من حكمة الشيوخ إلى عزيمة الشباب... المملكة العربية السعودية دخلت في هذا الإختبار الحكيم:

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبد العزيز، من جيل حكمة الشيوخ، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ووزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، من جيل عزيمة الشباب.

ومن حسن حظ لبنان، ان الحليف الأول للمملكة فيه، الرئيس سعد الحريري، أسعفه قدره في أن يكون على أكثر من علاقة مميزة بجيل حكمة الشيوخ وجيل عزيمة الشباب.

***

حين رحيل الملك عبدالله طيب الله ثراه، توجَّهت الأنظار بسرعةٍ في لبنان إلى بيت الوسط، وكيف سيتعاطى مع الحدث الجلل، الرئيس سعد الحريري كان في المملكة وفي مقدِّم المشيعين والمعزين في آنٍ واحد.

أما الإهتمام فتمثَّل في الوفود التي توجهت الى المملكة لتوجيه واجب العزاء، هناك الوفد الرسمي وهناك الوفد السياسي، والجامع المشترك بين الوفدين ان مستوى المشاركين فيهما دلَّ على وفاء لبنان للمملكة بمقدار اهتمام المملكة بلبنان.

***

يُدرِك الرئيس سعد الحريري ان التحديات أكبر من كبيرة سواء في المملكة او في لبنان، والعنوان الأكبر لهذه التحديات هو الإرهاب، لذا فإن قوس الأزمة من الرياض إلى بيروت سيكون تحت هذا العنوان، وليس من باب المصادفة ان المملكة حين قررت رفع مستوى مواجهتها للإرهاب إختارت الرئيس سعد الحريري ليكون خط الدفاع الاول فأُعطيت المساعدة عبره، وهو جاء إلى لبنان على وجه السرعة من أجل ترتيب أمر هذه المساعدة.

هذا من الجانب اللبناني، أما من الجانب السعودي فهناك الامير محمد بن نايف الذي يصفه الإعلام الغربي بأنه جنرال الحرب على الإرهاب، حتى أن مسؤولين أميركيين وأوروبيين، شددوا على انه قائد أكثر العمليات الفعّالة لمكافحة الإرهاب في العالم.

هكذا سيجد الرئيس سعد الحريري داعمًا كبيرًا للبنان في مكافحة الإرهاب. وجيل الشباب إنضم اليه الأمير الشاب محمد بن سلمان الذي أصبح وزيرا للدفاع ورئيساً للديوان الملكي، وهو يبلغ من العمر 34 عامًا.

***

والهم اللبناني حاضرٌ دائمًا في عقل الرئيس الحريري وفي قلبه، وفي حلِّه وترحاله، فهو اغتنم فرصة وجود الوفد السياسي اللبناني في المملكة فاستضافه وكان بحث في المواضيع السياسية الداخلية والإستحقاقات التي تواجهها البلاد في ظل المواجهة المفتوحة مع الاٍرهاب والاستهداف المتكرر للجيش في ظل الشغور في سدة الرئاسة.

***

إنها مرحلة جديدة مفتوحةٌ على مصراعيها على كل الاحتمالات، ولهذا فإن الرئيس سعد الحريري يجمع الملفات ويدرسها مع أصحاب الشأن سواء أكانوا لبنانيين او غير لبنانيين ليكون في حال جهوزية تامة عند نضوج الاستحقاقات.