أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ قيادات مدينة طرابلس السياسية والأمنية تتحمّل بالمطلق مسؤولية الدماء التي سقطت فيها، معتبراً أنّ ما يحصل هو نتيجة الرخاء وعدم المسؤولية لقادة المدينة السياسيين من تيار سياسي واحد هو تيار المستقبل وحلفاؤه، ملاحظاً أننا لم نسمع خطاباً جديًا ضدّ هؤلاء المسلحين من أي شخصية طرابلسية مؤثرة أو حتى أي شخصية عادية.

وفي حديث إلى تلفزيون "NBN" ضمن برنامج "حوار اليوم" أداره الإعلامي علي نور الدين، جدّد أبو فاضل انتقاده للوزير أشرف ريفي على خلفية طرحه إلغاء المحكمة العسكرية، مشدّداً على أنّ العدلية ليست منبراً للسياسيين والقضاة ليسوا ضباطاً، كما دعا لإغلاق مجلس شورى الدولة وتوزيع قضاته على المحاكم الإدارية في لبنان، مشيراً إلى أن لا قيمة له بوجود الخطابات التحريضية.

وفي قضية العسكريين المخطوفين، لفت أبو فاضل إلى أنّ كثرة الطباخين تُفشِل الطبخة، ودعا ليستلم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الملف مع قطر ومع تركيا خصوصًا بعد نجاحه سابقاً في ملفي مخطوفي أعزاز وراهبات معلولا، وأكد أنه ليس فقط مع التبادل أو المقايضة بل أن يصل الأمر لحدّ إصدار قانون عفو.

وفيما أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ عكار ستكون مقبرة الإرهابيين والتكفييريين من داعش وجبهة النصرة، استبعد أن تقبل السلطات في لبنان الهبة الإيرانية اليوم، مشيراً إلى أنهم سيتذرعون بوجود قرار دولي بمنع استيراد السلاح من إيران، ولو كانت هبة، واعتبر أنهم الآن بغنى عن ملفات يفجّرون فيها الحكومة، موضحاً أنّه إذا وقف وزير واحد ضدّها فإنها لن تقرّ، مجدّدًا قوله أنّ نصف الحكومة داعش.

ما يحصل بطرابلس نتيجة الرخاء

أبو فاضل توقف عند الأوضاع الأمنية في مدينة طرابلس شمال لبنان والمعارك الدائرة فيها، فلفت إلى أنّ ما يحصل في طرابلس هو نتيجة الرخاء وعدم المسؤولية لقادة المدينة السياسيين من تيار سياسي واحد هو تيار المستقبل وحلفاؤه وترك الحبل على غاربه في هذا الموضوع، ملاحظاً أننا لم نسمع خطاباً جديًا ضدّ هؤلاء المسلحين من أي شخصية طرابلسية مؤثرة أو حتى أي شخصية عادية، موضحاً أنّ أي موقف من هذا النوع لم يصدر لا عن الرئيس نجيب ميقاتي ولا عن الثلاثي المرح محمد كبارة ومعين المرعبي وخالد الضاهر ولا عن النائب أحمد فتفت ولا عن النائب أحمد كرامي ولا عن النائبين السابقين مصباح الأحدب ومصطفى علوش ولا عن وزير العدل أشرف ريفي ولا غيرهم.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ هناك خلايا موجودة في طربلس بتصرف داعش والنصرة كانت تسكت عنها القيادات في طرابلس، مشدّدًا على وجوب أن يكون هناك موقف حقيقي من جماعة المستقبل على غرار الموقف الذي صدر عن الرئيس سعد الحريري في الخارج ضدّ داعش، مسائلاً عمّا إذا كان ما يحصل عبارة عن توزيع أدوار، وحمّل المسؤولية كاملة لما يحصل في طرابلس لقيادات المدينة السياسية والأمنية، مستهجناً كيف يصبح خبر استشهاد جنود وضباط الجيش اللبناني بشكل يومي خبراً عاديًا يمرّ مرور الكرام.

نهاد المشنوق رجل حوار

واعتبر أبو فاضل أنّ تيار المستقبل أوصل البلاد أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه مالياً واقتصاديًا واجتماعيًا وأمنياً ومن ثمّ سياسياً، وجدّد الحديث عن حلم بإنشاء إمارة إسلامية في طرابلس يراود بعض الناس، لكنه شدّد على أنّ الجيش يقف لهم بالمرصاد، واستغرب المواقف الأخيرة التي صدرت عن وزير الداخلية نهاد المشنوق في ذكرى استشهاد اللواء وسام الحسن، معرباً عن أمله بأن يصحّح هذه المواقف، مشدّدًا على أنه رجل حوار في النهاية، وهو يبقى أفضل من غيره بكثير.

ورأى أبو فاضل أنّ الوزير المشنوق يستطيع أن يسيطر على أقواله وأفعاله وعلى انفعاله إذا كان هناك انفعال، مشيراً إلى أنّ حسناته أكثر بكثير من سيئاته، معتبراً أنه لا يمكن أن يوتّر البلد، وقال: “الكلام الذي قاله لم نعتد عليه إلا يوم كان خارج السلطة”، وسأل قوى الرابع عشر من آذار: “هل تريدونه أن يتفعل مشكلة مع حزب الله؟”

صحوات مسيحية؟

وتحدّث أبو فاضل عن صحوات مسيحية ربما تحصل في لبنان إذا استمرّ واقع الحال كما هو، لافتاً إلى أنّ الوقائع بيّنت أنه يحق للسني في لبنان ما لا يحق للمسيحي ويحق للشيعي ما لا يحق للمسيحي ويحق للدرزي ما لا يحق للمسيحي، معتبراً أنّ شوكة المسيحيين انكسرت وأصبحوا محبي مال لا يدرون ما يفعلون، موضحاً أنهم جميعاً يخطئون من رأس الكنيسة إلى آخر واحد.

ورداً على سؤال، نفى أبو فاضل أن تكون عملية عاصون رداً على خطاب وزير الداخلية، وأوضح أنّ استخبارات الجيش كانت ترصد هذه المجموعات وهي لم تتوقف عن مهامها هذه في أيّ وقت من الأوقات، وأشار إلى أنّ الجيش يجترح اليوم عملية جراحية في طرابلس يرفضها قادة طرابلس جميعاً باستثناء مفتي المدينة الشيخ مالك الشعار الذي يبدو الأحرص في المدينة على أمنها، مشيداً في السياق عينه بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي وصفه بالرجل المعتدل.

لإغلاق مجلس شورى الدولة

ودعا أبو فاضل للتمييز بين الإسلام المعتدل الذي نعرفه وما أسماه في المقابل إسلام الوحوش الذي لا يمثل جوهر الدين الإسلامي، ولفت إلى أنه حيّد عن هجومه على قادة طرابلس الرئيس عمر كرامي ونجله الوزير فيصل كرامي وكذلك الوزير سمير الجسر وغيرهم لأنه يعرف موقفهم من الجيش اللبناني، ولم يصدر عنهم أي موقف معادٍ للجيش أو محرّض ضدّه.

وانتقد أبو فاضل بشدّة مواقف النائبين خالد الضاهر ومعين المرعبي التحريضية والفتنوية، معتبراً رداً على سؤال أنّ خالد الضاهر هو من مؤسسي محلات الفلافل وليس أبداً من مؤسسي المقاومة، ونفى وجود معلومات لديه عن النائب الذي قيل أنّ الموقوف أحمد ميقاتي كان على اتصال به، لافتاً إلى أنّ البعض يقول أنه خالد الضاهر لكن لا معلومات أكيدة لديه في هذا الإطار.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ تحرك المجتمع المدني في طرابلس خفيف جدًا بالمقارنة مع أقوال وزير العدل أشرف ريفي من فوق أقواس المحاكم، وفيما جدّد انتقاده للوزير أشرف ريفي على خلفية طرحه إلغاء المحكمة العسكرية، مشدّداً على أنّ العدلية ليست منبراً للسياسيين والقضاة ليسوا ضباطاً، دعا لإغلاق مجلس شورى الدولة وتوزيع قضاته على المحاكم الإدارية في لبنان، مشيراً إلى أن لا قيمة له بوجود الخطابات السياسية، لافتاً إلى أنّ المجلس الدستوري نفسه لا يجتمع، وقال: “لا يجوز أن تصدر القرارات السياسية من فوق أقواس المحاكم”.

لحل شامل ولا مشكلة بالمقايضة

وفي قضية العسكريين المخطوفين، لفت أبو فاضل إلى أنّ كثرة الطباخين تُفشِل الطبخة، وأشار إلى ما قاله المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لجهة حصر الملف، ودعا ليستلم هذا الرجل الملف مع قطر ومع تركيا خصوصًا بعد نجاحه سابقاً في ملفي مخطوفي أعزاز وراهبات معلولا، وأكد أنه يثق باللواء ابراهيم وبقدرته إذا أمسك وحده الملف ووضع القيادات الأمنية والسياسية بأجوائه على الوصول لحلّ.

وأكد أبو فاضل أنه ليس فقط مع التبادل أو المقايضة بل أن يصل الأمر لحدّ إصدار قانون عفو، معلناً أنه يرفض أن يكون القانون على قياس شخص واحد، متسائلاً عمّا إذا كان فقط من يقتلون الجنود والضباط هم من يطلق سراحهم، واعتبر أنّ الحلّ يجب أن يكون حلاً إلى حدّ ما شاملاً وحلاً سياسياً.

عكار ستكون مقبرة داعش والنصرة

وأعرب أبو فاضل عن خشيته من أن يكون البلد ذاهباً باتجاه المزيد من المشاكل، مشيراً إلى أنه يؤيد المقايضة إذا كان سينهي هذه الأزمة، وانتقد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان وعهده الذي أوصل البلاد لما وصلت إليه، واصفاً إياه بالتحفة.

وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ عكار ستكون مقبرة الإرهابيين والتكفيريين من داعش وجبهة النصرة، وأشار إلى أنه لا يخاف على الجيش، معتبراً أنّ كلّ ما أثير في الآونة الأخيرة عبارة عن حالات فردية لا تقدّم ولا تؤخر، لافتاً إلى أنّ العملية كانت تختلف لو أنّ فرع المعلومات وقوى الأمن الداخلي تصرّفوا في طرابلس والشمال كما يتصرّف الجيش.

الهبة الإيرانية لن تقرّ

واستبعد أبو فاضل أن تقبل السلطات في لبنان الهبة الإيرانية اليوم، مشيراً إلى أنهم سيتذرعون بوجود قرار دولي بمنع استيراد السلاح من إيران، ولو كانت هبة، واعتبر أنهم الآن بغنى عن ملفات يفجّرون فيها الحكومة، موضحاً أنّه إذا وقف وزير واحد ضدّها فإنها لن تقرّ، مجدّدًا قوله أنّ نصف الحكومة داعش.

وفي ما يتعلق بالهبة السعودية، لفت أبو فاضل إلى أنّ هبة المليار تسير على قدم وساق على ما يبدو، لكنه تحدّث عن معلومات تشير إلى أنّ الرئيس سعد الحريري يوزّعها على ذوقه، مشدّداً على أنّ الأخير ليس موظفاً في الديوان الملكي ولا يحق له توزيع هذه الهبة بطريقة غير عادلة، مشيراً إلى أنّ هذه الهبة أتت باسم الجيش وبالتالي فمن حقه أن يحصل على القسم الأكبر منها، باعتبار أنه هو الأساس في المعركة ضدّ الإرهاب اليوم.

واعتبر أبو فاضل أنّ المطلوب اليوم إشغال الجيش في الداخل واستهدافه بل واستنزافه، متحدّثاً عن قرار مبطن بتركيع الجيش في مكانٍ ما لغايات مبيتة، ورفض الرد على سؤال حول مواقف وزير الخارجية جبران باسيل من قائد الجيش العماد جان قهوجي، مكتفياً بالقول أنّ هذا رأيه ونحن في بلد ديمقراطي.

لا نية لإجراء الانتخابات

وفي ملف التمديد، أكد أبو فاضل أنّ القيادات في لبنان أوصلت البلاد لمكان لا يوجد أمامها إلا التمديد، لكنه رأى أنّ هناك مبالغة وتضخيمًا بمدة التمديد التي وصلت إلى سنتين وسبعة أشهر، موضحاً أنه من الممكن أن يقتصر التمديد على بضعة أشهر، مشدّداً على أن لا نية لإجراء الانتخابات، مع تأكيده أنه يؤيد القول أنّه لا يمكن إجراء انتخابات في ظلّ الظروف الحالية التي يمرّ بها البلد.

ورأى أبو فاضل أنّ هناك مصلحة لتيار المستقبل بالتمديد، خصوصاً أنّ الرئيس سعد الحريري يخاف أن يتعرّض للابتزاز، كما أنّ السعودية قد لا تدعمه وبالتالي فهو ليس مستعدًأ لصرف كلّ أمواله على الانتخابات، فضلاً عن وجود توقعات بمعارك قوية وساخنة في بعض المناطق التي كانت محسوبة على التيار الأزرق.

صوت بكركي لم يعد مسموعاً

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ التيار الوطني الحر حين يتحدّث عن الطعن بقانون التمديد يقوم بواجباته، مشيراً إلى أنّ المفاوضات بينه وبين الرئيس سعد الحريري لم تفضِ إلى نتيجة، وبالتالي فهناك خلاف بين الجانبين، كما أنّ الرئيس الحريري عرف كيف يستغلّ لقاءه بغبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، معتبراً أنّ البطريرك أخطأ هنا لأنه لم يقف على رأي أكبر كتلة مسيحية التي هي كتلة العماد ميشال عون، رافضاً أن يغطي البطريرك التمديد لسنتين وسبعة أشهر دون أيّ شروط، مشيراً إلى أنه يخاف أن يضمحلّ دور بكركي ويختفي مع الأيام لأنّ صوت بكركي لم يعد مسموعاً كما كان في السابق.

وشدّد أبو فاضل على أنّ البطريرك الماروني لا يجب أن يتراجع أبداً، مشيراً إلى أنه يؤيده بموضوع انتخاب الرئيس الذي يجب أن يكون أولوية، وأعرب عن خشيته من أن تكون بكركي قد تراجعت عن هذا الموقف.

أميركا نجحت بالفوضى الخلاقة

وتطرق أبو فاضل في نهاية الحلقة إلى المستجدات المتعلقة بكوباني والموقف الكردي، فأشار إلى أنّ أميركا نجحت بالفوضى الخلاقة أو ما أسماها بالفوضى الولادة، معتبراً أنّ رجب طيب أردوغان ليس سوى منفذاً صغيراً للسياسات الأميركية في المنطقة، معرباً عن اعتقاده بأنّ هذه الفوضى سوف تستمرّ.

ورأى أبو فاضل أنّ أميركا تقوم الآن بخلق شرق أوسط جديد تريده أن يذهب باتجاه مجموعات إثنية وعرقية، واعتبر أنّ الأكراد قاموا بمشاكل في قلب تركيا وتحرّكوا عالميًا ونجحوا في هذا التحرك، لافتاً إلى أنّ لأربيل وضعاً خاصًا واهتمامات خاصة من قبل الأميركيين، مشيراً في الوقت عينه إلى أنها تخضع للمزاج الإيراني والمزاج السوري والمزاج العراقي والمزاج التركي.

واعتبر أبو فاضل أنّ العراق هو خزان كبير من النفط، وهذا الموضوع يهمّ الأميركيين كثيراً، وأعرب عن خشيته بأن تستمرّ الضربات في العراق ليأتي كلّ المسلحين إلى سوريا، محذراً من أنّ المطلوب تدمير كوباني لتصبح بعد فترة غير صالحة للسكن وربما تسقط بعد ذلك.