وصل وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ الى الأورغواي من ضمن جولته على دول أميركا اللاتينية، وخلال لقائه وفدا من الجالية اللبنانية أكد أن "الجالية على درجة عالية من الأهمية بالنسبة لنا وللبنان، فأنتم في بلد تندمجون فيه ليصبح بلدكم، ولا تُدركون أهميتكم بالنسبة لنا"، لافتا الى أننا "بلد صغير يعيش ظروفاً صعبة على مرّ السنوات، ويعمل دائماً على حلّ مشاكله في هذه المنطقة من خلال تصديرها الى الخارج. وهذا الأمر يُعتبر خسارة كبيرة للبنان لأنّ اللبناني خسر أهله وابتعد عنهم، لكنه يربح في الوقت نفسه لأنّكم أينما ذهبتم تحملون اسم لبنان وتحقّقون النجاحات".

ودعا أبناء الجالية الى "المحافظة على ثقافتكم ولغتكم ومعرفتكم بوطنكم وهذا الأمر مهم بالنسبة لكم وللبنان، لأنّ هذا ما يجعل العالم يعرف أهمية هذا البلد الصغير الذي لا تتعدّى مساحته الـ 10.452 كلم2 ، ولم يكن أحد ليسمع عنه لولا أنّكم تعرّفون عنه"، مشيرا الى أن "هذا الأمر مهم لأنكم عندما تخسرون اللغة والثقافة والمعرفة تخسرون إنساناً آخر فيكم، كون كلّ منكم في داخله إنسان أرغواني وآخر لبناني، فلماذا خسارة أحدهما، ما دمتم تستطيعون الحفاظ على الإثنين معاً؟! إنّ ميزة اللبناني هي التواصل مع شعوب العالم، ولا نريد أن نشعر أنّه بسببنا وبسبب دولتكم قد خسرتم هذا البُعد الثاني الذي لديكم".

وعرض باسيل مشاريع "تحتاج الى تعاون أبناء الجالية ومنها فكرة إحياء اللغة العربية وفتح المدارس اللبنانية التي تعلّمها، وعندما نفتتحها عليكم إرسال أولادكم اليها، التواصل واللقاءات وهذه الزيارة تُشكّل جزءاً من هذا الأمر، فأنا أزوركم اليوم، وأريد منكم أن تأتوا لزيارتنا"، داعيا الى "زيارة لبنان في 20، 21، و22 آذار 2015 للمشاركة في المؤتمر الاغترابي المخصّص للبنانيين الناجحين في الخارج أمثالكم، الذي سيكون مكاناً تلتقون فيه بلبنانيتكم، وبلبنانيين آخرين، بالاضافة الى تقوية اقتصاد لبنان وإعطاء الفرصة للاستثمار في لبنان، أو في الأورغواي".

وأشار الى أنه "وقّعنا خلال هذه الزيارة مذكرة تفاهم إتفاقية التجارة الحرّة مع "ميركوسور"، بهدف إزالة الحواجز الاقتصادية بين لبنان وهذه الدول لكي تُصدّر البضاعة الى الأورغواي بكلفة أقلّ ما يجعلكم تستطيعون شراءها وتفكّرون بإقامة أعمال ومشاريع جديدة"، مؤكدا لأبناء الجالية "لديكم حقوق علينا كأناس تركوا بلدهم في ظروف صعبة، ومن حقّهم أن يعطيهم كلّ ما يستطيع تقديمه لكي يعودوا. هذا لا يعني أن تتركوا الأورغواي بل أن تزوروا لبنان، وتحصلوا على الجنسية اللبنانية، وتتمكّنوا من المشاركة في الانتخابات النيابية تماماً كما تشاركون فيها هنا، فهذا الحقّ يُعطى لكلّ شعوب العالم".

وأمل باسيل أن تبقى السفارة اللبنانية في الأورغواي المرجع الثاني بالنسبة للبنانيين المنتشرين فيها وأن يلبّي طاقم السفارة كلّ حاجاتهم ومطالبهم، طالباً منهم أن يكون لكلّ منهم سجلاً فيها لكي يصبح التواصل معهم أسهل".