تعادل فريقا 8 و14 آذار أمس في ساحة النجمة. لم يُنتخب رئيس الجمهورية في الجلسة الثامنة ولا في الجلسة الرابعة عشرة. السيناريو نفسه تكرر في ساحة النجمة أمس، ما دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري مرة جديدة إلى إرجاء الجلسة إلى ما قبل اليوم الأخير من ولاية البرلمان في 19 من تشرين الثاني. هل سيكتمل النصاب الذي اقتصر أمس على 52 نائباً في الجلسة الخامسة عشرة؟ وهل سينتخب رئيس الجمهورية قبل عيد الاستقلال؟

مصدر نيابي في تيار المستقبل عاد في الأيام القليلة الماضية من الولايات المتحدة الأميركية أكد لـ»البناء»: «أن الانتخابات الرئاسية ستوضع على نار حامية بعد جلسة ​التمديد​»، وينقل عن المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم «أن التفاهم الأميركي الإيراني حول الملف النووي الايراني إلى حائط مسدود، إلا أن واشنطن وطهران تبديان مرونة في الملف الرئاسي اللبناني، وتعتبران أن الفراغ في لبنان لم يعد مقبولاً».

تدرك الدوائر الأميركية، بحسب النائب المستقبلي، «ان من المستحيل أن توصل قوى 14 آذار إلى قصر بعبدا رئيساً ينتمي إليها أو يؤيدها أو يميل إلى توجهاتها، ولذلك فهي تتحدث عن ضرورة انتخاب رئيس توافقي وفي الوقت عينه يكون قادراً على مكافحة الإرهاب».

لمس النائب عن كتلة لبنان أولاً، من الدوائر المحيطة بالبيت الأبيض، «أن رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، لم يعد يحظى بقبول أميركي كرئيس للجمهورية، ولم يعد محبذاً، كما كان في الأشهر الماضية، لأسباب تتعلق أولاً بملف النفط والغاز، وثانياً بزيارة وزير الخارجية جبران باسيل إلى روسيا في نيسان الفائت وما رافقها من جولة استطلاعية على مصانع الأسلحة في موسكو، التي اعتبرها الأميركيون من اختصاص وزير الدفاع الوطني سمير مقبل أو قائد الجيش جان قهوجي». ويروي أحد المسؤولين الاميركيين «أن باسيل حاول تصحيح ما اقترفه برأيهم من زيارته موسكو، بالتأكيد على التحالف الدولي في مؤتمر جدة، الا أنه لم ينجح، وأن العلاقة مع رئيس التيار البرتقالي أصبحت باردة».

لم ولن يروّج أصحاب القرار في الولايات المتحدة لجنرال الرابية عند السعودية. العلاقة بينهما متوترة الى حد ما، لكن، وعلى رغم أن واشنطن لا تدخل مع السياسيين اللبنانيين في لعبة الأسماء، وجل ما تؤكد عليه «المواصفات المارونية»، إلا أن مسؤولين في دوائر القرار، لا يضعون، بحسب السياسي اللبناني، «أي فيتو على رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، وعند السؤال عن رأي واشنطن عن تربعه على كرسي الرئاسة يلتزمون الصمت، وفي السكوت كما يقول النائب المستقبلي «علامة الرضا»، وأن الجواب نفسه يتكررعند السؤال عن الوزير السابق جان عبيد».

وعليه يغمز النائب المستقبلي من مواقف رئيس تيار المرده من التمديد للمجلس النيابي الذي يحظى بموافقة أميركية لتعذر حصول الانتخابات، ومن تأييده لغارات التحالف الدولي ضد الارهاب وإشارته في حديث لوكالة «رويترز» إلى «أنها حصلت بالتنسيق مع النظام في سورية، والكلام عن أن التنسيق حصل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لا يهم، إنما الأهم أن التنسيق حصل مع النظام السوري».

وعليه يؤكد النائب المستقبلي «أن العماد عون بدأ يحس بـ»السخن». التمديد بات أمراً واقعاً لأن الظروف الأمنية لا تسمح بإجراء الانتخابات النيابية، وان الانتخابات الرئاسية أصبحت قريبة جداً، وأن حزب الله لن يكون أمامه إلا خيار تسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية، وهذا يتطلب التراجع عن التمسك به كمرشح فريق 8 آذار. وفي حين يشير النائب عن تيار المستقبل إلى «اقتراب موعد تخلي فريق 8 آذار عن جنرال الرابية»، تؤكد مصادر نيابية شاركت في لقاء الاربعاء النيابي لـ»البناء»: «ان الرئيس بري أكد للجنرال عون تمسك فريق 8 آذار مجتمعاً بترشحه».

ووسط انعدام الرؤية الرئاسية، سيدعو رئيس المجلس النيابي في الساعات المقبلة إلى جلسة التمديد الأسبوع المقبل، مع تشديده على «أن الانتخابات الرئاسية تبقى أولوية»، مؤكداً في لقاء الاربعاء « على الميثاقية في التمديد وعلى الميثاقية في إجراء الانتخابات النيابية». وإذ ذكر «بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة البتراء التي افقتدت إلى الميثاقية في عام 2007»، أكد بري «أنه لن يقبل في عهده بتجاوز الميثاقية»، ولافتاً بحسب ما نقل عنه زواره لـ»البناء» إلى «أن اجراء الانتخابات النيابية من دون تيار المستقبل الذي هدد بسحب ترشيحاته في حال عدم السير بالتمديد، سيوصل «الدواعش» الى المجلس النيابي». وبعث رئيس المجلس بحسب زواره «إشارات أكدت أن الميثاقية ستتأمن في جلسة التمديد، غامزاً من قناة حضور نواب التيار الوطني الحر الجلسة من دون التصويت لمصلحة التمديد، وحضور نواب الكتائب الذين سيمتنعون بدورهم عن التصويت أيضاً، في حين أن نواب «حزب القوات» سيحضرون ويصوتون للتمديد». والسؤال هل سيدلي نواب القوات بـ»نعم»، وهل سيتراجع رئيس «القوات» سمير جعجع عمّا قاله أمس في معراب عقب جلسة انتخاب الرئيس مباشرة «أن التمديد أكبر عملية غش»؟