كثرت التحليلات منذ بداية مطالبة «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» بمبادلة العسكريين اللبنانيين بعدد كبير من الموقوفين الاسلاميين ومعظم هؤلاء يتمنعون عن الحضور امام المجلس العدلي لاستكمال المحاكمات على الرغم من انه منذ احداث نهر البارد عام 2007 وبعد توقيفهم وهم يرفعون الصوت لبدء محاكمتهم.

وقد انشئت محكمة خاصة ضمن نطاق سجن رومية لمحاكمتهم نظراً لعددهم الكبير ولارتباط الملفات ببعضها، وعلى الرغم من ان المجلس قام بتفريعها الى اكثر من 30 ملفاً، الا انه منذ حوالى 3 اسابيع يتمنع اكثرية هؤلاء الموقوفين عن الحضور، حيث دار جدل حول امكانية جلبهم بالقوة الى الجلسات.

البعض اعتبر انهم لا يريدون الحضور لكي لا تصدر الاحكام بحقهم خصوصاً ان «النصرة» و«داعش» يريدان مقايضتهم بالعسكريين المخطوفين لديها، لذا فهم يفضلون عدم صدور الاحكام بحقهم ريثما تتم مبادلتهم، في حين ان هناك مصادر تؤكد انهم يتمنعون كون عناصر السوق عندما تعود بهم الى سجن رومية تعمل على تفريقهم عبر احتجازهم في زنزانات مقفلة وليس كما هو حاصل اليوم في المبنى «ب» حيث ابواب الزنزانات مفتوحة على بعضها، الامر الذي يسهل لهم عملية تنسيق الهروب.

الا ان الشيخ نبيل رحيم الناطق باسم «الموقوفين الاسلاميين» اعتبر في حديث للـ«الديار» ان الموقوفين خائفون من الاحكام القاسية مع العلم ان الاسبوع الفائت تم اخلاء سبيل احد المتهمين امام قوس المحكمة وهو اللبناني حسين صهيون الذي كانت قد صدرت بحقه مذكرة القاء قبض غيابية في جناية ارهاب «خلية القلمون» التي كان يترأسها وليد البستاني، وقد احضره وكيله المحامي فواز زكريا واثناء جلسة المجلس العدلي طلب المدعي العام القاضي بلال وزنة توقيفه فاعترض وكيله لكون الامر مخالفاً للاصول القانونية وخصوصاً ان حسين لم يتبلغ الجلسة بصورة ذاتية، وهنا ارتأت المحكمة الرجوع عن مذكرة القاء القبض لعدم قانونيتها وتم استجوابه وعاد الى منزله.

وعن تمنع هؤلاء عن الحضور رغم ان المجلس العدلي يلتئم اسبوعياً لتسريع محاكمة هؤلاء اكد رحيم انه لا يعرف شيئاً عن موضوع تمنع الموقوفين في سجن رومية عن حضور جلسات محاكمتهم امام المجلس العدلي، وهو يظن ان البعض منهم خائف من الاحكام القاسية وخصوصاً انه صدرت احكام عالية وشديدة بحق اكثريتهم وخصوصاً ان الظروف التي يمر بها البلد تشعرهم بان هناك نقمة على الاسلاميين.

وعن سلبية هذا القرار خصوصاً انهم انتظروا طويلاً بدء المحاكمات منذ 2007، رأى ان البعض منهم يتريث ريثما تكون قد هدأت الامور في لبنان اكثر وليس بالضرورة ان يكونوا مظلومين.

وعما اذا كان على اتصال معهم او يقوم بزيارتهم لفت الى انه لم يعد يقوم بذلك كالسابق.

اما بالنسبة لتخوينه مع عدد من مشايخ «هيئة العلماء المسلمين» معتبراً اياهم «هيئة العملاء»، اكد رحيم ان شادي المولوي بعث برسائل عبر «الواتس آب» نفى فيها ان يكون قد ادلى باي تصريح يتعلق بهم، ولعل هذا البيان «مفبرك لامر لا نعلمه». واضاف رحيم ان «هيئة العلماء» والمشايخ كان دورهم ومازال محاولة تهدئة الامور وعدم جر المدينة الى صراع، وبما ان الامور قد هدأت، فان الهيئة تحاول تقريب وجهات النظر لكي لا يحصل اصطدام مع الجيش اللبناني وهي تسعى الى ان يسود الاستقرار والامن.

وعن الخلافات التي حصلت داخل «الهيئة»، اكد رحيم ان دور الهيئة موجود ولا يراه الاعلام خصوصاً في المساجد، وهم اليوم ليس لديهم اي علاقة بالمفاوضات في ما خص العسكريين المخطوفين الا اذا طلبت الحكومة منهم ذلك، وشدد على ان الخلاف في الهيئة هو فقط في وجهات النظر، واصبح الامر وراءنا بعد انتخاب رئيس جديد.

اما عن خروج شادي المولوي من طرابلس فأكد ان هذا الامر غير صحيح خصوصاً ان هناك اجراءات امنية مشددة من قبل الجيش في طرابلس وعلى اطراف المخيم، ولكن لا يمكن الجزم بأنه ما زال في طرابلس او خارجها، ولكن يغلب على ظني انه لم يدخل «مخيم عين الحلوة» ومن الصعب عبوره الى هناك.