أشار وزير التربية ​الياس بو صعب​ إلى ان "الأستاذ الثانوي كان عندما يتم تعيينه في مدرسة بعيدة عن منطقته يذهب إلى مختار المحلة او البلدة أو رئيس بلديتها ليتم تأمين المنزل أو المكان الذي يأوي إليه في البلدة التي تم تعيينه فيها، وفجأة يصبح هذا المدرس أحد ابناء البلدة ويصبح من الصعب عليه تركها أثناء تأدية واجبه، واليوم ما أكثر طلبات النقل بين أفراد الهيئة التعليمية لكي يتقوقع كل في منطقته، فأنتم الجيل الذي نخسره ونتمنى أن يأتي جيل يشبهكم. نعم أخشى على المدرسة الرسمية وعلى التربية من موجات التعصب والإنغلاق حتى الإختناق، وأخشى على الأجيال من الجهل المتمثل في العقول المقفلة، فيما أن رسالة التربية ورسالة لبنان تقوم على الحرية والإنفتاح على الثقافات ، وتتألق على احترام الآخر وتقديس التنوع الذي يحمي الوحدة الوطنية من التفكك. أقول ذلك لأنني عرفتكم عن قرب مناضلين من أجل التربية ومدافعين عن حقكم في العيش الكريم، وأنا معكم في حقكم حتى لو اختلفنا في مرحلة معينة حول الأسلوب".

وخلال خفل تكريم 43 أستاذا متقاعدا للعام 2014 في ثانوية روضة الفيحاء في طرابلس، توجه إلى الأساتذة قائلا: "إن حقوقكم التي ناضلتم من أجلها وأنتم في الوظيفة التربوية، هي أمانة في ضميرنا، وسوف ندافع عنها ونسعى إلى إقرارها بالزخم نفسه الذي كان سابقا، لاقتناعنا بأن أفراد الهيئة التعليمية هم عنصر النجاح لأي تطوير في التعليم، ومن دون انخراطهم في هذه العملية، واندفاعهم من أجل تحقيقها، فإن كل الخطط تصبح فاشلة. إنها مناسبة أيها الأساتذة الكرام للاعتراف بجميلكم على الأجيال، لأن كل تلميذ يحمل في شخصيته بصمات من أساتذته، واعتقد أن بصماتكم راسخة عميقا في نفوس أجيال كثيرة، أحبت الوطن وضحت من أجله في كل الميادين. مبروك لكم العمر المديد والصحة الجيدة والراحة في ربوع عائلاتكم، وسعينا سيكون مستمرا لإنصافكم في تقاعدكم، وأملنا أن يتم تسريع إنجاز المباريات في مجلس الخدمة المدنية لرفد الثانويات بأساتذة جدد يسيرون على خطاكم لاستنهاض التعليم الرسمي وإعداد أجيال صالحة للبنان".