استغربت مصادر ديبلوماسية غربية وعربية في بيروت ما يتعرض له الجيش اللبناني من هجمات ارهابية على أيدي مسلحي تنظيمي "النصرة" و"داعش" الذين يحتلون جرود عرسال مما أدى الى شهداء وجرحى في صفوفه فيما الاسلحة بين أيدي جنوده غير كافية.

وأبلغت امس وزارات خارجية بلادها عن شراسة المواجهات، وان الملحقين العسكريين وضعوا تقويما لها وتبين انه يجب وضع حد للمجموعات الارهابية التي تحتل جرود عرسال العالية والتي لا يمكن السيطرة عليها لاقتلاعها لا باستعمال طيران حربي قادر على شل حركتهم قبل فوات الاوان. وفي معلومات تلك الدول ان مسلحي التنظيمين الارهابيين المرابطين في تلك الجرود ينتظرون ذوبان الثلج وربما فصل الربيع ليشنوا هجوما واسعا على مراكز الجيش.

وسأل احد الوزراء البارزين عبر "النهار" طالبا عدم ذكر اسمه ألا ترى قيادة "التحالف الدولي" لمواجهة "داعش" و"النصرة" ان الهجمات على تجمعات الجيش اللبناني من جرود عرسال هي اعمال ارهابية وكل مرة يستشهد فيها جنود أو يجرحون؟ وألا تستوجب هذه الحالة ان يساند سلاح جو "التحالف" مواقع الجيش التي تتعرض للهجمات المفاجئة علما ان لبنان شارك في الاجتماع التأسيسي لهذا "التحالف"؟ صحيح ان قيادة الجيش لم تطلب المساندة، ولكن السؤال المطروح في حال طلبتها هل سيلبي سلاح جو التحالف؟ هل ينتظر التحالف وقوع المزيد من الشهداء واختراقات ارهابية لقرى شيعية ومسيحية بدليل ان اشتباكات امس كان مسرحها جرود رأس بعلبك التي يحاول الإرهابيون من خلالها اختراق قرى مسيحية وشيعية لارتكاب جرائم مذهبية كما حصل في كل من سوريا والعراق؟

أسئلة مطروحة بقوة وقبل فوات الاوان، لأن للارهابيين مخططا في لبنان يهدفون الى تنفيذه، وفحواها التالي ما هو التفسير للصمت الدولي وعلى الاخص الاميركي حيال غزو الارهاب لبنان عبر الحدود الشرقية، علما أن في بعض الشمال بعض الاتباع والمؤيدين له، وقد ظهروا على شاشات التلفزة في مناسبات عدة؟

وتدارك قيادي معني بالقول "ان الاسئلة المطروحة لا تعني بالضرورة ان لبنان يدعو "التحالف الدولي" الى شن حرب بالنيابة عن جيشه الذي برهن ضباطه وجنوده شجاعة وبسالة ومواجهة قل مثيلها في الجيوش العربية لا سيما في مواجهة ميليشيات ارهابية تستعمل كل الوسائل لتحقيق أهدافها. ودعا القيادي الى تسليح الجيش بمقاتلات حربية نفاثة وان تتجاوز الدول المعنية الضغوط التي تمارسها اسرائيل عليها بحجة تخوفها ان تستعمل تلك المقاتلات ضدها. وأكد أن لا سبب للتذرع بعدم وجود اموال لشراء طائرات حربية تمكن الجيش من حماية الاراضي اللبنانية من الغزو الارهابي الذي يفعل بالجيش ما لم يفعله العدو. مليارات الملك السعودي الراحل الاربعة اصبحت موجودة ويجب صرفها على السلاح الحديث الذي يخيف التنظيمات الارهابية.

وشدد على أهمية ان تعيد القيادتان السياسية والعسكرية النظر في سبل تقوية الجيش ليس عددا فحسب بل عدة وعديدا ايضا في وقت واحد ولم يعد جائزا ابقاء الجيش بعدده الحالي او من دون أسلحة ملائمة لمواجهة الارهاب واسرائيل التي جددت أمس عبر وزير دفاعها موشي يعالون تلويحها برد انتقامي في حال سمح لبنان لمقاتلي "حزب الله شن هجوم على جيشها من أراضيه!