رأى رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ ان "كل الناس تعيش في هواجس امنية واقتصادية ونفسية"، لافتا الى "اننا نرى ان البلد يتراجع الى مراحل مأساوية"، كاشفا ان "لديه حلم في لبنان ان يصبح كالعاصمة الفرنسية باريس، ولن استسلم"، مؤكدا "اننا نؤمن بلبنان ونؤمن اننا قادرون على النهوض في البلد".

وأكد الحريري في حديث تلفزيوني، انه "مهما كانت المشاكل والمخاطر في لبنان سيأتي اليوم الذي يعود فيه للبلد ونبني البلد"، لافتا الى "انه لا يريد ان يفقد الناس الامل، والامل وحلم شباب 14 اذار 2005 بالدولة المدنية سيتحقق، وهذا ما نسعى اليه"، موضحا ان "ايمانه بالله وبهذا البلد كبير جدا، ونحن نستطيع ان نعيد اعمار البلد".

واشار الحريري الى "انه جاء الى لبنان لانه مسؤول مثله مثل غيره، وسيعود الى لبنان ويعمل من هناك، وهذا الموضوع يقرره هو وسيكون هذا الموضوع قريب جدا".

ولفت الحريري الى ان "هناك هبات من بعض الدول موجودة في ادراج البرلمان اللبناني منذ 9 و10 سنوات، والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز قدم 3 مليارات دولار للجيش اللبناني وهي هبة مشتركة بين 3 دول وتأخذ بعض الوقت، ولقد فتحنا اليوم حساب بقيمة 400 مليون دولار للقوى الامنية، وسيكون لدى الجيش خلال سنة 30 طائرة"، موضحا ان "موضوع الهبة السعودية سيأخذ القليل من الوقت، والسعودية لا تقدم الا الخير للبنان، ويجب ان نقول شكرا للملك السعودي، وهذه الهبات ستنقل القوى الامنية المسؤولة عن امن كل اللبنانيين، والسعودية تخدم كل اللبنانيين"، معتبرا ان "اهم هبة يمكن ان تعطيها ايران للبنان وللجيش اللبناني ان تقول لـ"حزب الله" ان يخرج من سوريا الى لبنان"، موضحا "انه لم يقوم بزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ولا اي من مستشاريه، وانه حريص ان تكون الاسعار المقدمة للهبة تنافسية وبنوعية جيدة، وسنعمل ان لا يكون هناك عملات".

واكد الحريري ان "العلاقات مميزة وممتازة مع كل الحلفاء المسيحيين في 14 اذار"، موضحا ان "بالنسبة له هناك مشكلة اساسية مع "حزب الله" في دخوله الى سوريا وفي تسليحه سراي المقاومة والمحكمة الدولية ولن يغير موقفه من الموضوع، ودخول حزب الله الى سوريا ضرب من الجنون، ولكن حماية البلد اهم من سعد الحريري، ومستعد ان ادفع من اجل المصلحة الوطنية، وانه ليس مع المواقف الشعبية ولكن مع المواقف التي تخدم المصلحة الوطنية"، مشيرا الى انه "لو لم نتفق على حكومة تمام سلام لكان البلد في الفراغ، وهذه هي مصلحة اللبنانيين".

ولفت الحريري الى "انه مع حوار جدي مع "حزب الله" لمصلحة البلد، وانه جدي بطروحاته"، مشيرا الى ان "هناك ملفات خلافية ستبقى موجودة كاسلاح وغيره، ولكن هناك انتخابات رئاسية وانتخابات مجلس نواب، وسنبقى نطالب "حزب الله" بالخروج من سوريا واعرف انه لن يسمع لنا".

ولفت الحريري الى ان "هناك اجندة للحوار مع "حزب الله" ستتحضر مع حركة "امل" ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، ونحن نسعى ان يكون هناك رئيس توافقي، ونحن ذاهبون كي نتحدث ان الرئيس التوافقي هو الحل، ونحن مع اجراء الانتخابات واقرار قانون انتخابي، ولا موعد محدد لهذا الحوار".

واعتبر الحريري ان "اهل طرابلس هم اهل الاعتدال"، لافتا الى ان "تيار المستقبل تيار عابر للطوائف ولم نحمل السلاح يوما والاعتدال شعارنا، وليس واجبي تغطية حزب الله لحربه في سوريا وما يقوم به حزب الله ليس لمصلحة لبنان".

واضاف الحريري ان "تنظيم "داعش" لم يفجر في الاردن وتركيا رغم وجود نازحين هناك، وفجر في لبنان لوجود فصيل تدخل في الحرب الاهلية في سوريا، وموقف تيار المستقبل انساني وسياسي، ولن اسكت حين ارى مصلحة لبنان تمس، ومستعد للتضحية بنفسي من اجل مصلحة اللبنانيين، ودعمنا للسوريين وحريتهم قائم، ونحن نريد حوار جدي مع نتائج، واحدى وظائف الحوار احتواء الاحتقان السني الشيعي وهذا اهم اسباب الحوار".

واعرب الحريري عن "استعداده للحوار الثنائي مع "حزب الله" لمصلحة البلد، والحوار الوطني ينطلق عند رئيس الجمهورية، ولا نريد الحديث عن شروط للحوار"، مشيرا الى ان "رئيس المجلس النيابي نبيه بري يسعى للحوار وهناك اجندة تتحضر للحوار، ومن المبكر جدا الحديث عن لقاء بيني وبين الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله".

ولفت الحريري الى ان "واجبه ان يعطي امل، ونحن جديون بالحوار، والحكومة هي ثمرة نجاح الحوار مع الفريق الاخر".

واكد الحريري ان "رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون مكون سياسي موجود في البلد، ولا احد يستطيع ان يلغي الاخر في البلد، ونحن تعاونا مع العماد عون، وقد اوصلنا هذا التعاون الى انجازات، ومنها التعيينات التي توقفت لسنين"، مشيرا الى "اننا ذهبنا وتحدثنا مع العماد عون، ولكن هل تحدث احد بالفريق الاخر مع رئيس حزب "القوات" سمير جعجع مرشح فريق 14 اذار"، موضحا ان "هدفه من الحوار مع العماد عون هو الحوار معه ومع الافرقاء المسيحيين في 14 اذار".

وشدد الحريري على انه "يجب اخماد الاحتقان السني- الشيعي"، لافتا الى انه "سيكون هناك حوار واضح وصريح مع "حزب الله" في هذا الموضوع، ولن يكون هناك بلد بحال انفجار الموضوع، وهناك ملف انتخاب الرئيس، وهناك حكومة جديدة بعد انتخاب الرئيس، واهم شيء انتخاب الرئيس والحكومة الجديدة والانتخابات".

واكد الحريري "اننا مع اتفاق الطائف ولن نزيح عنه، وخضنا معارك للمحافظة عليه"، مشيرا الى ان "حزب الله اقترح المؤتمر التأسيسي ونحن رفضنا هذا الاقتراح"، لافتا الى ان "العماد عون لديه مشكلة مع 14 اذار، وسبب عدم وصوله للرئاسة هي 14 اذار، كما ان هناك خلاف في 8 اذار على شخصية جعجع، ولا توافق على عون وجعجع فالنذهب الى رئيس توافقي".

واشار الحريري الى "انه التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كي يضعه في جو خارطة الطريق، وهناك امور نختلف فيها مع الراعي والعكس صحيح".

واكد الحريري "انه ليس الناطق الرسمي بإسم السعودية، وكل الدول تدعو المسيحيين للاتفاق على اسم والجميع يقف خلفهم، وما دام لا اتفاق على رئيس فالنذهب الى رئيس توافقي، والسعودية لم تدخل في اسم الرئيس ولن تضع "فيتو" على اسم احد لرئاسة الجمهورية".

ولفت الحريري الى ان "هناك لعبة ديمقراطية يجب ان نمشي بها لرئاسة الجمهورية كما كان الوضع مع انتخاب بري لرئاسة المجلس ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، ونحن مع اي مرشح من 14 اذار يستطيع ان يحصد 75 صوتا، ولا مانع من انتخاب رئيس حزب "الكتائب" امين الجميل رئيسا للجمهورية بحال حصوله على الاصوات اللازمة".

واعتبر الحريري "اننا اخطأنا بعدم حديثنا مع العماد عون في المراحل السابقة، وكان يمكن ان نفتح افاق مختلفة لمصلحة البلد مع عون لو بدأنا بالحوار سابقا"، لافتا الى ان "عون قادر على الفعل للبنان ومصلحة اللبنانيين اكثر بكثير مما يتخايل، وطريق بعبدا تمر في الرابية ومعراب".

ورأى الحريري انه "من الواضح اننا نتجه الى انتخاب رئيس من خارج 8 و14 اذار"، مؤكدا انه "لن نذهب الى انتخاب شخص من دون العودة الى حلفائنا".

واوضح الحريري "انه لم يتحدث في اجتماعه مع عون منذ سنة بملف الرئاسة، بل بتقريب وجهات النظر والحوار استمر بين الفريقين"، لافتا الى ان "علاقته الشخصية مع عون ممتازة ويتمنى ان تبقى هكذا، وهناك مصلحة ان يتعاون التيار الوطني الحر مع تيار المستقبل".

ونفى الحريري "حديث عون له عن تعديل الطائف بحال عدم انتخابه رئيسا"، معتبرا ان "نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالنسبة له نظام غير موجود"، لافتا الى "اننا نتمنى ان يكون دور ايران بناء في المنطقة، ونرى ان على ايران ان ترى كيف تتواصل وتتعاون مع الشعب السوري"، متسائلا:"لماذا تتدخل ايران في البحرين واليمن وما تفعله في العراق؟"، لافتا الى ان "ايران اصبحت شريك اساسي في الحروب الاهلية في المنطقة، وكل هذا مؤقت لانه لا يوجد خطأ دائم، ولا يمكن فرض شيء على الشعوب، وايران لا تستطيع السيطرة على الشعوب في المنطقة".

واكد الحريري "انه لا يخاف من لقاءات النظام السوري بقيادات لبنانية، لان النظام السوري سينتهي ولن يبقى، ونظام الاسد لن يكون في مستقبل سوريا"، معتبرا ان "من صنع تنظيم "داعش" هو النظام السوري، ولو لم يكن هناك رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي في العراق لم يكن هناك داعش في العراق، وواجبنا محاربة داعش لانهم يهددوني اكثر من اي فريق اخر".

واكد الحريري ان "لا خلاف مع الكتائب بسبب موقفهم من التمديد للمجلس النيابي، و14 اذار هي الناس واكبر بكثير من الاحزاب الموجودة، و14 اذار ربحت كل انتخابات الطلاب والنقابات، وهي كل هذا الجمهور الذي رأيناه في عام 2005، ونحن ندخل بتباينات مع افرقائنا، ولم نكن سنشارك في الانتخابات لو لم يكن هناك رئيس للجمهورية"، معربا عن "تحيته لبري على موقفه من التمديد بعد مقاطعتنا للانتخابات دون رئيس".

واوضح الحريري انه "اذا حصلت الانتخابات بغياب الرئيس يكون هناك كارثة على لبنان"، املا ان "تحصل انتخابات ونعرف ما هو تيار المستقبل، وطرابلس وعرسال وعبرا اثبتوا انهم قمة الاعتدال، وكل ما تم تصويره على انه ارهاب هو اعتداء على الناس، والارهابيون يستحقون ان يكونوا في السجن، ولم نحمي اي ارهابي".

ولفت الحريري الى ان "الاعتدال السني يقع ضمن الاعتدال اللبناني، وهناك محاولة لوضع السنة في البلد كحاضنة لداعش"، متسائلا:"من حضن الجيش في نهر البارد وفي عبرا وعرسال وطرابلس؟".

واعتبر الحريري الى ان "الدين الاسلامي بريء من الارهابيين، وهم خارجين عن الاسلام"، مؤكدا "انه ليس بحاجة الى صق براءة من احد في موقفنا بالاعتدال"، قائلا:"لا احد يعطينا محاضرات عن الاعتدال"، مشيرا الى ان "اي شخص في تيار المستقبل ان كان نائبا او شخص عادي تهجم على الجيش انا ضده، وانا تحدثت بهذا الموضوع مع النائبين خالد الضاهر ومعين المرعبي".

واعلن الحريري "انه يتبنى كل كلمة قالها النائب مروان حمادة في المحكمة الدولية الخاصة بلبان"، لافتا الى ان "المحكمة لمعاقبة قتلة رفيق الحريري والزلزال كان اغتيال الحريري، ونحن اخترنا العدالة وتركنا الطريق السهل وهو الانتقام".

واشار الحريري الى ان "حزب الله يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين، وهذه الشريحة ضد قتل رفيق الحريري او ان يكون هناك اي عمل ارهابي للحزب في لبنان ضد الحريري او اي شيء اخر، ونحن نرى مصلحة لبنان وكيف نستطيع النهوض بالبلد، والحوار يكون مع الخصم"، مؤكدا ان "عودة الاغتيالات لا تعني التوقف عن النهوض بالبلد".

ورفض الحريري ان "يسمي احدا لرئاسة الجمهورية"، مؤكدا ان "لا "فيتو" عنده على احد".

ولفت الحريري الى "اننا ماضون بقانون الانتخاب الذي اتفقنا فيه مع القوات والحزب التقدمي الاشتراكي، ولست موافقا على اقتراح عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي بزي، وبالنهاية سنصل الى قانون انتخاب، وبري من يقرر تحديد جلسة لبحث مادة المناصفة".

واضاف الحريري "انه ضد التنسيق بين النظامين اللبناني والسوري، لان الاسد هو الارهاب، ويجب ان نتعاون مع التحالف الدولي الذي يقف ضد داعش، ونظام الاسد لا يريد الخير للبنان، ولو كان يريد ذلك لم يطلب من حزب الله ان يساعده".

واعتبر الحريري ان "موضوع تسيير عمل الحكومة اساسي، ومن المعيب تعطيل عمل الحكومة"، لافتا الى ان "حزب الله يتصرف وفق مصالح اقليمية ولكن اين مصلحة البلد"، مضيفا:"انا لا اتوقع ان اتفق مع حزب الله على كل شيء ولكن هناك امور اساسية يجب ان اتفق عليها".

واشار الحريري الى ان "هذه هي المشكلة، حزب الله يقول يحق لي ما لا يحق لغيري، وحين طرحت الحكومة ملف المقايضة في ملف العسكريين المخطوفين تم معارضته وتم الحديث عن هيبة الدولة، واهم رد على المقايضة التي حصلت على عنصر حزب الله اطلقها اهالي المخطوفين"، مؤكدا "دعمه للحكومة بأي قرار تأخذه في موضوع العسكريين المخطوفين"، لافتا الى "انه اخذ عهد على نفسه ان لا يتكلم بالموضوع، لان هناك الدولة فقط تتكلم، ولدي ثقة بإدارة الملف"، مضيفا:"ما يهمني هو النتيجة في ملف العسكريين، ومستعد ان اغطي اي قرار يتخذ في الحكومة، وعلى الدولة ان تأخذ قرار شجاع بملف العسكريين المخطوفين".

ودعا الحريري الى "القاء القبض وسجن المطلوب للعدالة شادي المولوي وغيره من المطلوبين"، معتبرا ان "من تواطئ في تهريبهم يجب ان يدفع الثمن"، متسائلا:"من كان يدعم هؤلاء ومن نقل المطلوبين بسيارته؟"، لافتا الى ان "اكبر خطأ وصول المولوي الى مخيم عين الحلوة في صيدا".