رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ ​نبيل قاووق​ أن التكفيريين باتوا يشكلون فرصة استراتيجية لإسرائيل لتصفية حساباتها مع المقاومة ومحور الدول الداعمة لها، وقد كشفوا عن حقيقة نواياهم تجاه إسرائيل حينما سُئلوا عن نصرة غزة، فكان جوابهم "أن الله لم يأمرنا في كتابه الحكيم بمقاتلة إسرائيل بل بمقاتلة المرتدين"، حيث أنهم يعتبرون أن كل من لم يبايعهم فقد أصبح مرتدا.

ولفت الشيخ قاووق جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لاستشهاد العالم الرباني المجاهد السيد عبد اللطيف الأمين في مجمع القائم (عج) في بلدة الصوانة الجنوبية، إلى أن الأمير المزعوم للتكفيريين يتحدث عن تمدد دولته في مختلف الدول العربية، ولكنه لم يجرؤ أن يتحدث عن لبنان، لأن فيه معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي أسقطت كل المشاريع التكفيرية، فلبنان بتكامل معادلة الجيش والشعب والمقاومة أصبح الدولة الأكثر منعة في المنطقة أمام الخطرين التكفيري والإسرائيلي، معتبراً أنه بإمكان إسرائيل أن تتحدث عن تفوقها على مختلف جيوش المنطقة، ولكنها تتحدث عن أن العقبة الأساس أمام مشروعها في المنطقة هو تعاظم القوة الصاروخية للمقاومة في لبنان، وبالتالي فكلما تعاظم دور المقاومة وأصبحت أكثر تأثيراً في معادلات المنطقة كلما كان لبنان في منعة وتحصين أكثر.

وأكد الشيخ قاووق أن لبنان اليوم قد أنجز في مواجهة الخطر التكفيري ما عجزت عنه دول المنطقة، واستطاع أن ينجز بمعادلة الجيش والمقاومة ما عجز عنه التحالف الدولي في سوريا والعراق، ففخر للبنان أنه هزم التكفيريين كما هزم الإسرائيليين، وأن الوقائع كشفت صوابية موقف حزب الله منذ حوالي ثلاث سنوات أننا نواجه خطراً تكفيرياً عدوانياً ولا نواجه طائفة أو مذهباً أو شعباً في سوريا، وأن الخطر التكفيري يهدد فريقي 8 و 14 آذار وجميع اللبنانيين، ويهدد الجيش وجميع المؤسسات في لبنان وكل السيادة والاستقرار والوحدة الوطنية فيه، وبالتالي فإن طبيعة التحديات تفرض على جميع اللبنانيين أن يعطوا أولوية للتلاقي والحوار من أجل اتخاذ موقف واحد لمواجهة الإرهاب التكفيري، معتبرا أن أي إثارة للإنقسام الداخلي السياسي يشكل فرصة للتكفيريين للنفاذ مجدداً إلى المعادلة اللبنانية، وأن التوترات السياسية والتحريض المذهبي يفتح شهية الإرهاب التكفيري ليضرب مجدداً في لبنان، فعندما نتلاقى ونتحاور ونتفق على استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة الخطر التكفيري نجد أن لبنان يصبح محصنا أمام كافة التحديات التكفيرية.

وفيما يتعلق بالإستحقاق الرئاسي، أكد الشيخ قاووق أن حزب الله ينظر إلى هذا الإستحقاق كمسؤولية وطنية، وهو حسم قراره السياسي بخلفية وطنية ومن مسؤولية وطنية، والذين استفادوا ويستفيدون من الفراغ هم المعنيون بإطالة أمده، وليست المقاومة كما يدعي البعض.