ما بحياتو، وعلى امتداد الحرب الأهلية، كان في شي فعلي اسمو «وطنيين». هيدا من الأساس هيك والأساس يعني: 1973-1975. أنا بيصيبني نوع من الإبتسامة الصفراوية مع إنو مش من أطباعي كل ما اسمع حدا كنت، أول أيام الشهيد الرئيس رفيق الحريري، عم يتشدق بتحليلو المعمق لمدينة بيروت وتاريخها النضالي «الوطني»... خليني قلك، الوطنيين هول كانوا مجموعة من اليساريين والناصريين والقوميين العرب اللي كلن مناصرين للقضية الفلسطينية شي أكيد، سمّوا حالن وطنيين لَمَا يزعل «الإسلام».

وصراحة كان «الإسلام» بشكل كتير طابش وأوضح «الإسلام السني»، هيدا إللي بيعتبر جمال عبد الناصر، واحد أزعر كافر وشيوعي ما معروف شو ربو!!! ملاحظة: للمعلومات، إجا وقت خلال الحرب الأهلية، كان أسهل بكتير لأي مسيحي ماروني إنو ياخد الفيزا عالسعودية من أي مسلم سني!!! ليه؟ لأنو كان ممكن كتير يكون سني وطني، إيه نعم... أما الشيعي فعموماً ما كان يطلبها لياخدها.

الوطنيين هول مع وصول الحريري عالسلطة بداية التسعينيات، حسّوا عليه وعفريقو إنو بدو ياهن حدّو كمان، مش بس التجار والمستثمرين. ليه؟ لأنو ذكي وبدو يحصرها كلها بالسراي. يعني اليمين بيطلع من هالأوضة واليسار بيطلع من هاي، السراي واسع متل قلعة بعلبك، «قلعة كبيرة وقلبها كبير وبساع الدنيا كلها». (نحوي) فما كان منهم إلا أن تشاوروا بالأسعار كي لا يخطىء أحدهم بـ «رقم أتعاب» ويفوّت الفرصة الذهبية، ونسوا ان يقاطعوا لأنهم معارضون، وقرروا بالمقابل أن يقاصصوا الشهيد المرحوم بمعاشاتهم الطاحنة. «إيه والقرآن». طبعاً الحريري هنا يفاوض مفكراً وأحياناً ماركسياً اي مثقفاً إجتماعياً إقتصادياً تنموياً، ومادي... مادي جداً «طلع». فهو مُكلِف بالفعل لأنه ثوري كاد ان يغيّر تاريخنا لولا التدخل العسكري السوري الغاشم!!! هذا ليس عبد المنعم يوسف او محمد الحوت ولا قاسم مشتركاً بينه وبين فريق الحريري يا عينو!

(محكي) هولي خزانات من المبادىء وما بينشروا مبدئيا... ها، وكلمة مبدئياً اساساً مشتقة من المبادىء إللي ناتعينها وإللي ضلو ناتعينها لآخر مفاوضات عالمعاش. وبس تمّ الإتفاق فعلياً، ما عادوا ناتعين شي مبدئياً. يعني كلمة مبدئياً حتى ما عادوا عازوها. بالنهاية طلع بعض اليساريين او الرافضين لمشروع سوليدير ما قدر فريق المُكَلَف يشتريهم ومصاقبين كمان اشخاص كتير قراب من الإفلاس وقتها... سبحان الله في امور دايماً بتجي مع بعضها. الحريري كان قوي بس هولي كانوا اقوى، لكن باللغة البيروتية الشعبية ولسوء الحظ، كان عددن قليل وبالتالي تأثيرهم: ما بأثر.

هيدا اذا لا مُخَيَّر ولا مُسَيَّر شو بكون؟

مُحَيَّر

طيب وإذا كل ساعة شي؟ ساعة مُخَيَّر وساعة مُسَيَّر وساعة مُحَيَّر؟

لأ بكون «م ؤ ي+ي ر»! (مبعثرة ومدموغة ورباعية الدفع)