اشار رئيس حزب القوات اللبنانية ​سمير جعجع​ ان لا موعد محدد للقائه العماد مشال عون، لكن النية موجودة. أنا لدي النية الكبيرة جداً، ولدينا كقوات لبنانية قرار باستكمال الحوار بكافة المواضيع، حتى لو لم نتوصل الى نتائج. فالحوار بيننا سيشمل كافة المواضيع وليس محصوراً فقط برئاسة الجمهورية. إذا لم نتفاهم حول هذا الموضوع فهناك مواضيع أخرى للبحث، ووجهات النظر غير بعيدة بعضها عن بعض. قرار القوات اللبنانية أن نتابع الحوار على أوسع ما يكون، في محاولة للوصول الى نتائج، إذا أمكن، حول كل النقاط المطروحة، أو على الأقل حول بعضها. اضاف "اذا رأى عون أن ترشيحه لن يوصله الى أي مكان فلن يبقى متمسكاً به. وبالتالي نحن سنعطي الوقت للحوار ولن نتعب بسهولة، وسنبقى نتداول معه. موقفي واضح: نقول للجنرال إذا كان لديك حظ فليكن. ولكن إذا لم يكن لديك حظ فيجب ألا يبقى مقعد رئيس الجمهورية شاغراً، والانتخابات معطلة". ولفت في حديث الى "الاخبار" الى ان "كل الكلام مع العماد عون حتى لا يستمر الشغور طويلاً. أما من المسؤول عن هذا الشغور فهو من يرفض النزول الى الجلسات النيابية، المسؤول عن الفراغ هو الكتل النيابية التي تعطّل النصاب. النصاب موجود في الدستور ليس للتعطيل بل للانتخاب، ومن يتحمل المسؤولية هو من يعطله". واكد ان التواصل مستمر بيننا جميعاً، الكتائب والمردة ومع العماد عون. لقد عرض علينا أن نجتمع في بكركي، ولكن التواصل والاتصالات مستمرة بين الاطراف الاربعة يومياً، ولا يقدم أو يؤخر اجتماع بالزايد أو بالناقص. واشار الى ان "القوات وأنا شخصياً نقوم بالاتصالات اللازمة حتى نجري الانتخابات في أسرع وقت. لا أعرف إذا كنا سنتوفق بصراحة. لكننا نعتقد أنه لا يمكن لأي شخص أن يبقى معطلاً للانتخابات الى ما لا نهاية. قد يصلون الى وقت يرون فيه أن التعطيل لم يوصلهم الى شيء، لا بل إن البلد يضيع".

اضاف "ليس الرعاية الدولية هي التي تحمي لبنان. الوضع الامني ممسوك في البلد لأن الاحزاب الكبيرة متفقة على الحفاظ على الاستقرار. وكذلك فإن هناك إجماعاً من الجميع على مواجهة كل الجماعات المتطرفة في البلد. ولكن هذا لا يمنع من محاولة حصول أعمال مخلة بالامن كتفجيرات محدودة جداً وخليات، لكن يظل تأثيرها محدوداً ولا أعتقد أن هناك في المدى المنظور خوفاً على الاستقرار في لبنان. الجيش متمركز في شكل جدي ومطمئن على الحدود الشرقية".

ولفت الى ان البحث في السعودية كان متشعّباً وطال أموراً عدة. لم نبحث في التفاصيل، بل تناولنا أمور المنطقة ككل، وتكلمنا في الوضع اللبناني طويلاً، خصوصاً ما يجري على الحدود الشرقية والمساعدة السعودية التي قدمتها المملكة للجيش اللبناني وجاءت في توقيت مناسب تماماً. وكان لديّ سؤال وأنا هنا عن ردّ الفعل السريع الذي قاموا بها لدعم الجيش، وجوابهم أنهم تابعوا الاحداث التي تجري في لبنان وتنبّهوا الى أن لدى الجيش النية الكاملة، لكن ليست لديه الامكانات التي تمكّنه من تنفيذ المهمات الموكلة اليه، فقرروا المساعدة فوراً عبر هبتين. وهم مصمّمون على تقديمهما في أسرع وقت ممكن. واوضح ان الموضوع الثاني فهو رئاسة الجمهورية. هذا الموضوع سبق أن بحثته في الزيارة السابقة. ومنطق السعودية لا يزال هو نفسه، إما أن تتفقوا كمسيحيين على مرشح واحد، ونحن سنساعد بكل وسائلنا لتبنّي هذا الترشيح، علماً بأن السعودية تبدي تقديرها كثيراً لدور المسيحيين في لبنان، وإما أن تتفقوا مع الافرقاء الآخرين على مرشح توافقي. نافيا طرح السعوديين أسماءً توافقية لا في الزيارة الاخيرة ولا في التي سبقتها.

واعتبر ان الحوار بين المستقبل وحزب الله ضرورة سنية ــ شيعية. جرّب الحريري كثيراً أن يطرح موضوع تسخين انتخابات رئيس الجمهورية، وتسهيل انتخاب الرئيس، لكن الظاهر أن حزب الله لم يتجاوب، وطبعاً هذا الموضوع له علاقة بالعماد ميشال عون. حتى الآن يتضمن جدول الاعمال تفاصيل ضرورية لتخفيف الاحتقان السني ــ الشيعي. مثلاً الخطة الامنية في البقاع. لقد اتخذ الجيش تدابير أمنية جيدة في عرسال وفي طرابلس، فلماذا لا تطبّق الخطة في البقاع؟ إذاً الحوار أكثر ما يكون لتخفيف التوتر السني ــ الشيعي. وهذا التوتر في لبنان ليس سببه أحداث المنطقة. هي أحد الاسباب، وكان يمكن أن يبقى بعيداً ومقبولاً. لكنّ هناك تسعيراً في لبنان لهذا التوتر بسبب ممارسات السلطة التي تجعل الصيف والشتاء تحت سقف واحد. هذا ما يريدان أن يبحثاه، للحفاظ على الاستقرار أكثر مما هو حالياً. ولفت الى ان حزب الله كان يسعى دوماً لأن يصور نفسه بصورة المحاور المسالم، وأنه يتواصل مع كل الافرقاء، ولكن ليس أبعد من ذلك. الصورة فقط للشكل. لكن لا أعتقد أن هذه الحوارات أوصلت الى أي مكان. فهو موجود في الحكومة ولكنه يختلف مع المشاركين معه في نقاط كثيرة. واوضح ان حركته من دون جدول أعمال. الحزب دائماً يستبعدنا من اتصالاته، لأنه إذا لم يكن هناك مادة للبحث وإذا لا يوجد أي أمر نقترب به، فنحن لا نمشي ولا يخرج من الحوار أي نتيجة. نحن منفتحون على كل الطروحات، إلا أن الحزب لم يقدم أي طرح بعد من أجل أن يتقدم لبنان خطوة واحدة الى الامام. أما مع الرئيس نبيه بري فهناك أخذ وردّ بيننا وبينه، لأن هناك مواضيع عملية مطروحة ويمكن أن نتحاور بها.

واشار الى ات زيارة السعودية هي من ضمن الزيارات التي أقوم بها الى المملكة، أما بالنسبة الى الحركة الاقليمية، فخلاصاتي شخصياً من جراء هذه المحادثات مع كافة المسؤولين السعوديين أن الحركة الاقليمية حالياً هي حركة بلا بركة. لا شيء جدياً حتى الآن، علماً بأن الموفد الفرنسي كان يفترض أن يزور طهران الاسبوع الماضي، لكنه أرجأ زيارته. لا شيء جديداً ومتحركاً في بيروت وسوريا. وحده العراق يشهد بعض الحركة، لكن أيضا بسرعة قليلة جداً، عدا بعض العمليات العسكرية التي تحصل على الارض. وذكر انه تحدث مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري تحدثت في كل ما يتعلق بالرئاسيات، أي كل شيء. وبصراحة استعرضنا جميع الاسماء المطروحة. ولم نتخذ خلاصات ولم نتفق على شيء معين. لكننا استعرضنا كل التفاصيل وكل مواصفات الأسماء وتقويمنا لها، ولم يكن تقويمنا أو آراؤنا حولها بعيدة بعضنا عن بعض. وأجرينا جولة أفق كاملة وكل الخيارات المطروحة أمامنا حول الملف الرئاسي. واشار الى انه استعرض مع الحريري كل الاسماء المطروحة للرئاسة ولم نتفق على شيء معين.

واكد ان السعودية قلباً وقالباً مع السيادة اللبنانية. وإذا جرّب أي فريق الدخول الى لبنان، فالسعودية ستكون مع الدولة اللبنانية ومع الجيش، وليس مع أي فريق. وهي مع استقرار لبنان وبقائه دولة مستقلة، وستفعل أي شيء للحفاظ عليه. وأقصى تمنياتها أن تجرى الانتخابات في لبنان قريباً، وأسفها كبير لأن الانتخابات لم تحصل. واعتبر انه "من غير الوارد مطلقا حل أزمة سوريا مع بقاء الرئيس السوري بشار الاسد. حتى خلال لقاءاتي مع الموفد الروسي ميخائيل بوغدانوف ومع المسؤولين السعوديين، فإن الروس أصبحوا جاهزين لحل ما في سوريا، ولم يعد لديهم موقف عقائدي ممّا يجري فيها. ولكنهم يريدون جاهزية أميركية لهذا الحل وتبادله معهم. والاميركيون اليوم لا يبيعون ولا يشترون، وكلنا نرى كيف تتصرف الادارة الاميركية الحالية.