في الأوساط الشعبية اللبنانية، تطرح اليوم الاسئلة حول الأسباب التي تحول دون إنخفاض تعرفات النقل البري، بالرغم من إنخفاض أسعار المشتقات النفطية المستمر منذ أسابيع عدة، لا سيما أن المستفيد الأساسي من هذا الموضوع سيكون الفئات المتوسطة والفقيرة، إلا أن هذه العلاقة المنطقية بين المؤشّرين تبدو غير منطقية في بلاد الأرز.

لدى طرح الملف على رئيس لجنة الطاقة والأشغال العامة والنقل النائب ​محمد قباني​، يسارع إلى الجواب بأن هذا الكلام منطقي 100%، لكنه يعرب عن أسفه لأن أي شيء يرتفع في لبنان لا ينخفض من جديد، بالرغم من تشديده على أن إنخفاض تعرفات النقل اليوم أمر طبيعي.

ويوضح النائب قباني، في حديث لـ"النشرة"، أن اللجنة التي يرأسها لا تملك أي سلطة تقريرية في هذا الموضوع، ويقول: "أقصى ما يمكن أن أقوم به هو التصاريح الإعلامية ورفع التوصيات إلى السلطة التنفيذية، لكن القرار الفعلي هو عند وزارة الأشغال العامة والنقل".

من جانبه، يذهب رئيس إتحاد النقل البري في لبنان ​بسام طليس​ أبعد من النائب قباني، بوصف الكلام عن ضرورة إنخفاض تعرفات النقل بـ"الذهب"، إلا أنه يوضح أن الأسعار القائمة حالياً وضعت عندما كان سعر صفيحة البنزين 23000 ليرة لبنانية، ويشير إلى أنه يدخل في تحديد التعرفات أكثر من عنصر غير المحروقات.

ويشير طليس، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنه عند انخفاض سعر صفيحة البنزين إلى ما دون 25000 ليرة لبنانية ستكون نقابات النقل جاهزة لبحث هذا الملف بكل عناصره، ويسأل: "هل ترك هذا الأمر أي آثار على أسعار المواد الغذائية أو أجور السائقين؟"، ويضيف: "لو كان للبنان دور في تحديد أسعار النفط على الصعيد العالمي، وتعرف الدولة متى يرتفع ومتى ينخفض، كان من الممكن أن تقيم الحكومة سياساتها النفطية على هذا الأساس".

بدوره، يسارع وزير النقل والأشغال العامة ​غازي زعيتر​ إلى تأكيد موقفه الداعم لخفض الأسعار، ويشير إلى إتفاقية قائمة بين الإدارة والسائقين تنص على أن التعرفات تعدل عند إنخفاض السعر إلى ما دون 25000 ليرة لبنانية.

ويتمنى زعيتر، في حديث لـ"النشرة"، حصول هذا الأمر في الأسابيع المقبلة، خصوصاً أن السعر بات قريباً من الحد الذي يتحدث عنه، ويلفت إلى أنه "حتى ذلك الوقت نحن في حالة إنتظار".

إذا لا تعديل لتعرفات النقل في الوقت الراهن، بانتظار إنخفاض سعر صفيحة البنزين أكثر لكي يبدأ البحث في هذا الموضوع، مع أن التجارب اللبنانية الكثيرة تثبت أن كلام رئيس لجنة الطاقة والأشغال هو الأقرب إلى الواقع: "ما يرتفع لا يعود إلى الإنخفاض لاحقاً".