شدد أمين عام تيار "المستقبل" ​أحمد الحريري​ على أن "هذا البلد محكوم بالعيش الواحد، محكوم بالاعتدال، لأنه إذا تطرف خسر، وإذا ضاقت رؤياه احتضر"، لافتاً إلى أن "هذا "حكم مبرم لا عودة فيه إلى الوراء، لأننا في "تيار المستقبل"، ومنذ أيام رفيق الحريري، أوقفنا العد، ولا نوفر جهدا في سبيل تثبيت قيمة العيش المشترك، والتلاقي على كل ما هو مشترك بين اللبنانيين والعمل على تمتينه ومده بأعصاب المناعة التي تجعله يصمد في وجه كل الأعاصير الاقليمية والدولية التي تهب علينا".

وخلال "عشاء الميلاد" الذي أقامته منسقية التيار في طرابلس في منتجع الميرامار السياحي، اعتبر اننا "استطعنا في تيار المستقبل أن نجعل من الاعتدال مصدر قوة للبنان. فلتكن المعادلة اليوم: "شعب، جيش، اعتدال"، بعد أن سقطت باقي المعادلات التي أفقدت لبنان أي مناعة، وأي مقاومة".

وأشار إلى أنه "في 14 آذار من العام 2005 لم تكن دماء شهيدنا الكبير رفيق الحريري قد جفت بعد حين دعونا إلى تسوية. وبعد 7 أيار من العام 2008، لم تكن جراح بيروت قد ضمدت بعد، حين دعونا إلى مصارحة ومسامحة ورفضنا أن نرد على الرصاص بالرصاص وأن نستسقي الدم بالدم. جل ما نريده أن نصل إلى كلمة سواء بين اللبنانيين، وليس في ذلك أي ضعف بل قمة قوة. إذا ما سألنا أنفسنا: هل الذي حسب نفسه قويا بسلاحه ما زال يحسب نفسه قويا اليوم؟. هل نجح بسلاحه في تحقيق ما يريد أم أنه غارق في انتصاراته الوهمية؟. هل استطاع إلغاء أحد أو نجح في إخضاع أحد؟".

وأشار إلى أننا "اليوم في صدد البدء بحوار انطلاقا من إيماننا بأن مصلحة لبنان هي الأهم وبأنها تعلو على كل المصالح. وبأن مصلحة لبنان تستحق أن نبذل ما بوسعنا من أجل تحييد البلد عن النار السورية ومحاولة ترميم الخلل الذي أصاب الشراكة الوطنية، لعل وعسى يتخلى البعض عن استكباره ويعود من المستنقع الذي ذهب إليه عامدا متعمدا. لأننا في نهاية الأمر لبنانيون وقدرنا أن نعيش معا مهما بالغ البعض في غلوه أو انتفخ في قدراته العسكرية".

وشدد على "أن فرحتنا بالعيد تبقى ناقصة، فلا رئيس للجمهورية في قصر بعبدا، لكننا لن نفقد الأمل بالوصول إلى توافق على انتخابه في أقرب فرصة ممكنة، كما لن نفقد الأمل بالوصول إلى حل يعيد العسكريين المخطوفين سالمين إلى أحضان الأهل والوطن بالمقايضة أو بغيرها".

وأكد "أن المسلم في لبنان لن يكون بخير إذا لم يكن المسيحي بخير. أصوات المآذن ستبقى تعانق أجراس الكنائس، وشراكتنا مستمرة إلى آبد الآبدين دفاعا عن لبنان العظيم".