وجه السفير الفرنسي في لبنان ​باتريس باولي​ التحية "للذين سقطوا من الجيش اللبناني في الأيام الأخيرة دفاعا عن لبنان"، واصفا "المرحلة التي يمر بها لبنان بالصعبة".

وأعرب باولي، خلال افتتاح المؤتمر الإستشفائي اللبناني الفرنسي الأول في مستشفى أوتيل ديو، وموضوعه "تحديات مستشفيات الغد منظمي المؤتمر"، عن سعادته "لاستكمال العمل معا من اجل بناء المستقبل"، مشددا على "التزام فرنسا في مجال الصحة في لبنان حيث للنظامين الصحيين في كلا البلدين نقاط متشابهة"، موضحاً أن "التعاون الأكاديمي مستمر على صعيد الطلاب والأساتذة والباحثين".

وذكر باولي "بالبروتوكول الموقع في العام 2011 بين وزيري الصحة في لبنان وفرنسا من أجل تنفيذ عدد من النشاطات الصحية ودعم مستشفيات ومراكز صحية"، أملاً "استمرار هذا الزخم في التعاون الصحي بين لبنان وفرنسا ولا سيما في مجال تطوير المستشفيات متمنيا للمؤتمر النجاح".

بدوره، أعرب ممثل وزير الصحة وائل أبو فاعور، الدكتور بهيج عربيد عن شكره "لفرنسا دعمها المستمر للبنان في المجالات كافة، حيث كان للصحة حصة مميزة وكبيرة من خلال احتضان أعداد كبيرة من الأطباء والممرضين والفنيين حيث فتحت لهم أبواب الإختصاصات المختلفة وإمكانات الإقامة وممارسة المهنة"، لافتاً الى "مساعدة فرنسا وزارة الصحة في تنفيذ العديد من المشاريع والبرامج وأبرزها برنامج الإعتماد الذي ينفذه لبنان والذي أعدنا تقييمه مع مؤسسةH.A.S Haute Autorité de Santéليتوجه أكثر نحو المريض وسلامته ومعالجته".

وأشارعربيد الى أن "لبنان يمتلك سوقا صحيا كبيرا متنوع الخدمات، وقد حقق الكثير من النجاحات في مجالات السياسات الإستشفائية والرعائية والتي انعكست تحسنا مهما في المؤشرات الأساسية للصحة مثل خفض معدلات وفيات الأطفال دون السنة والخمس سنوات من العمر لحدود 7 بالألف، وخفض معدل وفيات السيدات الحوامل أثناء الولادة وفي محيطها بحدود23لكل 100 ألف ولادة حية، الأمر الذي انعكس بدوره تحسنا في الأمل في الحياة عند الولادة إلى حدود 78 سنة وبعض الدراسات تتحدث عن 80 سنة"، ذاكراً أن "لبنان يواجه منذ سنوات قليلة أوضاعا بالغة الصعوبة والخطورة نتجت عن تدهور الأوضاع في سوريا واستمرار تدفق النازحين السوريين إلى لبنان حتى قاربوا 35% من عدد سكان البلد وهي نسبة نادرا ما حدثت في التاريخ. أما تداعيات ذلك فمعروفة لناحية زيادة حجم خسائر البلد الإقتصادية وتوقف عملية التنمية وتعاظم الفقر لدى الدولة ولدى المواطنين على حد سواء"، موضحاً أن "هذه الأوضاع الصعبة تتطلب إدخال تعديلات على نظامنا الصحي بهدف ضمان الإستمرار في تقديم الخدمات بنوعية جيدة وكلفة معتدلة لتكون في متناول جميع المواطنين، خصوصا أن الطلبات على الخدمات تزداد في مقابل تقلص الموارد".

واعتبر عربيد أن "هذا الواقع يفرض التوجه أكثر نحو نظام الرعاية الصحية الأولية بهدف ضبط الإنفاق وترشيده، أما المستشفيات الحكومية وعددها 25 فهي تحتاج لعملية تقييم للتجربة بعد مرور 15 سنة على بدئها، وثمة بحث في أن تلعب هذه المستشفيات دورا اساسيا إلى جانب المستشفيات الخاصة في الأرياف سواء في مجالات الطوارئ أم في مجالات الرعاية الصحية الشاملة".

واكد عربيد أن "ثمة تطلع إلى اعتماد قسم للرعاية الأولية في كل مستشفى يعمل إلى جانب العيادات الخارجية لتوفير خدمات جيدة بكلفة معتدلة، كما يتم العمل على إعادة بناء نظام لخدمات الطوارئ، هذه الخدمات التي يملك المنتدى الأوروبي خبرات واسعة فيها"، متمنيا "للمؤتمرين النجاح"، مؤكداً أن "سبل التعاون اللبناني الفرنسي كثيرة وتتعاظم بهدف المساعدة على تصحيح النظام الصحي ومرتكزاته في لبنان".