أشارت صحيفة "الراية" الى أن "إسرائيل ظلت في كل يوم تُفاجئ ال​فلسطين​يين بانتهاك جديد لحرمة الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس، فهي بعد ما سمحت لمستوطنين ومسؤولين في وزارة خارجيتها باقتحام باحات المسجد الأقصى في عملية استفزازيّة، ها هي تقرّر توسيع الاستيطان ببيت لحم وتصدر أوامر بهدم مبانٍ في القدس الشريف في عملية تهدف لتوسيع الاستيطان ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية وتنفيذ مخطط القدس الكبرى"، موضحة أن "خطورة هذه الممارسات الإسرائيلية أنها تتم وفق مخطط واضح يهدف أساسا لمصادرة الأراضي الفلسطينية وخنق ما تبقى منها بمستوطنات يهودية استباقا لإعلان الدولة الفلسطينية التي لن تكون لها حدود ولا منافذ في ظل هذه المخططات، ومن هنا فإن المطلوب من العرب قبل الفلسطينيين الانتباه لهذه المخططات التي تشمل إنشاء مستوطنات جديدة وهدم منازل الفلسطينيين بالقدس، حيث بلغ عدد المنازل التي تم هدمها خلال عام 2014 أكثر من 590 منزلا".

وشددت الصحيفة على أنه "حان الوقت عربيا لمواجهة هذه المخططات التى تسابق إسرائيل الزمن من أجل تنفيذها، حيث تذهب أكثر من ثلث ميزانية وزارة إسكانها لدعم مشاريع الاستيطان، كما أن إسرائيل بدأت تنفذ مخططًا لفصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها من خلال توسيع المستوطنات المحيطة بقطاع غزة وبناء مشاريع جديدة كبرى تهدف لجذب المزيد من المستوطنين، ولذلك فإن إسرائيل تحاول استغلال انشغال المجتمع الدولي بقضايا أخرى من أجل تنفيذ مخططاتها بعدما تنصلت عمدًا من جهود السلام وقتلت العملية السلمية في مهدها"، لافتة الى أنه "المطلوب فلسطينيا الانتباه أولاً لهذا المخطط ولن يتم ذلك إلا بترك الخلافات الجانبيّة التي أعاقت عمل حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية التي جاء تشكيلها في ظل ظرف دقيق يواجه القضية الفلسطينية التي تتربص بها إسرائيل من كل جانب، وإن ممارساتها اليومية ضد الفلسطينيين هي وسيلة من وسائل الضغط عليهم وشغلهم عن الهم الأكبر وهو قيام الدولة التي ستصبح حقيقة في القريب العاجل بعد اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمات دولية ودول غربية بفلسطين كدولة".

ودعت الى "تحرّك فلسطيني سريع في المحافل الدولية بغطاء عربي وإسلامي ليس لفضح المخططات الاستيطانية الإسرائيلية التي أصبحت لا تنطلي على أحد وإنما لإجبار المجتمع الدولي من أجل وضع حد للاستيطان وتدنيس القدس الشريف بقرار حاسم، كما أن المطلوب تحويل الدعم العربي للفلسطينيين بخصوص الذهاب إلى مجلس الأمن إلى قرارات عربية ملزمة تكون غطاءً سياسيًا في المنظمات الدولية، بحيث تكون قضيتا تدنيس المسجد الأقصى والاستيطان ومصادرة الأراضي ليستا قضيتين فلسطينيتين فقط وإنما قضيتان عربيتان وإسلاميتان ودوليتان، باعتبار أن هذه المخططات هي محاولة من الحكومة الإسرائيلية للبحث عن أعذار للتنصل من التزاماتها بحل الدولتين الذي يضمن في النهاية قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".