كشفت "الاخبار" ان القيادات "الجهادية" تتّفق على أن الخسارة في معركة الشمال كانت متوقّعة، وهي شكّلت "صفعة قوية للشباب المسلم في الشمال". وانطلاقاً من المواجهة الأخيرة، تُجري بعض المجموعات جلسات تقويم في جلسات عامة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. وهي إذ تُجمع على الاعتراف بالخطأ في التوقيت، ترى أنّ حدثاً خارجاً عن السيطرة استدرج المجموعات لتتصرّف بصبيانية وانفعال، لكنّها تؤكد أن "المضي إلى الأمام كان منسّقاً ومخططاً له، لأنه لم تعد هناك إمكانية للتراجع". وتمثّل هذا الحدث في توقيف الجيش أفراد خلية عاصون، وعلى رأسهم المطلوب أحمد سليم الميقاتي.

ذكر أحد عناصر "​جبهة النصرة​" الموجودين في لبنان لـ"الأخبار" إن "مجموعة الشيخ أبو الهدى الميقاتي فتحت المعركة في الأسواق بالتنسيق مع أنصار الدولة في الشمال بعد عملية توقيفه". اضاف أن "باقي المجموعات انجرّت إلى المواجهة مجبرة، خوفاً من اتهامها بالتخاذل عن النصرة". لكن ماذا عن "البيئة الحاضنة"؟ الإجابة عن السؤال شبه موحّدة لدى عدد من القيادات "الجهادية" في لبنان والقلمون: "الجماعات الجهادية في لبنان لم تكن يوماً مدعومة من بيئة حاضنة". وانطلاقاً من هذه "المسلّمة"، توقِن هذه القيادات أن "بقاء المعطيات الميدانية على حالها يجعل من الاستحالة بمكان إمكانية قلب الواقع اللبناني لمصلحة المجاهدين". يستعيد هؤلاء "الغربة" التي يعيشونها في مجتمعاتهم أصلاً، لذلك هم مقتنعون بأنّ "مجموعاتنا ضعيفة وغير قادرة على فتح معركة مواجهة شاملة في ظل غياب قاعدة خلفية على الحدود للمدد". حتى معركة الشمال، بالنسبة إليهم، "لو طالت فهي بالنهاية خاسرة".

أما أحداث الشمال الأخيرة، فتكشف المصادر عن "محاولات جرت للملمتها، لكن الشباب انجرفوا خلف انفعالاتهم"، واشارت المصادر إلى أن "ضعف الجيش حمّس الشباب لإطالة أمد المواجهة"، لافتة إلى أن مؤيدي "النصرة" التحقوا بالمعركة لنصرة جماعة "الدولة". وإذ تؤكد المصادر أن معظم الاشتباكات لم تكن مخططة مسبقاً، تشير إلى أنّ "كل المشاركين في الاشتباكات لم يلتزموا الأدوارالموكلة إليهم". وإذ تؤكد المصادر قناعتها باستحالة القدرة على المواجهة المفتوحة في الظروف الراهنة، ترى أن "المطلوب حالياً، وحتى جلاء الصورة، الاقتصار على العمل الأمني المركّز ضمن الصورة الكاملة". وتتحدث المصادر عن "تصرفات غير منضبطة قام بها شادي المولوي، ولا سيما كشفه أن الشيخ أبو مالك التلي، أمر بعدم إطلاق سراح العسكري المخطوف". أما عن إعلان إمام مسجد هارون الشيخ خالد حُبلص "ثورة سنيّة"، فتشير المصادر إلى أن "الشيخ حُبلص أُلزِم بها، وإلا كان سيُتّهم بالتخاذل".

واوضح أحد الموالين لـ"لنصرة": "نحن نعلم أن الجميع ضدنا، لكننا لا نأبه لهم. اجتمع العالم لقتالنا ولم نخش في الله لومة لائم، وغرباء فتح الإسلام مثالٌ قريب". اضاف "واجبنا يحتم علينا إحياء فريضة الجهاد لرفع الذلة عن أُمّتنا وإعلاء راية الإسلام، أما النتيجة فنحتسبها عند الله الذي وعدنا بالتمكين لتطهير الأرض".