رأى بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك ​غريغوريوس الثالث لحام​ خلال افتتاح المركز العالمي لحوار الحضارات "لقاء"، بمشاركة كليتي الطب والصحة العامة في الجامعة اللبنانية وجامعة DESCARTE - PARIS، المؤتمر العلمي الدولي بعنوان "الأخلاق الطبية وحوار الحضارات"، أن "عنوان هذا المؤتمر يشمل كل الأمور المتعلقة بحياة الإنسان الأخلاقية. والأخلاق مرتبطة بالحياة وقيمتها وكرامة الإنسان وقيمته وحرية الفرد وقيمته. الله أكرم الإنسان بكرامة ما بعدها كرامة فخلقه على صورته ومثاله"، مشيراً الى أن "تعليم الكنيسة حول الأخلاق والحياة، مرتكز على القيمة المطلقة للإنسان. وهذه بعض التوجيهات الأساسية التي نجدها في وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني الأولى بين أعمال المجمع في "الدستور الراعوي حول الكنيسة في عالم اليوم".

واعتبر لحام ان "الخطيئة تكمن في فقدان هذين البعدين أو أحدهما. والأخلاقيات يجب أن تؤمن هذين البعدين الأساسيين في حياة كل إنسان، احترام العلاقة مع خالقه وتنميتها، والعلاقة مع الآخر، مع أخيه الإنسان"، لافتاً الى أن "هذه هي المنظومة الأساسية التي ترتكز عليها الأخلاقيات في المسيحية، وبالتحديد في الكنيسة الكاثوليكية"، مشيراً الى إن "ظروف الإنسان في عالم اليوم تؤثر تأثيرا كبيرا على موقف الإنسان من الأمور الحياتية والقيم الدينية والاجتماعية".

وتطرأ لحام الى علامات الأزمنة على ضوء الانجيل، وهي " كرامة الضمير، عظمة الحرية، أمور تتعارض مع كرامة الإنسان، كرامة الإنسان وكرامة الجسد، الإيمان والثقافة، التطور الإقتصادي في خدمة الإنسان، خيرات الأرض لجميع الناس، الحرب الشاملة، سباق التسلح، تحريم الحرب تحريما مطلقا والعمل الدولي لتجنبها، دور المسيحيين في التعاون الدولي، دور كل مؤمن ودور الكنائس الخاصة، غياب الله عن العالم، بولس الرسول وأخلاقيات الحياة، رسائل البابوات، بعض الأسباب العميقة للعبودية، ترابط تعليم الكنيسة والقيم الأخلاقية".

وأكد انه "على المسيحيين أن يساهموا طوعا وعن طيب خاطر في قيام النظام الدولي الذي ينبغي أن يتأسس على الاحترام الصريح للحريات المشروعة والإخاء الودود بين الجميع. وسيدفعهم إلى القيام بذلك بترحيب كامل كون معظم العالم يتألم ويعاني، لدرجة أن المسيح نفسه في شخص الفقراء يطالب ويستصرخ بذل ومحبة كل تلاميذه. فلنتدارك إذن الشك المتأتي من كون بعض الدول التي يلقب سكانها بالمسيحيين يتمتعون بفيض من الخيرات بينما نرى بقية الدول محرومة من ضروريات الحياة وتقاسي الجوع والمرض وكل ألوان الشقاء. إن روح الفقر والمحبة هي فخر كنيسة المسيح وعلامتها المميزة ".