لم ينقض اعتصام اهالي العسكريين المخطوفين اليوم على خير كما جرت العادة خلال الاسابيع الماضية، فإقفال طريق الصيفي عند الثامنة صباحا لم يستمر لأكثر من ساعة وبضع دقائق، اذ ان القرار هذه المرة اتى مغايرا من قبل السلطة السياسية التي حسمت امرها بأن لا اقفال للطرقات بعد اليوم.

اقل من خمسين شخصا من الاهالي توجهوا نحو الصيفي واقفلوا الطريق، يواكبهم كالعادة عشرات المصورين الصحافيين والمراسلين الذين ينقلون الحدث، مدججين بكاميراتهم وهواتفهم وسيارات النقل المباشر، الا انهم اليوم كانوا هم الجزء الاول من الحدث، فبعد ان فشلت الاتصالات السياسية التي جرت مع اهالي العسكريين لفتح الطريق تم اعطاء الامر للقوى الامنية بفتحها، لتقوم الاخيرة بإخلاء المنطقة من الصحافيين "بالقوة"، ومن بعدها اخلت المعتصمين بالقوة "المائية" ايضا بحيث تم رش المعتصمين بالمياه. ففتحت الطريق.

هذان الحدثان شكلا كالعادة طبقا مميزا للبنانيين على وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة على موقع التويتر. عبارة "يا عسكر عسكر على مين" عادت الى الواجهة مجددا ، وعبارة "هيبة الدولة لا تكون بضرب الصحافيين" استعملت من قبل كثيرين. ويبدو ان ما تعرض له الجسم الصحافي اليوم قد اعاد الى ذاكرة الزميل عبد الرحمن عرابي مشهد تعرضه للضرب في دار الفتوى منذ فترة على يد عناصر الحرس الحكومي فنشر تغريدة قال فيها: "القوى الأمنية تمارس هوايتها المفضلة في فرض هيبة الدولة، بضرب أهالي العسكريين والصحفيين المتواجدين عند تقاطع الصيفي. المشهد مبكٍ فعلا".

لا يمكن لأحد ان يقبل بالتعرض للصحافيين، كما ان البعض هاله ما تعرض له الاهالي، فمستشار رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، الصحافي فارس الجميل، كتب على صفحته: "اهالي عسكريين نخطفوا هني وعم يدافعوا عن الوطن : منقمعن؟

مياومين محتلين شركة الكهربا من شهور وعم يعملوا فيا اللي ما بينعمل: منطنش عنن؟

وبتحكوني عن هيبة الدولة".

بالمقابل لاقت خطوة القوى الامنية فتح الطريق بالقوة استحسانا لدى عدد من اللبنانيين الذين اعتبروا في تعليقاتهم عبر التويتر ان قطع الطرق لا يضر سوى بالمواطن الذي يتنقل على الطرقات "المزدحمة اصلا"، ويتمنى ان لا يتم اقفال الطرقات بوجهه، وبالتالي يجب منع مثل هذه التحركات. فقالت غرايس: "امر جيد فتح الطريق بالقوة ويا ليتهم فتحوها ايضا عندما اقفلت طريق ضهر البيدر لانها أضرت بالمواطنين هناك كثيرا". اما مهى المؤيدة لفتح الطرقات بالقوة سألت في تغريدة ان كان هذا القرار سيطبق على المياومين ايضا، بالاضافة الى عدد من التغريدات الاخرى المؤيدة والمطالبة بأن يتم معاملة الجميع بالمثل اذ ان قطع الطرقات ليس مسموحا لفئة وممنوعا على فئة اخرى.

كما كل مناسبة فإن الشارع اللبناني حيوي لدرجة تمنعه من اللقاء على موقف موحد، وهذا امر ايجابي في معظم الاحيان، ليبقى السؤال.. هل فعلاً قرّرت الدولة انتهاج سياسة منع قطع الطرق؟ أم أنّ الأمر لا يعدو كونه مسألة سمنة وزيت لن تمرّ أيام كثيرة قبل انكشافها؟

محمد علوش