اشار رئيس الحكومة ​تمام سلام​، الى انه في "ظل ما تم اعلانه من قبل الحكومة عن حداد عام على ضحايا الطائرة الجزائرية نتوجه الى عائلات الضحايا بالعزاء والمواساة، وهذه ضربة كبيرة للبنان لانهم ابناء عائلات لبنانية ذهبت لاجل البحث عن الرزق، موضحا ان "هذه الحادثة تحصل في العالم ولكن هذه المرة كانت من نصيب اللبنانيين الى جانب اخرين وهنا لا بد شكر فرنسا التي ساهمت بشكل فعال وجدي لتامين جثامين هؤلاء الضحايا".

وأكد سلام في حديث تلفزيوني، "اننا دائما نبحث عن اسباب وحجج ونبكي انفسنا، شركة الطيران الوطنية لها حساباتها واجراءاتها وهي تعرف اين يجب ان يكون لديها خطوطا جوية، وهل تدير الشركات العالمية امورها على العواطف؟ لا بل على الحسابات المالية والاقتصادية، فالقدر هنا فرض نفسه ولا يجب ان نزايد وان نجلد انفسنا في هذا الموضوع"، لافتا الى ان "وزير الخارجية جبران باسيل واكب هذه المعاناة منذ بدايتها وربما يعبر فيها بهذا الشكل العاطفي".

وشدد على ان "العسكريين الرهائن من جراء بعض التصرفات قد يبدو انهم اصبحوا ضعفاء وهذا خاطأ، لانهم ابطال وعلينا ان نتعاطى مع هذا الملف بكثير من الدقة، وهناك تنافس اعلامي مفتوح في هذا الملف وتنافس بين القوى السياسية وبين الاهالي انفسهم الذين لم يستمع لهم احدا كما انا فعلت"، ونحن من الاساس قلنا ان الموضوع حساس ودقيق فنحن لا نتعامل مع جهات بل مع حالة شاذة غير طبيعية ما يستدعي تحصين انفسنا وان لا نعطي انطباعات بان كل جهة تفاوض لوحدها، والتكتم هو الاساس للتقدم بهذا الموضوع، وكل المغالاة لم تفرج عن اي احد واذا ما استمر التزاحم والتسابق بين الجميع فلا نتيجة طيبة في هذا الملف"، موضحا ان "وزير الصحة وائل ابو فاعور لم يبلغني بأي تفويض لاحد ولم يصدر عنه اي بيان في هذا الاطار بل سعى منذ البداية بجهد شخصي وهذا مشكور فكل كل جهد يبذل ينتج عنه نتيجة طيبة نحن نرحب به".

وكشف ان "ملف العسكريين يتجه الى محلات مؤذية ومضرة كما حصل منذ 10 ايام انه تم اخلاء سبيل فلان وفلان ما اضطر الاجهزة الرسمية لنفيان الامر وهذا الامر كان يمكن ان يتسبب بأزمة، ويوجد تنافس على الاثارة وعلى من يجذب اكثر ومن هنا يجب ان يهدأ الجميع، وعلى الاعلام ان يتعامل مع هكذا موضوع حساس بدقة وعدم نشر كل المعلومات بشكل مستخف وهنا اتمنى ان يبعد هذا الملف عن الاثارة".

واوضح انه "يوجد تباينات سياسية على كثير من الملفات في لبنان لذلك قلت منذ البداية الرجاء ابعاد هذا الملف عن التسييس، متسائلا هل سمعنا اي امر عن مفاوضات "حزب الله"؟ وهل الدول التي تفاوض تنشر تفاصيل او اخبار ام نرى فقط المخطوفين قد حرروا؟ لا يوجد اسبقية لمن حرر بل الاهم ان نصل الى نتيجة خصوصا اننا نتعامل مع جهات لا ترحم".

كما وكشف سلام ان "لدينا خطوط عريضة فنحن لن نفاوض بالمفرق ولن نقبل بالتفاوض تحت وقع القتل، ولا مشكلة لدينا بالمقايضة وصحيح انه كان فريق ضد المقايضة وفريق معها وقد حاولنا التحرك ضمن الفريقين وما اطلبه اليوم التعاطي الجدي من قبل الخاطفين للتعاطي والتفاوض والاهم هو وقف القتل"، لافتا الى ان "هناك تنافس بين داعش والنصرة بين من هو متطرف اكثر لجذب المقاتلين وهذه المنافسة غير مريحة على الاطلاق ولذلك فالملف ليس له شبيه وهو شائك جدا وبكل تأكيد لا يحمل الاستعراض".

واعتبر سلاك "اننا كخلية ازمة شكلنا خلية امنية وهم من يزودنا بالمعلومات لنبني موقفنا، ونحن نتعاطى مع ارواح وليس مع عملية بيع وشراء، والجيش عندما يرى انه من خلال خطة عسكرية قادرا على تحقيق نتيجة فلن يتردد ونحن قد اعطينا الجيش غطاء سياسيا كاملا منذ زمن وليس اليوم، مضيفا انه "كان من الطبيعي ان نلجأ لطلب مساعدة قطر انما هي تحدد نوعية مساعدتها".

واعتبر سلام ان "الحكومة في بداية عملها تمكنت من انجازات غير مسبوقة ببعض اشهر فتم تعيين 45 موظفا فئة اولى وبتوافق الجميع وهذه الخطوة اعطت ثقة بالدولة ، كذلك باشرنا بالخطة الامنية التي اخذت مداها وحققت انجازات كبيرة، ثم وقعنا بالحظور عندما دخلنا بالفراغ الرئاسي وفشل مجلس النواب، واصبح الوزراء مجتمعون هم وكلاء، فعقدنا جلسات متعددة دون نتيجة وقلنا بالنهاية اننا لن نسير بأمر سوى بالتوافق، ما يعني ان الامور ستقف اذا لم يحصل التوافق وهذا ما ادى لتوقف ملفات كبرى"، فالحكومة تعبت بالرغم من تمسك الجميع داخليا وخارجيا بها، لاننا من دون حكومة سنذهب الى مكان اصعب ومن هنا نحن مستمرون ولكن لا يمكننا القول ان الحكومة تؤدي واجبها بشكل ممتاز".

واشار الى ان "استحقاق انتخاب رئاسة الجمهورية يجب ان يتحقق وعلى القوى السياسية الاجتماع وانتخاب رئيس الجمهورية واستكمال تلبية حاجات هذا الجسم، ونحن في حكومة نواكب انجازات الوزراء سواء في وزارة الصحة او وزارة المال، وعلى الوزير ان يقوم بمسؤولياته لا ان يأتي الى المجلس ليأخذ توجيهات ويذهب وندعم اي وزير يقوم بعمله".

واوضح ان "زياراتي الى الخارج عندما تتسنى لنا هي زيارات واجبة على مستوى العلاقات الثنائية بين الدول فالتواصل بين الدول هو المدخل لكثير من العلاقات، فمثلا عند زيارة دولة الامارات اثمرت في ان الامارات سوف ترسل سفيرا الى لبنان قريبا، وفي فرنسا كان من ابرز الامور اضافة الى توثيق العلاقة كان موضوع تسليح الجيش اللبناني بالمكرمة السعودية بقيمة 3 مليارات وهي مكرمة غير مسبوقة، وتم التوقيع النهائي على اللوائح النهائية ومن هنا الى اسبوعين ثلاثة سيتم التوقيع بالسعودية ليتم من بعدها تسليم اسلحة، هذا الاتفاق على مدة 45 شهرا"، وتمنينا بتسريع تسليم الاسلحة التي نحتاجها اليوم لاجل محاربة الارهاب وتعزيز قدرات الجيش وكان هناك تجاوب في هذا الامر.

وأكد ان "التجربة تدل على اننا من عام 1943 حتى اليوم ففي الاغلبية الساحقة من انتخاب رؤساء الجمهوريات كان للتدخل الخارجي حصة كبيرة باستثناء انتخابات عام 1970 وهذا حصل ايضا قبل انتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان، فمن الواضح ان اللبنانيين لوحدهم غير قادرين على انتخاب رئيس للجمهورية".

وشدد على "اننا نحتاج الى رئيس ماروني في لبنان مواجهة لكل العنصريات والتجزئة ونحن بحاجة لان تستمر صيغة التعايش وان تقوى لا ان تضعف لا سمح الله، واذا تم انتخاب رئيس للجمهورية فسوف تتغير الامور فورا وانا لا اتوقف على من هو الرئيس بل المطلوب ملىء الشغور ، الشرط هو ملىء المركز واذا كان له قوة تمثيلية فهذا عظيم، لا فقر بالطائفة المارونية والخيارات واسعة ويجب ألا ان نكون محصورين بشخصين او ثلاثة".

وكشف سلام انه "عرف من اصحاب الحوار ومن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري شخصيا، ان إبعاد البلد واهله عن اي تشنج او احتكاك مذهبي اصبح واجبا، وقال لي ان سحب الفتيل المذهبي اصبح ضروريا واظن ان الفريق الاخر ايضا ادرك اهمية هذا الامر"، معتبرا ان "الحوار لن يكون سهلا وهو لن يحل المشاكل بين ليلة وضحاها، ولكنه بمجرد الاعلان عنه تم تنفيس الاحتقان في البلد"، موضحا ان "رئيس المجلس النيابي نبيه بري في حاول كل المجالات من اجل الحوار، لان تمسكه بالدولة والوطن مسلم به وهو من اكبر المرجعيات السياسية التي تواكب هكذا امور".

ورأي ان "ما جرى في الامم المتحدة في قرار اقرار التعويضات للبنان جراء الهجوم الاسرائيلي على معمل الجية في لبنان هو انتصار معنوي كبير جدا للبنان"، مضيفا ان "التحديات بالعام الجديد قائمة ولكن يبقى التحدي الابزر انتخاب رئيس للجمهورية، يمكن من بعده الانتقال لامور اخرى تدعم الحياة السياسية ".

واكد سلام انه حتى اللحظة لا "أرى احدا قادر على الوقوف بوجه الاعلام اما فيما يتعلق بالمحكمة الدولية وابعادها فهذا امر ياخذ مداه وهو مستمر".