أعرب دبلوماسي غربي أمام أصدقاء له عن قلقه "مما تلمّسه من إستخفاف لبناني بالضمانات الدولية المتوافرة حول الحد الأدنى من الأمن والإستقرار في لبنان حتى اليوم"، لافتاً الى ان "استسلام البعض للمشاريع والطموحات الفردية تحت سقف هذه الرعاية الدولية له حدود فمن يضمن بقاء هذه المعادلة الدولية الى ما شاء الله".

ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن الدبلوماسي الغربي أنه "ورث من سلفه الذي أمضى أصعب أيام حياته الدبلوماسية في لبنان وصية تقول، أنه وعلى مدى أربعة عقود ونصف من العمل الدبلوماسي في ست دول لم يشهد وجود طقم سياسي يتقن تفويت الفرص الضائعة كالطاقم السياسي في لبنان"، مشيراً الى أن "في لبنان اليوم ثلاثة رؤساء جمهورية سابقين، ولا بد أن تكون هذه المسألة موضوع مراجعة في العديد من الأندية السياسية والحزبية والسعي الى طي ملف الإستحقاق الرئاسي وتجاوز تردّدات الأزمات الإقليمية التي عبثت بأمن لبنان، والتي كان يمكن ان تزول بعد تجربتي 25 أيار 2000 تاريخ الإنسحاب الإسرائيلي الآحادي من جنوب لبنان، و26 حزيران 2005 تاريخ انسحاب الجيش السوري من بلادكم".

واعتبر الدبلوماسي أن "على اللبنانيين وفي معزل عمّا يجري في سوريا ان يجمعوا على محطة اساسية واحدة تتجلّى بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فانتظار التطورات فيها قد يبقي الشغور في بعبدا سنوات إضافية، بالإضافة الى الأثمان التي ستتوجب عليكم دفعها متى تحقق اي خرق على هذا المستوى، فاللحظة التاريخية التي يعيشها لبنان اليوم قد لا تتكرر"، مؤكداً أن "الرعاية الدولية للوضع في لبنان ليست وهماً، بل هي حقيقة بالغة الأهمية، وهي التي كبحت جماح الكثير مما كان ينتظر لبنان وما خطط له كثر".