّني من الآن أقول إنَّ حركة أمل وحزب الله يؤيدان التمديد للمجلس النيابي.

بعد هذا الكلام، هل من إمكانية للتراجع؟

في حال طُرِح التمديد فإنَّ الموافقين عليه هم، المكوِّن الشيعي والسنّي والدرزي وستة وعشرون نائباً مسيحياً مستقلاً، في هذه الحال تكون جلسة التمديد قد استوفت الشرطين:

الميثاقية وأكثرية الثلثين، فلنذهب إليها لنُبعِد شبح الفراغ.

دولة الرئيس

لا تتراجع... كلنا معك.