وصلت موجة الخطر التكفيري التي إنتشرت في العالم العربي الى لبنان، فباتت ​الدولة اللبنانية​ أمام إمتحان صعب يكمن بكيفية مواجهة الإرهاب الذي بدأ يتغلغل شيئاً فشيئاً الى الداخل اللبناني، والتي ظهرت فعلياً مع قتل الأرهابيين للرائد بيار بشعلاني ومعاونه في وادي حميد منذ حوالي سنة ونصف. وقد أعادت هذه الحادثة فتح صفحات طويت لكنها بقيت راسخة في الأذهان إنها أحداث الضنية ونهر البارد وعبرا وغيرها...

صحيح أن المعارك تدور بين الجيش والمسلحين في نقطة معينة وتحديداً في عرسال، إلا أن الخوف من تمددها يبقى وارداً خصوصاً مع دخول أكثر من مليوني لاجئ سوري الى لبنان لا يعرف منهم من هو حقاً اللاجئ ومن هو الإرهابي، من هنا بات يراود اللبنانيين الخوف على مصيرهم المجهول...

"النشرة" جالت في بيروت تستطلع آراء المواطنين بالنسبة للوضع الأمني وتسألهم عن تأثير الأحداث على حياتهم اليومية. وفي هذا المجال أشار إيلي الى أننا "نتابع حياتنا اليومية وكأن شيئاً لم يكن، فإذا أردنا أن نفكر في كلّ شيئ فلن نتحرّك من منازلنا"، أما طوني فلفت الى أنه "جراء الأوضاع السيئة أصبحت أخشى التوجه الى جامعتي لإجراء الإمتحانات، ولكن قررت محاربة تلك المخاوف وإكمال حياتي بشكل عادي متجاوزاً كلّ الصعوبات". في سياق متصل إعتبرت ريتا أن "ما يقوم به الإرهابيون ليس مؤثراً لأننا نثق بالجيش والقوى الأمنية وهم من سيحموننا عند حدوث أي طارئ".

بغياب الدولة التي يعود لها مهمة تأمين سلامة المواطنين لا يبقى أمام هؤلاء سوى الاتّكال على اللّه لحمايتهم... وبهذه الطريقة يتابع اللبنانيون حياتهم اليومية تاركين للعليّ أن يسهّل لهم أمورهم ويبعد عنهم الشرّور.

تقرير باسكال ابو نادر

تصوير تلفزيوني علاء كنعان