أوضح وزير الخارجية ​جبران باسيل​ أنه "يسعى من خلال زيارته الى تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان وقبرص في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، وتفعيل اتفاقيات التعاون بين البلدين".

ورأى باسيل في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القبرصي يوانيس كاثوليديس، أنّ "هذه الزيارة تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للبنان وقبرص، لأنّ هناك خطر يواجهانه سوياً بشراكة كاملة، هو خطر وجودي لبلدين متشابهين في الجغرافيا والتكوين هما لبنان وقبرص، ومن مواجهة خطر مشترك هو الإرهاب"، مشيراً الى أن "لبنان هو بوّابة أوروبا للمنطقة والشرق الأوسط. هاتان البوّابتان اللتان تحتاجان الى حماية إنتقال الثقافات والحضارات، وليس حماية لانتقال المسلّحين الارهابيين الذين ينتقلون من أوروبا الى المنطقة والعودة منها الى أوروبا لإثارة المزيد من التخريب فيها وفي الشرق الأوسط. فهذا التخريب لن يلحق بأوروبا والمنطقة فقط، إنّما عدواه ستنتقل للأسف وبكلّ حزن، من أوروبا وتحديداً من هنا، من قبرص الى كلّ دول العالم، لأنّ الإرهاب لا حدود له، ولا يمكن احتواءه، بل حذفه بالقوة العسكرية وبالفكر المضاد له الذي هو الفكر الإنساني الذي يقبل الآخر"، معتبراً أنّ "هذا مصير مشترك يتطلّب تعاوناً أكثر وعمل مشترك أكثر شاهدنا بداياته بمساعدة مشكورة من جانب قبرص للجيش اللبناني، وهي مساعدة حسيّة عينيّة ملموسة، ونشهد بدايات مساعدة أوروبية عبر تشجيع قبرصي للقوى الأمنية اللبنانية وهي مساعدات فعلية وحسيّة. وهذا الأمر سيترافق مع مبادرات سياسية سنشهدها في بداية السنة المقبلة 2015 من عمل لبناني قبرصي حول هذه المواضيع".

وعن موضوع النفط، رأى باسيل أنّ "النفط هو عامل مشجّع للاستقرار والازدهار في شرق المتوسط، ولبنان وقبرص يتمتّعان بموارد نفطية معرّضة للاعتداء عليها، إمّا بالاعتداء المباشر أو غير المباشر عن طريق وقفها. وعلى هذا الأساس، نحن مصمّمون مع الجانب القبرصي على التعاون لحلّ المشاكل الحدودية، ومشاكل الموارد القائمة فيما بيننا، ولكن بالتعاون البنّاء من الممكن ومن السهل تخطّيها، وبالتعاون المشترك لحلّ المشاكل مع الدول الأخرى التي لديها نوايا إعتدائية على الموارد النفطية لكي تتحوّل من مصدر إستقرار وازدهار الى مصدر قلق ونزاعات في المنطقة نحن بغنى عنها"، مشدداً على "سيادة الدول لحماية المنطقة الاقتصادية الخالصة"، مديناً "جميع الانتهاكات والاستفزازات التي يتعرّض لها البلدان".

واعتبر باسيل ان "النزوح السوري يمثّل خطراً وجودياً على الدولة من جهة، وهو من جهة أخرى يُهدّد النسيج الإجتماعي في لبنان وقبرص. أمّا المساعدات الدولية للحكومة اللبنانية فلا تزال خجولة في هذا الإطار، فلبنان يستوعب عدداً كبيراً من النازحين السوريين بالنسبة الى عدد سكّانه، وقد وصل الى مليون ونصف مليون نازح. وجرى عرض لخطة الحكومة من أجل خفض عدد النازحين"، معرباً عن شكره "لوزارة الخارجية القبرصية على توجيهها الدعوة له"، داعياً نظيره القبرصي الى "زيارة لبنان".