في البداية لا بدَّ من التنويه بأنَّ ما قام به وزير الصحة وائل أبو فاعور من ملاحقة لبعض المطاعم والسوبرماركت وعيادات التجميل، قد حقَّق النتائج التالية:

أحدث صدمةً إيجابية لدى الرأي العام فبات يعدُّ للعشرة قبل المغامرة في شراء المواد الغذائية التي يحتاجها، كيفما كان وأينما كان.

أحدث صدمةَ هلع لدى التجار وأصحاب السوبرماركت والمطاعم، بأنَّه لم يعد في مقدورهم تقديم أي شيء إلى المستهلِك، حتى ولو كان على حساب صحته وصحة عائلته.

أحدث وعياً لا سابق له لدى المواطنين حيال ما يُقال له زوراً عمليات تجميل والتي تبيَّن أنَّ معظمها غش ونصب، مع ما تشكله من مخاطر على صحة الذين يخضعون لمثل هذه العمليات.

***

ولكن مع كل هذه الإيجابيات، لا بدَّ من تسجيل بعض الملاحظات من باب الحرص الشديد على خطوات الوزير أبو فاعور، وليس من باب انتقادها:

هل الخطوة كانت شاملة؟

الأسماء التي كشفها الوزير أبو فاعور، على دفعتين، والتي فيها أسماء مطاعم وسوبرماركت وملاحم ومحلات حلوى، لا تُشكِّل سوى عيِّنة صغيرة من المطاعم والسوبرماركت والملاحم ومحلات الحلوى في لبنان، فهل تمَّ الكشف عليها جميعها؟

بالتأكيد لا، إذاً لماذا تمَّ الإكتفاء بما تمَّ الكشف عنه؟

وكيف يعرف المواطن أنَّ السوبرماركت المتبقية مستوفيةٌ للشروط الصحية وكذلك المطاعم والملاحم ومحلات الحلوى؟

هذه الحال لم تضع المواطن في خانة الهلع فقط بل وضعته في خانة الضياع أيضاً، فمن أين يشتري المواد الغذائية؟

هل من المحلات التي لم تُدرَج في لائحة الوزير؟

ولكنه يسأل أيضاً:

هي لم تُدرَج ليس لأنَّها مستوفية الشروط الصحية بل لأنَّ الكشف عليها لم يتم؟

***

ثم، من وضع جدول الكشف؟

كيف يصدف أنَّ معظم المطاعم والسوبرماركت والملاحم موجودة في جبل لبنان وتحديداً في بعبدا والمتن الشمالي وكسروان وجبيل؟

كيف يكون الطاووق مثلاً غير مطابق للشروط الصحية في السوبرماركت نفسه، في فرع، ومطابق للشروط الصحية في فرعٍ آخر؟

هل نحن أمام فدرالية فساد؟

معالي الوزير الصديق، المطلوب من الكشَّافة في وزارة الصحة، أن يرشِدونا إلى السوبرماركت النظيفة لكي نتوجَّه إليها، هل هي في البقاع؟

هل هي في الجبل؟

هل في الشوف؟

هل في الضاحية؟

هل هي في طرابلس؟

المواطن لا مانع لديه من أن يصل إلى آخر الدنيا من أجل أن يشتري فروجاً نظيفاً لعائلته أو كيلو لحمة خالياً من الجراثيم، فبالله أرشدوه أين يستطيع إيجاده. وهكذا تكون التوعية أسهل وأسرع إلى أين نذهب لشراء غذائنا بدل من الضياع الذي نحن فيه.

***

إنَّ خطوة معالي الوزير مشكورة لكنها منقوصة، فهل هي شملت كل شيء يستدعي الكشف عليه؟

من أجل ذلك، وحفاظاً على ما تحقق، فإن معالي الوزير أبو فاعور صُدقاً وبشفافيته المعهودة مُطالَب بأن يُكمِل خطوته من خلال أن تصبح شاملةً كل المناطق اللبنانية فلا تستثني سوبرماركت أو مطعماً أو ملحمة أو محل حلوى في أي مربع كان، ويتم إعلان جدول بالمحلات المطابقة ليعرف المواطن من أين يشتري ويأكل ليعيش لا ليتسمَّم.