هاي قصة مش مقالة ولا نتفة. هاي واحدة من قصص بيروت، هاي المدينة اللي افتروا مرة إضافية عليها قدّام ولادها، ولاد بيروت، لما أصروا بعد كل اللي صار من الـ75 للـ91 أصروا يسمّوها: بيروت مدينة عريقة للمستقبل. منين لوين العراقة؟ وين، أيمتى بأي سنين خبرونا؟! والا هيك بدكن تسوقوها علينا ونحنا كنّا موجودين، وطالبين منّا نسوقها كمان على الاجيال اللي جايي..

ما ممكن ما التاريخ والحمدلله انو ما قدرتوا اتفقتوا على كتابتو، وطبعاً لأنو انتو نفسكن اللي كنتو بالحرب عم توزعوا «عراقة»، عم تصدروا «عراقة» كمان، انتو نفسكن قعدتوا عا طاولة لتكتبوا تاريخ الحرب!! كيف انسان عميل ذليل واطي وزعيم بنفس الوقت، ومعروف مين بيلقموا الحكي والفلوس، بدو يقعد مع واحد عا شاكلتو تمام بس من غير طايفة، وقال شو بدن يكتبوا تاريخن... صايرة هاي؟! اكيد لا... عفواً، المقال مش عن هيك أنا بعتذر لأني بتحمّس وبتهوّر لأني ما قادر إحكي عن نكبة واحدة هيك مستقلة، ما النكبات مشبّكة ببعضها وهي بتتوالد خاصة بمساحات من الجغرافيا ما معروف وين الراس فيا هيدي اذا إلها راس...

القصة الحزينة، وهي واحدة من آلافات القصص، عن الحجة آمنة المسلمة السنية البيروتية اللي رجعتها دار الايتام لبيت ابنها المتزوج عا أساس هوي حفيد، وعا أساس إنو كيف ما كان وضعو، صار افضل من دار الأيتام نفسها، أيسر يعني اجتماعياً بالعربي الفصيح. هالكلام بالفترة الممتدة من الـ2007 للـ2010 وليش لحتالي الحجة آمنة كانت تعامل السيريلنكية «اوتام» بشكل ممتاز بخلاف معاملة ولادها الستة يا عالم وزوجاتهن وولادهن، قيسوا مللا طابور، مللا «شلعة دواب» ما بيركبوا الا جيبات أَجلّكُن، لي؟ لأن الجيب عالي وضخم وإلو «إيبوليت»، هاي اللي بتعمل كتاف للزلمة اللي ما عندو كتاف!! إي والقرآن، سيارة لا بتنصف بسهولة ولا بتنساق مع نسوانهن بسهولة ولا بتنفهم شو عم تساوي بزواريب البسطة بسهولة... المهم وهولي الست ولاد ونسوانهن وثرياتهن وولادهن، هودي لبنانيي مميزين، هيدا شي مفروغ منو وما عندهن شي تاني غير يتمسخروا عا العرب بالإجمال ويوقحوا عين اكتر بالمسخرة وبصيروا يعرّضوا اصواتهن خاصة النسوان بس ينقلوا عا السوريين!!.

اي هولي هني المدينة العريقة للمستقبل، وما رح بيفرطوا بالحَمام والدجاج أحيان كتيرة اللي مربينهم عا السطوح.. هولي نفسهن يا ريت تنتبهوا كيف صاروا يعاملوا الحجة آمنة بس رجعت عا البيت من الدار.. بيكفي يكون الانسان ساكن بوج بيتهن، حتى ولو ببناية تانية، ليعرف شو عم يصير جوّا طبعاً لأنو الحجة صارت بتقضيها عا بلكون المطبخ هي و«أوتام»... لأنو الإستلشاق واللي بيصير اضطهاد بعمرها، والبَرّ عليها، متل البَرّ والإستلشاق والاضطهاد اللي شغّال على السيريلنكية المعترة «اوتام»، وعا السوريين... هنّي حَطّوهن بالطبقة نفسها... هنّي طبقة، والحجة آمنة وأوتام والسوريين بطبقة غير!! وساكنين عا بلكون المطبخ صاروا كأنوا... إمبلا هيك صاروا... لأنو أريحلهن بلكي بياخدوا هوا، بلكي بيتسلوا بحركة الشارع، بالعراضات اللبنانية اللي ما ممكن الا ما تحصل كل يوم وبكل شارع... ورغم كل هالقهر بعدهن بدن رضاهن للتنظيف وللطبيخ... هولي هنّي بيروت الموعودة لتكون عريقة وللمستقبل... اتحدوا، اتحدن، وفوراً يا نساء بيروت!