استهجن عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ​فريد الخازن​ الهجوم على المبادرة الأخيرة التي أطلقها رئيس التكتل العماد ميشال عون والقائلة بحصر المنافسة الرئاسية بينه وبين رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​، معتبرًا أنّ وصفها بـ"غير الدستورية والديمقراطية"، "حجة واهية خصوصًا وأننا كنا قد طرحنا عليهم قمة الديمقراطية بانتخاب الرئيس من الشعب ورفضوا".

واعتبر الخازن، في حديث إلى "النشرة"، أنّ الطرح الأول للتيار كان ديمقراطيًا بامتياز، ممازحًا: "حتى أنه يحظى بشهادة أيزو بالديمقراطية"، وقال: "نحن في خضمّ أزمة ونبحث عن طريقة لمعالجتها شرط التقيد بانتخاب رئيس قوي يتمتع بحيثية مسيحية حقيقية، ومن هذا المنطلق دعونا لحصر المنافسة بالطرفين الأقوى، ووضع حد لكل محاولات تهريب مرشحين آخرين من تحت الطاولة".

وأكّد الخازن أنّ الطرح الاخير يحظى بالميثاقية المطلوبة ويفرض انتخاب رئيس قوي، "وقد اعتمدناه التزامًا بالمقولة الشعبية: لنلحق الكذاب على باب الدار"، وأضاف: "فليتجرأوا ويقبلوا بحصر المبارزة بين عون وجعجع".

الموضوع الرئاسي داخلي أكثر من اي وقت مضى

وأسف الخازن لاصرار باقي الفرقاء على "لعب اللعبة القديمة القائلة بهبوط رئيس بالمظلة يفرضه الخارج، أو انتخاب رئيس نكرة من دون حيثية وموقع وقدرة على اتخاذ قرار وخاضع لأحد الأطراف الاقليمية أو اللبنانية أو الاثنين معا"، معتبرًا أنّ ما يعيق تقدّم الأمور هو تمسّكهم بالذهنية التي تقول بفرض الأمر الواقع على المسيحيين.

واستغرب الخازن ربط الملف الرئاسي بالمفاوضات الأميركية الايرانية، مستبعدًا كليًا أن يكون الملف مطروحًا على هذا المستوى أو حتى أن يكون لبنان في سلم اولويات الدول الكبرى. وقال: "من يتحدث عن ذلك متوهم، فالموضوع داخلي أكثر من أيّ وقت مضى، بالرغم من أننا لا ننكر أنّ اتفاقًا إيرانيًا – أميركيًا يؤثر إيجابًا على العلاقة السعودية – الايرانية قد يخلق مناخات ايجابية لانتخاب رئيس".

سببان وراء التماسك الأمني

وتطرق الخازن إلى الوضع الأمني، لافتا إلى أنّ الوضع متماسك لسببين، الأول داخلي باعتبار أن لا أحد من الفرقاء يسعى لافتعال فتنة وبالتحديد "حزب الله" و"تيار المستقبل"، أما السبب الثاني فإقليمي-دولي، ويقول بأنّه بات هناك العديد من ساحات النزاع في المنطقة، ولم يعد لبنان الساحة الوحيدة المتاحة.

وطمأن الخازن إلى أنّ "لبنان لن يتحول الى ساحة حرب، مع العلم أن تأثيرات الملف السوري ستبقى سلبية، والجماعات الارهابية ستستمر بمساعيها لافتعال مشاكل"، مشيراً إلى أنّ "خطوط التماس ستبقى لكنّها لن تكون قابلة للانفجار ولن تشهد على حرب أهلية جديدة".