رحب رئيس مجلس النواب نبيه بري برئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني وبالوفد المرافق في لبنان، وقال: " كنا نتمنى ان تكون الزيارة في مرحلة من الاستقرار العام في نظام المنطقة ولبنان خاصة".

واضاف: "ان جولتكم في المنطقة تأتي في ذروة الضغط الاسرائيلي ليهودية الدولة والاستيطان وتوجيه تلميحات والتهديدات الى لبنان، وفي ذروة الهجمة التكفيرية على المنطقة. فالارهاب الصهيوني والتكفيري وجهان لعملة الجريمة نفسها ضد الانسانية.

وانطلاقاً من لبنان فإنه على مسافة ايام قليلة من انصراف العام 2014 الميلادي بأقل خسائر ممكنة على وطننا الذي افتداه ابناؤنا خصوصاً من الجيش مع من نسعى لتحريرهم، فأننا نأمل ان نحاط بدعم من اشقائنا واصدقائنا وفي الطليعة الجمهورية الاسلامية الايرانية على اكبر قدر من الاستقرار الامني والنقدي خلال عام 2015، والذي نسأل الله ان يكون عام يمن وخير على الجميع، ويكون مناسبة تتأكد اسرائيل من خلال الدروس والعبر من عجز القوة على تحقيق غاياتها، مع تحذيرنا المستمر من انها حكومة تسعى للهرب من مشكلاتها الداخلية والفلسطينية واستحقاقات التسوية لإجراء انتخابات مبكرة في الصندوق اللبناني".

ورأى بري ان الهجمة التكفيرية تحاول حرق العراق بعد سوريا، والهجمة العدوانية الاستيطانية وئدت في فلسطين وفشلت في لبنان بفضل المقاومة، وهي تحاول مدّ ايادي اخطبوطها الى الجولان وغيره، وتحاول تهويد فلسطين وقدس اقداسها المسجد المبارك.

واضاف: "بالامس اغتالت اسرائيل وزيراً فلسطينياً للاسرى والمعتقلين، وقبله حاولت تحويل غزة الى ركام. وفي هذه الاونة تنتصر فلسطين على نفسها رغم الفيتو ونحن اكثر قناعة بتحقيق عدالتها".

وتابع بري: "لقد تسارعت الاحداث منذ ان التقينا سوياً في 13 تشرين الاول في جينيف على هامش الدورة 113 للاتحاد البرلماني الدولي، وكان من ابرزها المحادثات حول ملف ايران النووي التي نرى انها اسست لما يمكن وصفه بمصلحة الجميع من دون استثناء بالسير بخطى ثابتة لتأكيد السلم والامن الاقليميين والدوليين، وهو الامر الذي يتجه الى التحقق خلال الاشهر المقبلة انشاءالله".

ورأى اولا ان الحرب الدولية الجوية في العراق وسوريا لن تؤدي الى استتباب الامن وان المطلوب نشر التوعية الايمانية الحقيقية والتنمية في خط موازى. اما ثانياً فان الحل في سوريا هو داخلي سياسي وليس جغرافياً، وهو لن يتحقق مع وجود حدود مفتوحة امام السلاح والمسلحين والتدفقات المالية، واخيرا ان الاساس الذي يجب ان يقوم عليه الاستقرار في الشرق ينطلق من اعادة بناء الثقة في العلاقات الايرانية-السعودية رغم كل ما حصل ويحصل. وان لبنان برأينا يرتب الجغرافيا البشرية النموذجية لصياغة هذه العلاقة.

وقال: "اتذكر يوم لقائنا الاخير سؤالكم لي عن خطوة اوباما المهمة خلال الاشهر الثلاثة المقبلة. لعلها في كوبا. انا ازعم ان احداً في الدنيا لا يستطيع معرفة الخطوة القادمة في الشرق خلال الدقائق الثلاث القادمة، لأن الشرق محكوم الى السحر لا الى الفكر".

واضاف: "انه مع احترامي للظروف المكانية والزمانية الراهنة ارى ان كل خطوة ثابتة تحتاج الى الانطلاق من بناء ثقة الناس بدولهم وبالمستقبل، ومن ثبات قوة عملهم وانتاجهم، ومن وضع خطة شاملة لمواجهة الفكر المتطرف والتسييس البغيض وحفظ حقوق الانسان في بلدنا. اما آن الاوان لإكتشاف كذبة الربيع بتحقيق الديموقراطية بالقوة وفي شرق اوسط مع الاسف غير مؤهل لها؟ قالها مفكر فرنسي في تسعينات القرن الثامن عشر هو بيك، قال " الديموقراطية تنمو ببطئ وليس من خلال ثورات عنيفة".

وقال :"وعلى المستوى العام استمرار دعم الشعب الفلسطيني لتحقيق امانيه الوطنية، لن اطيل عليكم وقد اوجزت القول الاّ انني اولاً واخيراً لا يفوتني ولا يفوت لبنان شكر ايران مرشداً ورئيساً ومجلساً للشورى وحكومة على استمرار دعمها للبنان خصوصاُ وللمقاومة اخصّاً، وسعيها الدائم لإزالة اثار الحروب الاسرائيلية وتزويد المقاومة بأسباب قوة الردع بمواجهة العدوان.

اجدد الترحيب بكم وبالوفد المرافق على امل في لقاء متجدد لما فيه خير ايران ولبنان".