دعا وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ​محمد فنيش​ جميع القوى السياسية لأن تبقى على الموقف السياسي الوطني الداعم للجيش اللبناني بعد التحول الإيجابي الذي حصل مؤخراً في هذا السياق، بغض النظر عن أسباب تحولها، حيث أنها كانت تشكل لفترة من الزمن غطاء لدور الجماعات التكفيرية ودعماً لنموها وانتشارها، فالجيش الوطني يتحمل مع القوى الأمنية مسؤولية ضبط الأمن في الداخل من دون أن يشاركه أحد بذلك، مضيفاً على الجميع العمل على دعم وتوفير كل الإمكانات للجيش الوطني التي تجعله قادراً على الاستمرار في تأدية واجبه في حماية الوطن من خطر الجماعات التكفيرية وفي التكامل مع دور المقاومة في التصدي للمشروع الصهيوني والإحتلال الإسرائيلي.

وخلال لقاء سياسي أقامته التعبئة التربوية في حزب الله في قاعة مدرسة الحسين بن علي (ع) في محلة العامرية الجنوبية، استغرب الوزير فنيش عدم إمكانية الاستفادة من أي دعم يأتي للجيش اللبناني لا سيما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كانت مبادرة دائماً إلى دعم لبنان في قضاياه ومساندة لمقاومة شعبه بادرت إلى تقديم هبة تشكل بكاملها حاجة للجيش ودعما له بالعتاد والإمكانات، معتبراً أن المواقف السلبية تجاه هذه الهبة لا تخدم دور الجيش ولا تعطيه الدعم المطلوب، وأن أصحابها هم من يتحملون المسؤولية، وعليهم أن لا ينتظروا أي إشادة أو تقدير لأن الأيام القادمة لن ترحم من كان سبباً في إضعاف الجيش وعدم تمكينه من مواجهة العصابات الإجرامية والإرهابية.

وأشار الوزير فنيش إلى أن اللبنانيين اليوم يشكون في ذكرى الاستقلال التي تأتي هذا العام في ظل شغور في موقع الرئاسة ووجود أزمة سياسية لا تزال تتفاقم في البلد، آملاً أن يكون هناك إرادة لدى الجميع لمعالجة هذه الأزمة السياسية لأننا نستحق هذا الإستقلال الذي يعبر عن انتمائنا وافتخارنا والذي صانته دماء الشهداء وتضحيات المقاومة والجيش إلى جانب صبر الشعب ووعيه، مؤكداً أنه حينما دعونا للحوار فهذا ليس لأننا تراجعنا أو ضعفنا أو تنازلنا عن القناعات بل لأننا أقوياء ونريد مصلحة الوطن ككل، مشدداً على ضرورة أن يبحث الجميع على طاولة الحوارعما يجمعنا، وأن نعمل جميعا على توسيع دائرة التلاقي لإيجاد الحلول للأزمات السياسية التي نعيشها، وأن نأتي للحوار مندفعين بالحرص على مصلحة الوطن وبقناعة واضحة أن المسار السياسي لا يخدم مصلحة جميع اللبنانيين، وأن الأزمة السياسية تشكل تهديداً فيما لو استمرت وطالت، وقد تشكل بذلك فرصة للذين يتربصون شراً بهذا الوطن لاستغلال أزمتنا السياسة من أجل الإمعان في تهديد الإستقرار الداخلي.