التقى وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ في مقر وزارة الخارجية في مونتي فيديو نظيره الأورغواني لويس ألمانو في حضور سفيرة الأورغواي في لبنان مارتا بيزانيللي والقائمين بأعمال السفارة اللبنانية في الأورغواي.

ولفت باسيل الى أن "هذه أظهرت الزيارة القواسم المشتركة بين لبنان والأورغواي. كانت الأورغواي البلد الأول الذي رفض العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 1978، وقد دان البرلمان الأرغواني هذا الأمر"، مؤكدا أن "الأورغواي تدعم لبنان دائماً وتتعاون معه في مختلف المجالات".

وأوضح أن "الأمر الثاني الذي ناقشناه اليوم هو الأزمة السورية، وقد أعطت الأورغواي إشارة إيجابية من خلال استقبالها لـ 42 نازحاً سورياً، وهو موقف رمزي تعبّر من خلاله عن تواصلها الإنساني في هذا الموضوع"، مشيرا الى أننا "متفقون بأنّ استضافة الأورغواي للنازحين، أو أي بلد آخر- حتى ولو كانت هذه الخطوة تُشجّع دول أخرى على استقبالهم- ليست الحلّ للأزمة السورية، إنّما تكمن في بقاء السوريين في أرضهم، وهذا يُمكن تحقيقه فقط من خلال الحلّ السياسي والسلمي في سوريا".

وأوضح باسيل أنه "تم خلال اللقاء البحث في التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين. فهناك أكثر من 90 ألف متحدّر من أصل لبناني يعيشون في الأورغواي، ويتمتّعون بكامل مواصفات المواطن هنا في بلدهم الثاني أو الأول"، معتبرا أن "هذا ما يجعل لبنان والأورغواي معنيين أكثر في دفع التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري قدماً الى الأمام. ومن الواضح أنّ هذا الأمر يختلف عن البلدان الأخرى، فالإستيراد من الأورغواي الى لبنان مرتفع، في حين أنّ التصدير من لبنان الى الأورغواي ضئيل جدّاً، وهذا ما يجب العمل عليه ليصبح حجم التبادل متوازناً أكثر، بهدف تثبيت الوجود اللبناني أكثر في دول أميركا اللاتينية".

ورأى أن "الأورغواي يمكنها أن تكون مدخلاً للبنان الى أميركا اللاتينية، كما أنّ لبنان بإمكانه أن يُشكّل مدخلاً للأورغواي الى الدول العربية، وذلك بفضل أوجه التشابه التي يتمتّع بها كلّ من لبنان والأورغواي إن كان المجال الاقتصادي المبني في الأساس على الخدمات، أو عدد السكّان، أو الدور الذي يلعبه كلّ منهما كبلد صغير أمام قوى كبيرة".

بدوره، ثمن ألمانو "زيارة الوزير باسيل الى الأورغواي"، معتبرا أن "لدى بلدينا قواسم مشتركة من أجل تعزيز التعاون والتبادل الاقتصادي في المستقبل".

وأكد أننا "ندعم لبنان في قضايا عدّة، فقد ناقشنا أزمة النازحين السوريين الذين استضفنا عدداً منهم في بلدنا. أعتقد أنّ لبنان والأورغواي يتقاسمان النظرة الإنسانية والمقاربة نفسها فيما يتعلّق بملف النازحين، وبهذه الطريقة نُثبت للدول الأخرى أنّنا نقوم بالخطوة الصحيحة في هذا الإطار. إنّ لبنان يتحمّل دوراً أكبر من قدرته على التحمّل في هذا الملف، محافظاً على استقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وقد فتح باباً للحلّ الإنساني لملف النازحين السوريين في المنطقة ككلّ. تعلّمنا منه كيف نتعامل مع هذا الموضوع، ونقدّر تعاونه مع بعثتنا عندما زارت لبنان لاستقدام عدد من النازحين السوريين الى الأورغواي".

من جهة اخرى، القى باسيل محاضرة في وزارة الخارجية الأرغوانية لأعضاء السلك الديبلوماسي الأرغواني بعنوان "السياسات الخارجية للدول الصغرى"، حضرها الأمين العام لوزارة الخارجية، عدد من السفراء والديبلوماسيين العاملين في الوزارة، والسفراء المعتمدين في الأورغواي وبعض الأكاديميين.

وتناول خلالها المرحلة الجديدة للديبلوماسية اللبنانية التي انطلقت في آذار 2014 مع إقرار استراتيجية الديبلوماسية الفاعلة والتي تندرج ضمن ثلاثة محاور على المستوى السياسي والإقتصادي والإغترابي، لافتا الى أن "هذه المرحلة تقوم على دينامية الفعل لا ردّ الفعل من خلال إطلاق المبادرات من الداخل والتفاعل مع المبادرات الآتية من الخارج".

وأشار الى أن "المنحى الجديد للديبلوماسية اللبنانية يتجلى في الإنخراط والمبادرة في موضوع الحرب على الإرهاب، إسترداد المبادرة في التصدّي لتداعيات أزمة النزوح السوري، بالاضافة الى السعي الحثيث لدى الخارج لدعم الجيش اللبناني في حربه على تنظيم "داعش" وأخواته".

ثم وضع باسيل إكليلاً من الزهر على ضريح محرّر الأورغواي خوسيه أرتيغاس بحضور السفير بيزانيللي والقائمين بالأعمال بيطار والدويهي وعدد من المسؤولين في الوزارة الأورغوانية.