أشار رئيس الحكومة ​تمام سلام​ الى ان "الملف الفلسطيني يظل على جدول إهتمامات الحكومة وحضور هذا الملف ليس طارئا أو مستجدا بل هو بمثابة خيار رسمي متواصل، وقد تم التعبير عنه من خلال إنشاء لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني بما يفتحه ذلك من آفاق لبناء علاقات ثقة بين الجانبين وبما يقود في المحصلة الى صياغة رؤيةٍ مشتركة تصب في مصلحة الشعبين الشقيقين اللذين يتقاسمان ظروف الحياة الصعبة"، لافتاً الى ان "سط تعقيدات الأوضاع لا تبدو الطريق معبدة أمامنا إذ تعترضنا الكثير من العقبات التي تعوق عملنا وفي مقدمها ما تقوم به اسرائيل يومياً من اعتداءات وممارساتٍ تُكثف خلالها من حملات الإستيطان في الضفة الغربية عموماً والقدس خصوصاً، ويترافق ذلك مع تكرار هجمات المستوطنين اليومية على المسجد الأقصى والتي تتمُ برعاية رسمية ٍ وأمنية، وهي بذلك تفتح أبواب جحيم حربٍ دينيةٍ في المنطقة لا تُبقي ولا تَذر، كما أنها من خلال هذه الممارسات التي أذكر وسواها، تعلنُ عمليا سد بابض المفاوضات السلمية مجدداً على قيام حلَ الدولتين على أرضَ فلسطين التاريخية، انطلاقاً من ذلك نُثمنُ إيجاباً المواقف الأخيرة التي أعلنتها الحكومات الصديقة في كلٍ من السويد وبريطانيا وفرنسا من أجل الضغط على اسرائيل في سبيل الوصول الى الحل السياسي والإنساني الذي يضمنُ محاصرة هذه البؤرةُ الملتهبةُ بالصراع منذ عقود بعيدة".

اضاف سلام خلال لقاء عقد في السرايا الحكومي بدعوة من لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني "تعلمون من دون شك أن المخيمات تنعاني من ضغوط حياتية قاسيةٍ وسط انسداد آفاق العمل جراء البطالة المتصاعدة نتيجة كثافة عرض اليد العاملة السورية وحال الجمود والمأزق الإقتصادي"، ويتضاعف خطر هذا الوضع متى علمنا أنه يشمل كل المخيمات التي استقبلت أعداداً إضافية من نازحي مخيمات سوريا، وإذا ما ربطناه بجملة التطورات التي تعيشها المنطقة عموماً ولاسيما في سوريا والعراق فإن العامل المعيشي قد يكون مدخلاً إضافياً لاضطرابٍ أمني ينعكسُ سلباً على مجمل ِ الوضع اللبناني".

وأكد اننا "ندرك مدى صعوبةِ تحقيق اختراقات كبرى في العديد من الموضوعات المتعلقة بالشأن الفلسطيني، لكن لجنة الحوار تعمل بدأب على تفكيك تلك الصعوبات، من خلال الدعوة الى قيامِ حوار لبناني- لبنانين يفتحُ الطريقَ لحوار لبناني –فلسطيني منتج وبناء"، مضيفاً "يأتي ذلك وسط الأزمات المندلعة وتداخلها وتعقد مستوياتها وصعوبة الوصول الى حلولٍ قريبةٍ لاسيما وأن لبنان باتَ يتحمل عبئاً إضافياً، وبما يفوق طاقته على الاحتمال من النازحين السوريين على أرضه، ومثل هذا الوضع باتَ ينعكس سلباً ليس على الفلسطينيين في مخيماتهم فحسب، بل على اللبنانيين في لقمة عيشهم أيضاً. وفي اليومين الماضيين كان لنا مناسبة في مؤتمر برلين أن نُعلي الصوت ويسمع الجميع عن هذه المعاناة بكل أبعادها لأنها ليست معاناة محصورة فينا وإنما هي معاناة شعب بأكمله في منطقة كبيرة ومهمة في العالم ولكن لبنان يتميز عن الآخرين بأن قدرة التحمل عنده ثبتت من خلال ضيافة وحسن وفادة اللبنانيين لإخواننا السوريين ولكن ضمن قدرات محدودة فكان لا بد من أن يعلم الجميع أن الأمر وصل الى مكان سيطوف فيه الكيل اذا لم تُعتمد بعض الاجراءات هنا وهناك".

وطلب سلام دعم "ما تعتمده الحكومة اللبنانية من توجهات ومعالجات وأرى أن مساعدتكم لكل ما يصبُ في هذا الإطار لا تقدر"، مشيداً بالجهد الذي "تبذله وكالة الأونروا التي تشترك معنا في المعاناة، إذ كلما ازدادت أعباؤها والحاجات ، تناقصت الموارد والإمكانات".

واثنى بما "تقوم به لجنةُ الحوار التي تحظى بدعم وتأييد وثقة الحكومة رئيسا ووزراء، والتي تتولى التواصلَ مع كل الوزارات والإدارات اللبنانية المعنية في تحسين ظروف الشعب الفلسطيني ومعالجة مشكلاته الملحة، ويتم ذلك كله بالتعاون مع سفارة فلسطين في بيروت، ومع اللجان الشعبية على أرض الواقع في سائر المخيمات ولا بد لي أن أشير بكثير من التقدير الى سرعة تجاوب السعودية معنا في سداد المبلغ الملتزمة به من أجل مخيم نهر البارد وقد سلمني أمس سفير السعودية المبلغ المتبقي وهو 15 مليون دولار أميركي إيفاءً بتعهداتهم وهذا ما أتمنى أن تقوم به كل الدول على أفضل وجه".