رحلة جمال محمد مسلم المدني دفتردار «الجهادية» يبدو انها طويلة، لا سيما انه بدأ الصلاة في عمر الحادية عشرة بعد وفاة والده، وهذه الرحلة تميزت بالتسويق لما فيها من اسفار وعلاقات اقامها المتهم دفتردار مع «القاعدة» واخواتها في سبيل قتال الاميركيين في العراق ورفع الظلم عن اهل السنة.

جمال دفتردار​ ستكرر زياراته الى المحكمة العسكرية الدائمة بالنظر الى القضايا الارهابية التي يحاكم فيها، اضافة الى التي صدرت فيها بحقه احكام غيابية. لم يكن دفتردار البارحة وحيداً في قضية تأليف عصابة مسلحة فقد احضر مع المتهمين محمد بسام اسماعيل حمود وحسام عبدالله الصباغ الملقب بحسام العمر وجميعهم اتهموا بتأليف العصابة المسلحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها وحاولت القيام بأعمال ارهابية بواسطة المتفجرات وعلى نقل اسلحة وذخائر حربية دون ترخيص. وقد استجوب رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد خليل ابراهيم دفتردار بحضور المستشار المدني القاضي حسين شحرور والمفوض العام المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي داني الزعني.

وقد نفى المتهم معرفته بالصباغ وهو فقط كان على علاقة مع مهيب الرشيد - احمد الرشيد - محمد الزعبي ويوسف شحادة ومعرفته بهم كانت عندما كان يدرس في جامعة البخاري في عكار حيث انتقلوا بعدها الى السعودية لإكمال دراستهم.

وتابع دفتردار انه عندما استقر الرأي على محاربة الاميركيين في العراق عام 2002 كان في السعودية وبعد سقوط بغداد عام 2003 تشكلت مقاومة مسلحة وجميع الشباب تعاطفوا معهم ومن بينهم هو ولكن الامر كان مجرد بادرة فردية.

وبسؤاله عن فيصل الحكمي، أكد انه درس معه في كلية الشريعة وهو علم انه قاتل في العراق وفي نهاية شهر تموز التقى به وصارحه بأنه يريد ان يدعو للسنة النبوية وان يستلم مسجداً كما ان فكرة الجهاد ضد الاميركيين تراوده لكنه لم يجد وسيطاً او شريكاً فبادره فيصل بالقول سأرسلك الى الجماعة التي كنت منضماً اليها.

وبسؤاله عن علاقته بـ«فتح الاسلام» وبمعرفته بشاكر العبسي نفى الامر مؤكداً انه اتفق مع صديقه عدنان محمد الذي علم بنيته القتال في العراق ان يتدرب عسكرياً كونه لا يعرف وهو امضى وقتاً مع عائلته وودعهم على اعتبار انه ذاهب الى السعودية، كما اكد له الفيصل ان هناك مجموعة في مخيم البارد تستقطب الشباب ومنهم المهاجرون العرب لمقاتلة اسرائيل فرد عليه انه يريد التوجه الى العراق.

وعن كيفية دخوله الى المخيم، أكد أن شخصاً يدعى عمر العلي ادخله الى المخيم بواسطة «بيك آب» برفقة الفلسطيني «ابو الزبير» المسؤول عن التدريب العسكري الذي سأله عما يفعلون فرد عليه ان الحج ابو حسين (شاكر العبسي) شكل مجموعة جهادية لمقاتلة اسرائيل فعاد ليؤكد ان وجهته العراق فأكد له عمر ان شقيقه يدرب في المخيم وبامكانه العودة. وبعد فترة عاد بعد عيد الفطر الا ان صديقه عدنان محمد حذره من دخول المخيم مؤكداً ان الجماعة هناك «عم يخبصوا» وهم يعملون في العلن وان مخابرات الجيش ترصدهم فقرر عدم الدخول كي لا يتم توقيفه، وقرر السفر الى العراق. وعن كيفية دخوله الى العراق اكد دفتردار انه اجتمع بـ«ابو الزبير» (عبد القادر) وعمر العلي (وهو منتم الى «فتح الاسلام») وهنا سأله العميد كيف تريد القتال وانت غير مدرب على استعمال السلاح، او انك تدربت في مخيم عين الحلوة، وبسؤاله عن مصطفى صالح والمال الذي كان بحوزته فرد ان المال كان بحوزة احمد رشيد وهو حصّله من بيعه البونات للحجاج وان ليس هناك شخص يدعى مصطفى الرشيد بل مهيب واكد دفتردار ان احمد الرشيد، وعلاء الغزاوي تم توقيفهما في السعودية باستثناء مهيب وهما ليس لديهما افكار جهادية وسجنوا 7 سنوات ظلما. وتابع ان فيصل الحكمي اكد له ان صديقه احمد الزهراني ذهب الى افغانستان وجميعهم لديهم فكر معين وهو مثلهم ولكنه يتميز عنهم بأن لديه فكراً جهادياً خاصاً وهو يقصد النية لأن الجهاد فريضة في الدين وهناك عشرات الآيات تحرض على الجهاد وهو غضب من سوء معاملة المسلمين في العراق واغتصاب النساء في تل عفر.

وعن معرفته بسعد حميد اكد ان الفيصل وصله به في السعودية على اعتبار انه من اهل مكة وهو يعرف مهرباً سورياً يستطيع ايصالهم الى العراق وهو يدعى «ابو عفيفة» وان محمد الزعبي هو من تكلم عنه وربما هو من جماعة ابو بكر حمود. وبسؤاله عن المدعو محمد البسام اسماعيل حمود، نفى معرفته به وان الشيخ نبيل رحيم يعرفه من الاعلام عندما كان في مخيم عين الحلوة الذي قصده عندما علم انه مطلوب من خلال خبر نشر في صحيفة السفير عام 2007.

وانتقل العميد ابراهيم لاستجواب حسام الصباغ الذي قال انه كان يملك مزرعة مواشي وهو سافر الى اوستراليا عام 1987 بسبب الاحداث وبقي هناك وتزوج وقرر بعد 23 عاماً العودة مع زوجته واولاده التسعة قائلا «الحمد لله رب العالمين» وهو عاد كي يعلّم اولاده اللغة العربية وليحفظوا دينهم.

وبالنسبة لمعرفته بالشيخ محمد، اكد انه كان يشتري من محل اشرطة فيديو دينية، اما نبيل رحيم فهو كان يقصد محله لبيع الفول.

اما الشيخ زهير فهو كان يخطب في المسجد الذي يصلي به وهو عاد قبله الى لبنان، اما صديقه عمر الحرية وقد كان في اوستراليا وتوطدت علاقته به كونه كان يلتقيه في المسجد وتطورت العلاقة الى ان اصبحا يزوران بعضهما زيارات عائلية، فسأله العميد ان كان هو من عرفه على الشيخ رحيم نفى الامر مؤكداً على معرفته باسعد النجار وفادي شعلان اللذين كانا يأكلان لديه في المطعم. وقد نفى الصباغ حصول اي تدريب عسكري في منزله ولم يكن هناك فكرة بالاصل لانشاء اي مجموعة.

وعن المجموعات التي شكلها اثر اغتيال الرئيس الحريري، اكد انهم تأثروا كباقي الناس بالامر ولكن انشاء مجموعات هو غير صحيح وهنا واجهه العميد بالقول ان لديه افادات لحوالى 12 شخصاً متطابق حيث تؤكد ان الصباغ هو المسؤول العسكري.

وبسؤاله عن عثمان التركماني - عمر حربه - اسعد النجار، فادي النجار ونبيل رحيم، اكد انه يعرفهم وهنا سأله العميد : جميع هؤلاء تحدثوا عنك. اما حسن الرطل فقد اوقف في وزارة الدفاع وتابع «الله على ما اقول شهيد» قالوا شو علاقتك بحسام الصباغ قال النجار دربني وطلبوا منه ان يقول حسام الصباغ.

وبسؤاله عن دفتردار نفى معرفته به، كما نفى معرفته بـ «ابو عبد الملك» (عبدالله الهيشي) السعودي. وهنا قال للعميد عندما قلت انك تعرف عني كل شيء فرحت. فرد العميد ان الاشياء التي اعرفها ليست جيدة وهذا كله نتيجة ما قرأته وهنا طلب منه الصباغ ان يسأل اصغر مخبر واكبرهم عنه، فسأله العميد لماذا تواريت عن الانظار؟ رد بانه بعد حصول قصة «فتح الاسلام»، استدعي جميع الشباب الذين كانوا يقصدون محله، وان فتحي يكن قال لهم انهم يحاولون تسوية الامور وعن المدة اكد انه توارى 7 سنوات.

اما الشيخ حمود فقد سأله العميد عن سبب توقيفه في السعودية حيث اكد ان الشيخ هلال تركماني له علاقات جيدة وانا كنت مديوناً على 30 الف دولار وهو طلب منا المساعدة وهو قصد السعودية برفقة الشيخ رحيم واتصل بشخص اعطاه رقم هاتفه الشيخ هلال مؤكداً له انه سيساعده فاتصل به لكنه اعتذر كونه في الكويت وارسل له شخصاً سعودياً يدعى ابو عبد الملك وهذا الاخير اتصل به وحددا موعد للقاء لكنه لم يأت وعاد واعتذر وحدد مكانا اخر لكنه تخلف عن المجيء، عندها اتصل بالشخص الكويتي واخبره بما حصل.

وبالنسبة لسبب توقيفه اكد انه اوقف خارج المطار بتهمة علاقته بـ «ابو عبد الملك» كونه تكفيرياً وسجن 8 سنوات نال بعدها البراءة وليس هناك من ورقة تثبت انه اوقف في السعودية.

وهنا سأله العميد عن سبب سفره الى السعودية وانه كان بامكانه ان يتلقى حوالة، فرد انه قصد السعودية للعلاج بالطب البديل لانه يعاني من مرض في الجهاز العصبي وهو ايضا يقصدها لشراء العطور لمحله، واكد ايضا انه لا يعرف دفتردار ولا الصباغ.

وبمواجهته بالتهمة التي وجهت اليه في السعودية كونه «مؤسس القاعدة» بلبنان نفى الامر مؤكدا انه اتهم بحمل فكر تكفيري، فان «القاعدة» تكفر جميع الدول، مشيراً الى انه لو كان هناك تعاون امني بين لبنان والسعودية، لتبين انه لم يلتق الشيخ.

وعن موقفه من التواجد الاميركي في العراق اكد انه ضد هذا الوجود والاجتياح، وهم كانوا مع فكرة الجهاد ولكن لم يكن بمقدورهم، وقد عدد القاب بعض الاشخاص منهم زهير عيسى (ابو حمزة) عدنان محمد (ابو بكر) حسام الصباغ (ابو مظهر).

وشدد في ختام الاستجواب على انه يعتبر مرشداً روحياً ومرجعية دينية لان لديه خبرة وكان امام مسجد.

وبسؤال وكيلة دفترار المحامية عليا شلحا لموكلها ان كان مع الجهاد في العراق وان كان يحمل فكراً سلفياً تكفيرياً، رد قائلا: انا سلفي وليس هناك تقسيم سلفي جهادي وسلفي تكفيري. بل من «يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم» وتصنيف الناس تكفيري صوفي غير صحيح والتكفيريون لا ينتسبون الى عقل اهل السنّة وان اقرب الناس اليهم هم الخوارج الذين قال عنهم النبي محمد يملكون في الاسلام كما «يملكون من الرمية» وان هذا التفكير اتى من الغلو والتطرف والتطلع وذلك بسبب عدم رجوعهم الى العلماء الراسخين بالعلم، وذلك اتى نتيجة الظلم ومثال على ذلك التصرف الذي قامت به المباحث في مصر في الخمسينات والستينات، الامر الذي ادى الى نشوء الجماعات التكفيرية.

وعاد ليكرر انه مسلم سني سلفي وهو لا يؤيد القاعدة الا بفكرهم الجهادي. مؤكداً انه ضد تكفير المجتمعات والمسلمين فرد عليه العميد، من هو عمر بكري، رد لا اعرف.

وعاد ليسرد رحلته الى العراق مؤكداً انه قاتل في العراق في منطقة السامراء وطلب نقله الى بغداد وعندما علموا انه درس في السعودية طلب منه ابو عاصم الجزائري ان يعلم، لكن عندما احتك جماعة «القاعدة» ورأى انهم يكفرون الناس احتج وبعد فترة سجن في منطقة بنات الحسن.

وهنا سأله العميد عن اقراره بالانتماء الى «كتائب عبدالله عزام» فرد انه لم يتم على الرغم من ان ماجد الماجد حاول مراراً ان يضمه الى «الكتائب».

كما اقسم «والله بالله» لم ابايع تنظيم القاعدة لا في العراق ولا في لبنان ولا في السعودية.

وبسؤال وكيلته ان كان كفر هناك؟ اكد ان مسؤول المحافظة الدالي ابو بكر قال له ذلك وان ابن تيمة يقول ينتقل من دار الاسلام ليلتحق بدار الكفر. وهنا سأله العميد هل ابن تيمة فكره يكفر فرد بالنفي مؤكدا انه لربما سمعها من احدهم لانه غير شرعي.

وعن نظرته للدولة اللبنانية اكد ان الدولة لا تحكم بالشرع وهو لا يكفر اعيان لبنان لان العلماء لم يكونوا يكفرون والشيخ بن باز السعودي هو شيخ السلفيين.

وعن نظرته للجيش اللبناني اكد انه جيش وطني وقد لفت الى ان احد الضباط قال له اثناء التحقيق تعرف حجمك، امام المحلق في فرع المعلومات الذي حقق معه في الريحانية، قال له «نحن نعرف انك دعوي ولست دموياً وان فكرك هو فكر رجل سلفي».