اشار وزير الخارجية ​جبران باسيل​ خلال زيارته الرسمية الخاطفة الى أسانسيون عاصمة الباراغواي ولقائه وزير الخارجية الباراغواني إيلاديو لويزاغا في مقر وزارة الخارجية في قصر بينينيو لوبيز في أسانسيون، الى اننا "بحثنا اليوم في هذه الزيارة المواضيع الثنائية المشتركة بين لبنان والباراغواي. شكرنا الوزير لويزاغا على استقباله لنا، ودعيناه لزيارة لبنان مع وفد وزاري ومن القطاع الخاص. اتفقنا معا على أن العلاقات بين بلدينا على المستوى السياسي جيدة وليس هناك من مشاكل، بل على العكس ثمة اتفاق على كل المواضيع المطروحة بين لبنان والباراغواي. هناك 100 ألف من أصل لبناني يعيشون في الباراغواي والعلاقات الإقتصادية يجب أن تكون على مستوى أعلى من التبادل التجاري لأن الباراغواي تصدر 17 مليون دولار للبنان وهو رقم قليل، فيما لبنان يصدر فقط مليون دولار اليها. ولهذا اتفقنا على تسريع اتفاقية التبادل التجاري الحر وتأمين تسهيل تأشيرات الدخول".

أضاف: "تطرقنا الى موضوع الأمن والسلام الدوليين، وقيمنا إيجابا إنفتاح أميركا تجاه كوبا نتيجة الخطوة الإيجابية التي قامت بها وأثرها على أميركا الجنوبية، وقد يكون لها الأثر نفسه على لبنان والمنطقة إذا ما اعتمد الأمر نفسه مع إيران لأن سياسة العزل أثبتت فشلها لأنها حدت من التقدم، بينما سياسة التورط والإنخراط الإيجابي تؤدي الى التقدم والإنفتاح وحل المشاكل". تابع: "نأمل في أن يحل الحوار مكان العزل والإنغلاق الذي لا يؤدي الى تطور مستوى المجتمعات. نأمل خيرا في هذه الخطوة التي اتخذتها أميركا بعد 50 عاما، لأن فيها الكثير من التقدم والتطور للبشر في المجالات كافة".

وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تطويرها وأوجه التشابه القائمة بينهما نظرا لوجود جالية لبنانية كبيرة في الباراغواي، وهي تؤثر في شكل إيجابي على البناء الإقتصادي في البلد. وتطرق النقاش الى تقوية العلاقات التجارية ودعوة المستثمرين اللبنانيين الى زيارة الباراغواي نظرا للتسهيلات التي تتميز بها عن غيرها من دول أميركا اللاتينية، وتشجيعهم في مجالات الصناعة، والتجارة والبنى التحتية. علما أن قوانين الباراغواي تحمي المستثمرين والاستثمارات، وتعتمد سياسة الضرائب المخفّضة على البضائع وقد تصل بالنسبة لبعض منها الى صفر %. كما جرى الحديث عن موضوع الإرهاب وانتشار الفكر التكفيري في البيئات الفقيرة والمضطهدة. وركز اللقاء على أهمية الوجود المسيحي في الشرق الاوسط بعامة ولبنان بخاصة، باعتباره نموذجا للتعايش بين الأديان.

من جهته، قال الوزير لويزاغا: "تطرقنا الى موضوع العلاقات الثنائية بين البلدين، وتحدثنا عن أهمية توقيع لبنان لمذكرة التفاهم مع الميركوسور وتشجيع التجارة بين لبنان ودول أميركا اللاتينية التي تضم 320 مليون نسمة من ضمنها الباراغواي". كما، أثنى على "دور الجالية اللبنانية وحضورها الفاعل في المجالات التجارية والعلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية".

وعرج باسيل والوفد المرافق على "مرقد رفاة الأبطال" والقادة العسكريين حيث أدت له ثلة من حرس الشرف في الباراغواي التحية، وعزفت الموسيقى النشيدان الوطنيان الأرغواني واللبناني. وجال باسيل في كنيسة الصعود حيث تسجى الرفاة. واطلعه رئيس التشريفات في الحرس الجمهوري على تاريخ الباراغواي والمراحل الإنتقالية التي مرت بها منذ عهد الاستقلال (1811) حتى يومنا". ودون باسيل في السجل الذهبي في "مرقد الأبطال" عبارة تقول: "يشرفنا أن نكون في بلد تكرم فيه الدولة شهداءها حفاظا على قيمها، شهداء دفعوا أغلى ما عندهم لكي يحافظوا على أغلى ما عندها".

وكان باسيل فور وصوله الى أسانسيون لبى دعوة السفارة اللبنانية في الباراغواي الى حفل استقبال ضم أبناء الجالية حيث التقاهم وتبادل معهم السلام والتحية والأحاديث والأرقام الهاتفية، بهدف الإستمرار في التواصل في ما بينهم ومع وزارة الخارجية في لبنان، لا سيما وأن الهدف من جولته الى دول أميركا اللاتينية تفقد أوضاع الجالية اللبنانية فيها، وربطها بوطنها الأم، وحضها على المحافظة على ارتباطها بلبنان.

وألقى باسيل كلمة جاء فيها: "تتميز الباراغواي بهجرة قديمة وأخرى حديثة، ونحن نأتي اليكم اليوم بفئتيكم لتشجيعكم على النزول الى لبنان، وربط أنفسكم بهذا البلد الذي يحبكم. فالذين جاؤوا الى الباراغواي منذ 100 عام لم يُقدموا على تعليم أولادهم اللغة العربية، غير أن المهاجرين حديثاً يتقنون اللغة. لهذا أطلب منكم أن تساعدوا بعضكم البعض كونكم منقسمين بين من يتقن اللغة ومن لا يعرفها لكي تحافظوا عليها. إن وضعكم هنا هو أسهل من الدول المجاورة لا سيما الأورغواي والأرجنتين وتشيلي حيث القليل من اللبنانيين يُتقن اللغة العربية. عليكم تعلمها والذهاب الى لبنان لتتعرفوا على البضاعة والمنتوجات اللبنانية. كما أنه على السفارة مساعدتكم لاسترداد الجنسية اللبنانية ما يتيح لكم العودة للتعرف على عائلاتكم وأقاربكم".

تابع: "إن لبنان يستحق أن نحافظ عليه لأنه بلد فريد من نوعه، لأنكم مهما جلتم في العالم، لن تجدوا بلدا مثل لبنان يتميز بالحضارة والتنوع والغنى الطبيعي. وبحسب الأرقام الرسمية نحن نستورد من الباراغواي منتوجات بقيمة 17 مليون دولار سنويا، في حين أن لبنان لا يصدر الى الباراغواي سوى ما قيمته مليون دولار فقط، ولهذا عليكم تشكيل سوق لبناني هنا واستهلاك البضاعة اللبنانية وتشجيع الآخرين على استهلاكها لكي تصل الى العالم. نريد منكم أن تحبوا لبنان أكثر وأن تحملوا رسالته في العالم".

واختتم باسيل والوفد المرافق جولته على دول أميركا اللاتينية بزيارة قام بها الى سد "إيتايبو" الذي يقع نصفه الأول في الباراغواي ونصفه الآخر في البرازيل (بارانا) كونه أكبر سد في العالم من حيث الإنتاج إذ ينتج 14000 ميغاوات في الساعة، ويبلغ حجم بحيرة المياه فيه 140 كلم، كما أنه يغذي 30% من الكهرباء في البرازيل.