الخميس المقبل يُطل الرئيس سعد الحريري تلفزيونياً عبر برنامج كلام الناس مع الزميل مارسيل غانم من باريس.

ما يمكن ان يقوله زعيم تيار المستقبل يُمكن أن يكون في اتجاهيْن:

الإتجاه الاول إلى الوراء، أي إلى جردة العام، والإتجاه الثاني إلى الأمام أي كيفية التعاطي مع الملفات الساخنة والاستحقاقات الداهمة ، فمن الملفات الساخنة الحوار، ومن الإستحقاقات الداهمة استحقاق رئاسة الجمهورية واستحقاق قانون الانتخابات النيابية وتالياً إجراؤها.

في جردة العام قد يعرض الرئيس الحريري كل ملابسات المحطات التي فاتت اللبنانيين: من عدم إجراء الانتخابات الرئاسية ، وكيف تعطَّل الإستحقاق، إلى عدم إجراء الانتخابات النيابية وكيف تم تجرُّع الكأس المر للتمديد، ومن هذين الملفين سيعبر إلى الملفات الآتية ولكن عبر جسر الحوار. فالحوار بالنسبة إلى الزعيم الشاب هو أسلوب عمل وليس مجرد مناورة. فهو لم يتوانَ يوماً عن التجاوب مع اي دعوة للحوار منذ طرح الرئيس نبيه بري طاولة الحوار في آذار من العام 2006 ، مروراً بالطبعة الثانية من الحوار في قصر بعبدا، وصولاً إلى الدعوة المستحدثة للحوار والتي هي أصلاً إستجابةً لِما كان هو قد طرحه وليست تلبيةً لدعوات الآخرين.

يريد الرئيس الحريري ان يقول للجميع انه لا بديل من الحوار لأن اي بديل مفترض هو الحرب والتأزم والمعارك والأزمات التي لا تقود في نهاية المطاف سوى إلى الحوار فلماذا لا نختصر الطريق من دون حروب ومعارك ونذهب مباشرةً إلى الحوار؟

يُدرِك الرئيس سعد الحريري، بحدسه السياسي وبخبرته القاسية أن الشغور والفراغ ليسا سوى النتيجة الحتمية لتعثُّر الحوار، وهو لهذا السبب أطلق صرخةً لمناسبة عيد الاستقلال أكد فيها أنه أمر مشين ومُريب، أن يحل عيد الاستقلال وليس بيننا رئيس للجمهورية، يعطيه الدستور حصراً شرف القَسَم للمحافظة على استقلال الوطن وسلامة أراضيه. وما الاستقلال، إذا لم يكن ترجمة لمفاهيم السيادة والحرية والعدالة وتداول السلطة، بل أي معنى يبقى من الاستقلال إذا كانت الغاية من الحياة السياسية استبدال سلطة الإنتداب بسلطة الفراغ في المؤسسات الدستورية.

لم يكتفِ الرئيس الحريري بهذه الصرخة بل اعتبر أن الإصرار على الدوران في حلقة الشغور وإبقاء رئاسة الجمهورية رهينة متغيرات خارجية، هو إصرار على بقاء لبنان في دوامة الانقسام والضياع.

ومن هذه الصرخة إلى خطوة عملية عبر خارطة طريق تحمي لبنان من العواصف المحيطة، والمبادرة دون أدنى تأخير لإجراء مشاورات للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، يضع في أولوياته إحياء الحوار الوطني.

إذاً، الأولويات هي التالية:

حوارٌ لانتخاب رئيس للجمهورية يُحيي الحوار الوطني وتكون طاولته في قصر بعبدا.

قانون جديدٌ للانتخابات تُجرى على أساسه الانتخابات النيابية، وعندها من المؤكد ان التمديد الذي جرى لمجلس النواب والذي أُعطي مدة سنتين وسبعة أشهر ستنتهي مفاعيله عند انتخاب مجلس نواب جديد وفي القانون الجديد.

لا مخارج من خارج خارطة الطريق هذه التي يرسمها الرئيس الحريري، فاذا كانت العقدة داخلية فلماذا لا يكون الحوار هو العلاج لفكفكتها؟

واذا كانت من معوقات خارجية فلماذا لا تكون الكلمة الواحدة الداخلية والتوافقية صرخةً للخارج برفع يده عن لبنان وهو صادق في ما يقول؟