لفت عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا في كلمة له خلال تمثيله رئيس حزب "القوات" سمير جعجع في عشاء هيئة جزين الى أن "استقلالنا دُفع ثمنه نضال ودمّ، ولم نحافظ عليه كما يجب أن يحافظ على الاستقلال"، مشيرا الى أن "هذا استقلال كلّ لبنان وكلّ اللبنانيين، ولا يمكن أن يكون بلداً مستقلا سيّداً وحراً ويتمتع فيه الانسان بكامل حقوقه وكرامته وحريته وكلّ حقوقه الأساسية، وجزء من أهله غير مبالين بسيادة هذا الوطن ويجيرونها الى الخارج"، معتبراً أنه "من غير الممكن أن يقوم بلد مستقل ويتمتع بسيادته وتراثه الديمقراطي العريق، ويكون عاجزاً عن انتخاب رأس لهذا البلد، أي رئيس للجمهورية اللبنانية"، مشددا على أنه "ونتيجة هذا العجز والتعطيل نخضع لشرب كأس مرّة هي تعطيل الانتخابات الديمقراطية البرلمانية قسراً وليس ترفاً، من أجل منع الفراغ على صعيد كلّ المؤسسات الدستورية".

وأضاف: "ما لم نفهمه هو تحوّل هذه الحكومة الى "مجلس إدارة" لكل عضو الحق فيه تعطيل قرارات مجلس الوزراء، إذا لم يكن مستفيداً منها".

وشدد على أن "الدستور اللبناني واضح في ما خصّ إتخاذ القرارات داخل مجلس الوزراء وبالتالي لا يوجد حق فيتو لأحد داخل المجلس، هناك تصويت على القرارات"، مشيرا الى أننا "في زمن "مجلس الإدارة" وليس لدينا أي مؤسسات فاعلة تقوم بواجباتها".

وعن قوى 8 اذار و"حزب الله" شدد زهرا على أننا "في زمن، جزء من اللبنانيين يورّط لبنان في حروب الخارج لحساب هذا الخارج، ويستجلب تداعيات وردود فعل على لبنان، تعبث باستقراره وأمنه وازدهاره، وتحمّل اللبنانيين أعباء اقتصادية نتيجة النزوح الهائل للسوريين الى لبنان، والتراجع على جميع المستويات بما فيها المستوى الأمني"، لافتاً الى أن "حكومة لبنان التي لم نشارك فيها، أخذت القرار بالنأي بالنفس وكلّ الجهات على طاولة الحوار في بعبدا أقرّوا ما يدعو الى تحييد لبنان عن أحداث سوريا أي إعلان بعبدا ثم ما لبثوا أن تنكروا لهذا القرار وأعتبروه دون أي قيمة قبل أن يجف حبره."

وأشار زهرا الى أن "جزء من اللبنانيين يتنازل عن السيادة ويورّط البلد في حروب الآخرين، ويتبرّع أن يكون أداة لأنظمة إقليمية على حساب استقرار لبنان وأمنه ودستوره وقانونه وسلامته ومؤسساته وشعبه"، لافتاً الى أن "هذا الجزء من اللبنانيين يتصرّف بقلّة مسؤولية وقلة ضمير وطني تحديدا، والمكون المسيحي فيه تحديدا يعتمد المزايدة في كلّ المحطات في حقوق المسيحيين ودورهم، وآخرها طلب تفسير المادة 24 من الدستور اللبناني وكأنهم يحترمون باقي مواد الدستور ويطبقونها وأبرزها المادة المتعلقة بانتخاب الرئيس وتقول "عند خلو سدّة الرئاسة بسبب الوفاة أو لأي سبب آخر يلتئم المجلس فوراً بحكم القانون وينتخب رئيساً، وحال وجود المجلس محلولا تدعى الهيئات الناخبة بدون إبطاء لانتخاب مجلس جديد كي يباشر بانتخاب رئيس". وتابع: "المادة 75 تقول إن المجلس الملتئم لانتخاب رئيس هو هيئة انتخابية وليس تشريعية ويباشر فورا في انتخاب الرئيس من دون مناقشة في أي عمل آخر، فأين هم من كلّ ذلك".

وعن المبادرة الاخيرة لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد عون أكد زهرا أنهم "إذا استطاعوا أن يقنعوا باقي الكتل النيابية بحصر الترشيحات بمرشحين إثنين للرئاسة نحن مستعدون للمعركة اليوم قبل الغد مع العلم أن هذه الأمور سياسية بحتة وليس لها علاقة بالدستور والقانون، لأن مصادرة حريات الناس في الترشح أو في خيارها بالاقتراع ليس تطبيقا للدستور والديمقراطية بل هو طلب مبايعة بشكل من الأشكال وهي ليست واردة لدينا لأننا نبايع ربّ العالمين وحده وننتخب من يريد أن يدير شؤوننا ولا نبايعه".