اشارت "الاخبار" الى انه "في الآونة الأخيرة، انتقلت الجماعات التكفيرية من العمل العلني إلى العمل السّري وتشكيل الخلايا النائمة؛ مستفيدةً من الكثافة السكانية التي تميز خط الساحل عموماً و​دوحة عرمون​ خصوصاً، واعتماد عددٍ من أئمة المساجد على خطاب التكفير والتحريض. ويشكل المزيج السكّاني والاختلاط بين الفلسطينيين واللبنانيين على مختلف طوائفهم، وتضخّم أعداد النازحين السوريين منذ بدء الأزمة السورية، وتوزّع المسؤولية الإدارية في دوحة عرمون بين بلديتي الشويفات وعرمون، بيئة مناسبة لتخفّي هذه الجماعات". وذكرت ان "بعض مساجد دوحة عرمون تحوّلت في الأشهر الماضية إلى منابر للتكفير والتحريض على غرار منابر مدينة الرّقة السورية. الجماعات التكفيرية انتقلت إلى العمل السّري مستفيدةً من خطب التكفير والاكتظاظ السكاني، فيما لا يكاد يمرّ أسبوع إلا وتعلن فيه الأجهزة الأمنية توقيف أحد المطلوبين أو المشتبه بهم في أعمال إرهابية".

أكثر من مصدر أمني رسمي معني بدوحة عرمون اشار إلى أن "الخطر لا يتعدّى حالياً قيام الجماعات التكفيرية باستعمال أماكن اختبائها منطلقاً لأعمال إرهابية وتشكيل الخلايا للتحرك مستقبلاً، مع غياب الأفق في تحقيق مناطق سيطرة كاملة". وتعزو المصادر ارتياحها إلى أن "أي تحرّك جدي للتكفيريين هو تحت الرصد، والجيش لن يتهاون في حسم أي تحرك"، فضلاً عن وجود تأثير لقوى سياسية كالحزب الديموقراطي اللبناني وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، على الرغم من ضمور دور المستقبل، وتراجع التأثير التاريخي للاشتراكي في الدوحة. غير أن القلق يكبر حين الحديث عن دور بعض أئمة مساجد دوحة عرمون في التحريض والتكفير، رغم أنه سبق لاستخبارات الجيش أن نبّهت هؤلاء مراراً إلى ضرورة التوقّف عن التحريض. ومن يزر بعض مساجد الدوحة أيام الجمعة، يمكن أن يسمع من إمام مسجد أبو بكر الصدّيق، خطاباً يشبه خطب أمراء "داعش" في مدينة الرّقة. فضلاً عن أن المسجد الذي حضر افتتاحه ابن أخ الأسير وعددٌ من أفراد آل نبعة ممن يدورون في فلك تنظيم "القاعدة"، ليس مكاناً للصلاة فحسب، إذ تشير المعلومات إلى أنه يضم عدداً من غرف المنامة، ويقطنه عددٌ من المتشددين.

واوضحت انه لا يبدو مسجد الحسن أفضل حالاً، إذ يلقي إمامه (مقرّب من جمعية الإرشاد والإصلاح) خطابات تحريضية ضد مذاهب أخرى، تحت عنوان "الدفاع عن المظلومين في سوريا". ويقدم المسجد مساعدات للنازحين السوريين بتمويل من دول خليجية. كما يتردّد عليه عدد من المتشددين. فيما لا ينسى إمام مسجد الحياة (مقرّب من مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو، وقبل أحداث 7 أيار، كان أمين سرّ لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية) في كلّ خطب الجمعة أن يسأل "أما آن للمارد السني أن ينتفض؟". خطابات إمام مسجد الإيمان (مقرّب من الجماعة الإسلامية)، هو الآخر، ليست بعيدة عن التكفير . فضلاً عن أن بعض مرتادي المسجد يقومون بحراسات ليلية حوله من دون سلاح ظاهر. وقبل نحو شهرين، رفض إمام المسجد التجاوب مع طلب رئيس بلدية عرمون فضيل الجوهري تخفيف حدّة خطابه.

وإلى جانب أئمة المساجد الدائمين، يتنقّل الشيخ م. غ. بين مساجد عرمون وبشامون، لإلقاء خطب تحريضية. والشيخ معروف بتردده الدائم إلى تركيا، وبعلاقته بوزير العدل والأوقاف الكويتي السابق نايف العجمي الذي أبعد من منصبه بعد اتهامه بتمويل الإرهاب في سوريا. كما يرتبط اسمه بـ"جمعية الاتحاد الإسلامي" ذات التوجهات الوهابية، والتي انشقت عن "جمعية التقوى" التابعة للشيخ حسن قاطرجي. وذكرت معلومات أمنية غير رسمية أن أمير "الحركة الإسلامية المجاهدة " في مخيم عين الحلوة الشيخ جمال خطّاب بدأ العمل مع "جمعية الاتحاد الإسلامي" لتشكيل نواة عسكرية خاصة بالجمعية.

واوضحت "الاخبار" ان "سرايا المقاومة" تعمل على طول خطّ الساحل، وضمناً في خلدة ودوحة عرمون على خطّين: الأول هو احتضان مجموعة كبيرة من الشبان الذين سبق أن تركوا تنظيمات لبنانية وفلسطينية، وبينها تيار المستقبل، والثاني هو العمل على تحييد مجموعة أخرى من "أمراء الأحياء" عن الالتحاق بالجماعات الإرهابية طمعاً بالمال.

وعلى ما تقول مصادر مقرّبة من السرايا لـ"الأخبار": :استطعنا حتى الآن قطع الطريق على عمل الخلايا التكفيرية في منطقة خلدة تقريباً، وهناك الكثير من الشبان من مذاهب وأديان مختلفة يتطوّعون للعمل مع السرايا".