أشار مصدر قريب من رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لصحيفة "الجمهورية" الى إن "من يملك حق الفيتو الدستوري، له حظوظٌ واسعة في الرئاسة، ما يعني أن عون له حظوظ لا يملكها بقية الأفرقاء السياسيين، والإحصاءاتُ التي أجراها التيار تؤكّد أنّ نسبة كبيرة من الشريحة المسيحيّة تؤيده"، مضيفاً "حتى ولو اقترحت إيران التي سبق لها أن أعلنت عدم تدخّلها في الملف الرئاسي اللبناني، إسماً آخر للرئاسة، سيبشبث عون بترشيحه ولن يخضع لإرادة إيران لأنّ الاتفاقات معها لن تضمن لنا المسارات السياسية كافّة"، لافتاً إلى أن "عون مستعد للتنحي عن ترشّحه للرئاسة في حالٍ واحدة وهي الوصول إلى اتفاقٍ على ​القانون الأرثوذكسي​ الانتخابي، لأنّه بذلك يضمن حقّ المسيحيين، ولا سيما أن "اتفاق الطائف" لم يخدمهم ولم يعطِ رئيس الجمهورية حقوقه، بل اقتصرت على توقيع المراسيم بدلاً من أن تخوّله اتخاذَ القرارات المصيرية".

وراى المصدر أن "الحوار بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" لن يؤثر في العلاقات ولا ورقة التفاهم المعلَنة بين "التيار الوطني الحرّ" والحزب في 6 شباط 2006، لأن الهدف الأساس من الحوار هو التفاهم على الملفات السياسية ومحاولة ترطيب الأجواء ولتهدئة الخطّ الطائفي – المذهبي، فالحوار لن يؤدّي إلى حرب ولا مؤشرات الى إعطاء ورقة ​رئاسة الجمهورية​ إلى تيار "المستقبل"، فالحزب مقتنع بترشيح عون لرئاسة الجمهورية كما سبق له أن صرح"، مؤكداً أن "تجربة الرئيس الوسطي فشلت، ولا يمكن التعامل مع هذا الأمر باستنسابية، أي القبول برئيسٍ وسطي للجمهورية وإغفال هذا الأمر لرئيسَي الحكومة ومجلس النواب"، مشيراً إلى "ما أثبتته حقبة رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان الذي لم يملك كتلة شعبية، أنّ انتخابه كان لعرقلة العونيين بدءاً بتدخّله في شتى الأمور السياسية وصولاً إلى تدخّله في صلاحية تعيين الموظفين من الفئتين الأولى والثانية في الدوائر الرسمية".

وأضاف "المسيحيون هم وحدهم المخولون إنتخاب الرئيس ولا يحقّ لأيّ طائفة أخرى لعب هذا الدّور كما سبق أن فعل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عندما سوق لانتخاب عون طوال سنتين ما دفع عون إلى رفض ترشيح نفسه"، مشيراً الى ان "لا آمال معلّقة على الحوار، ولا خوفَ من تغيير حلفاء عون مواقفهم من التحالف لسببٍ بسيط مفاده أن التجارب السابقة لـ"حزب الله" في علاقته مع بعض الافرقاء السياسيين لم تنتج أيّ ضمانات فعالة للحزب مثلما فعل عون"، لافتاً الى ان "السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي كشف أنّ ايران لن تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية لأنّ تركيبة منطقة الشرق الأوسط، ومن ضمنها لبنان، سبق أن رسمتها الولايات المتحدة الأميركية التي أنجزت كثيراً من الملفات الشرق أوسطيّة بدءاً بتلك المتعلّقة بباكستان وأفغانستان وصولاً إلى الملف العراقي الذي وافقت عليه إيران والتي بناءً على طلبها استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، رئيس مجلس الوزراء السابق نوري المالكي".

‏واعتبر ان "تجربة العونيين مع فرنسا فاشلة جدا لأنّها ترفض عون رئيساً، وهذا الفشل امتد إلى عجزها عن اقتراح إسمٍ للرئاسة من بين الأسماء المحسوبة على 14 آذار، مكتفية باقتراحها أسماءَ وسطية، في حين أنّ إيران تبدو أكثرَ تجاوباً مع فكرة الحوار بين الأفرقاء السياسيين، ولا تريد التدخل في هذا الملف حفاظاً على خصوصية السياسة الداخلية"، مشيراً إلى ان "تأكيد السفير الايراني السابق في لبنان غضنفر ركن أبادي خلالَ عشاءٍ للسفارة الايرانية في آذار 2014، في حضور أعضاء من "التيار الوطني الحرّ" وغياب الأحزاب الأخرى وهم: وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والنائبان حكمت ديب وناجي غاريوس وغيرهم من أعضاء التيار، أن أي موقف يتخذه الأفرقاء السياسيون نتيجة لمفاوضات مع رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري في شأن الملف الرئاسي سيكون له كل الاحترام لدى الفريقين الشيعيَين".