وصل وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ الى تشيلي، حيث التقى نظيره التشيلي هيرالدو مونيوز على مدى ساعة، جرى خلالها البحث في أزمات المنطقة وموضوع الإرهاب والعلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تطويرها.

ولفت باسيل الى أنه "تم خلال اللقاء، مناقشة عدد من المسائل السياسية لا سيما منها الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في المنطقة، لأننا نؤمن جميعنا أنّه يجب أن تتحقّق العدالة على هذا الصعيد. وفي موضوع الأزمة السورية التي يستغلّها الإرهاب ويسيطر عليها العنف، نحن نتطلّع الى إيجاد الحلّ السياسي والسلمي لهذه الأزمة"، موضحا أنه "تم مناقشة قضايا ثنائية ولاحظنا أنّ موضوع التبادل التجاري بين لبنان وتشيلي ضئيل جدّاً، وهو لا يعكس حجم المودّة والعلاقة بين شعبينا وبلدينا".

وأشار الى أننا "تطرّقنا الى ضرورة تقوية العمل سوياً من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وتسهيل تأشيرات الدخول، والعمل على تأمين خط طيران مباشر بين لبنان وتشيلي، ونتطلّع الى توقيع إتفاق تبادل في المستقبل القريب. سنعمل على تحقيق هذا الأمر وسنقوم بالتبادل الديبلوماسي وببرامج أمنية وعسكرية. وآمل أن يُحقّق هذا الأمر خطوة أولى باتجاه تقوية العلاقات بين بلدينا".

بدوره، قال مونيوز: "تبادلنا وجهات النظر أولاً في العلاقات الثنائية لا سيما على صعيد التبادل التجاري، واتفقنا على توقيع إتفاقيات تفاهم في المستقبل، وتعميق العلاقات على صعيد الأعمال. وأبلغت باسيل عن استعدادنا لاستكمال التعاون بين بلدينا في المسائل الأمنية والبرنامج الموضوع لهذا الأمر. ومن دواعي سروري استقبال شبّان ديبلوماسيين لتدريبهم في الأكاديمية الديبلوماسية في تشيلي"، مؤكدا أنه "وضعنا باسيل في المستجدات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط تحديداً في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، فتشيلي هي عضو غير دائم في مجلس الأمن خلال السنتين المقبلتين، الأمر الذي يُساعد لبنان والدول العربية في المنظمة الدولية".

من جهة أخرى، القى باسيل محاضرة في "الجامعة المركزية في تشيلي" في حضور عميد الجامعة رافاييل روسيل والهيئات التعليمية والأكاديمية وعدد كبير من الطلّاب، مشيرا الى أن "العالم شهد تطرواً مهماً منذ يومين، مع إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما إنهاء سياسة العزل المتبعة منذ أمد طويل ضد كوبا. إنّ انعطافاتٍ شبيهة ليست بغريبة عن العلاقات الدولية، حيث يمكن أن ينقلب الأعداء الى أصدقاء، وأن يتحوّل محور الشرّ إلى محور خير".

ورأى أن "ثمة أمثلة كثيرة في التاريخ الحديث تبين كيف أن سياسة العزل بالكاد أنجزت غاياتها. أولئك الذين يجادلون بأن سياسة العزل نجحت في مواجهة الإتحاد السوفياتي السابق، يجب ألا يتجاهلوا واقع التداعيات الجسيمة لتلك السياسة على طرفي العالم آنذاك"، لافتا الى أن "سياسات العزل أودت في معظم الحالات، إلى نتيجة من اثنتين؛ أولهما الحرب، والنتيجة الثانية الممكنة لسياسة العزل هي التجميد المدمّر للدولة".

وأكد باسيل أن "آثار العزل على الجماعات لا تقل سوءاً عن آثارها على الدول. عزل الجماعات لن يؤدي إلا إلى دفعها لتبنّي خيارات لاعقلانية، ومتطرّفة، ومنغلقة على الذات"، موضحا أن "المسيحيين في لبنان، حاولوا إيجاد أجنداتهم الخاصة، مدعومين من الغرب، ففشلوا. الشيعة حاولوا فعل الأمر نفسه عبر إيران، والسنة عبر السعودية، وسيفشلون بدورهم".

وشدد على أن "جماعات مختلفة في لبنان تعاني مخاوف جدية لجهة إمكانية التعرّض لممارسات العزل. هذه المشاعر المتزايدة الوتيرة باتت خطرة لجهة تهديدها التماسك الاجتماعي في البلاد، وإذكاء العصبيات الفوق وطنية. بكلامٍ آخر، فإنّ الفئة الاجتماعية التي تشعر بالعزل، وتالياً بالخطر، كمجموعة، سوف تسارع للبحث عن حليف خارج حدود الوطن لضمان المحافظة على وجودها ذاته"، معتبرا أن "الوقت مؤات لاستبدال نظام العزل بآخر جديد. بالإمكان أن نسميه نظام الإنخراط".

ثم التقى باسيل في مقر إقامته لجنة الصداقة البرلمانية التشيلية- اللبنانية التي ضمت رئيس اللجنة خورخي صبّاح اللبناني الأصل، ونائبه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس عيسى قورت الفلسطيني الأصل. وجرى عرض لوضع الجالية اللبنانية والعربية وتاريخ وجودها في تشيلي، وعمّا يمكن أن تقدّمه من طاقات إقتصادية للبلد. ودعاهم الوزير باسيل لزيارة لبنان والمشاركة في مؤتمر الطاقة الإغترابية الذي يُعقد في 21 و22 و23 آذار المقبل.

وعقد لقاء مع وفد من رجال الأعمال والمستثمرين المتحدّرين من أصل لبناني برئاسة عميد الجالية اللبنانية البروفسور كارلوس مسعد، وجرى عرض لكيفية تبادل الخبرات والتعاون الاقتصادي بين دول أميركا اللاتينية وبين لبنان وتشيلي، وأهمية تقديم التسهيلات في مجال استيراد البضائع والخدمات.