لا شك ان جلسات محاكمة المتهمين باحداث عبرا تسير بسرعة قياسا بالمحاكمات التي تجري بشكل عام، خصوصا ان الملف دقيق وحساس ومتشعب، ويفوق فيه عدد المتهمين الـ 50.

هذه الجلسات لم ترجأ الا مرة واحدة بسبب غياب عدد من المتهمين وعدم حضور بعض المحامين، ويبدو ان هناك اصراراً من قبل رئاسة المحكمة التي يتولاها العميد الركن الطيار خليل ابراهيم على متابعة الجلسات وقد ظهر هذا الامر جليا في جلسة البارحة حيث غاب وكيل المتهم نعيم عباس المحامي طارق شندب وقد سأل العميد ابراهيم المتهم ان كان يصر على حضور محاميه، نظرا الى ان الامر سيؤدي الى ارجاء الجلسة فرد عباس انه مصر على حضور وكيله وهو لم يلتقيه الا مرة واحدة وسيسأله عن السبب في حا ل اتصل به، فسأله العميد ان كان يقبل بحضور محام آخر الى جانبه كي يتم السير بالجلسة، فرفضت المحامية زينة المصري الحضور عن شندب كون الاخير طلب منها عدم تمثيله وهو لا يريد حضور الجلسات، وهنا تطوع المحامي عارف ضاهر فقبلت الرئاسة كما قبلت المحامية عليا شلحا الحضور مع المتهم محسن الشعبان الذي تغيب وكيله، كما لم يحضر المتهم المخلى سبيله هادي القواس فتقرر محاكمته غيابيا، واللافت ان احد المتهمين طلب الكلام حيث توجه بالشكر الى رئيس المحكمة على تسريعه الجلسات وهو يضم صوته الى صوت الرئيس لناحية عدم تعطيل الجلسات، فرد عليه العميد ان ليس لديه اعتراض على اسئلة المحامين التي يجب ان تكون لها علاقة بالجريمة، بعد ان كان احد المحامين قد طرح عدة اسئلة لا تتعلق بموكله، وهنا لفت العميد ابراهيم الى ان هناك 9 موقوفين جدد في القضية وعلى الرغم من وصول ملفاتهم الى رئاسة المحكمة فقد قرر عدم ضمهم لهذا الملف لكي لا يعرقل سير الجلسة واضافة الى ذلك هناك امر آخر قد اشارت اليه المحامية زينة المصري ويتعلق بموكلها عبد الباسط بركات حيث كانت قد تقدمت الى رئاسة المحكمة بطلب تخلية سبيل لموكلها بعد ان زودتهم بغرض مدمج يظهر فيه موكلها وهو يتعرض للضرب من عناصر اما ترتدي لباس الجيش اللبناني او انها من عناصره، مطالبة بعرضه علانية، فرد العميد بانه يرفض عرضه امام الاعلام انما بجلسة سرية، كونه لا يريد تعريض اي عنصر من الجيش للخطر خصوصا ان العسكريين يدفعون دمهم في سبيلنا ولذلك اما ان يكون لدينا ثقة بالبلد او لا يكون، فلا يجوز إن تعرض احد المتهمين الى ضربة كف ان تقوم الدنيا ولا تقعد، لا سيما وان عناصر وضباط الجيش يتعرضون للذبح، لذا فان المس بالمؤسسة العسكرية هو خط احمر، وان احداث عبرا ذهب ضحيتها اكثر من 20 شهيداً هذا بالاضافة الى عدد الجرحى والمنازل التي دمرت.

فردت المحامية المصري انها لا تنظر الى ا لملف من خلفية سياسية ما وهي لبنانية تحترم الجيش ولكن موكلها تعرض للضرب قبل الاستجواب، وان عرض القرص المدمج ليس للتشهير ولا لتحقيق سبق اعلامي، فطلب منها العميد تقديم طلب ليضم عرض الفيلم على هيئة المحكمة بحضور المحامين.

وقد وجه المحامي محمد المراد ملاحظة طلب فيها من وسائل الاعلام توخي الدقة في النشر وهنا توجه العميد للجميع بالقول انه لا يقبل التشهير باحد وان احد المتهمين تناوله شخصيا وهو لفت اثناء الاستجواب ان هذا المتهم قال ان رئيس المحكمة عرض صورا وفيديوهات حيث تبين له ان هناك طرف ثالث «دخل على الخط» وهذا الامر غير صحيح انما ما ورد اتى على لسان الموقوفين وقد ارجئت الجلسة بعد استجواب 7 متهمين حيث افتتحت الجلسة عند الساعة الثانية عشرة بعدما تم سوق المتهمين من جزين ورومية وعاليه وغيرها من السجون وقد رفعت الجلسة عند الساعة الرابعة والنصف وقد عاون رئيس المحكمة المستشار المدني القاضي محمد درباس بحضور النائب العام المفوض لدى المحكمة القاضي هاني حلمي الحجار.

وقد استجوب بداية المتهم محمد حمدان بحضور وكيله المحامي محمد يموت، وقد اكد المتهم انه يملك محلا لبيع الهواتف الخلوية في عبرا وبسؤاله عن علاقته باحمد الاسير، قال انه بدأ يتردد الى مسجد بلال بن رباح عام 2009 وهو شارك في الاعتصامات.

وبسؤاله عن قطع الطرقات اكد ان مصلحته تقتضي التعاون مع مؤيدي الاسير كونهم زبائنه، وهو كان بمجموعة دعوية رقم 17 المؤلفة من محمد عدنان البابا - علي الاخضر - محمد خوندي - اسامة شريف وغيرهم، وهم كانوا يخرجون في جولات دعوية.

واكد حمدان ان الاسير انشأ مجلس شورى للدعوة وكان «ابو بكر» (احمد الحريري) هو المسؤول وكان يضم 50 شخصا. واضاف انه كان هناك 18 مجموعة كل مجموعة فيها شخصين وكان «ابو بكر» يجمعهم كل نهار اثنين ليتم تقسيم المجموعات وقد نفى ان يكون ايد انشاء المجموعة المسلحة وهو عند اعلان الاسير الامر كان متواجدا في القاعة، والى جانبه راشد شعبان الذي سأله في نهاية المؤتمر الصحافي عن الامر، فرد عليه انه لا يدخل في هكذا مشروع اضافة الى ان ليس لديه المال لشراء بندقية، وهو علم بوجود السلاح من خلال الاعلام واحاديث الشباب في المسجد وعن مكان تواجده في 23/6/2013 اكد انه كان بمحله وكان لديه زبون حيث تعرض للرصاص واضطر الى الهروب عبر شارع فرعي اوصله الى المسجد حيث رأى عدداً من المواطنين ومن المسلحين المقنعين، وهو اختبأ في مدخل البناية، وقد انهار بعد سماعه اصوات القذائف وبقي في مكانه الى اليوم الثاني حين هدأت الاوضاع حوالى الساعة الحادية عشرة. وبسؤاله ان كان علي وحيد مرافق الاسير رد بانه سائق عائلته فقط وهو عندما رآه لم يكن يحمل السلاح، وهو قال له ان الشيخ غادر و«يلي بدو يفل يفل».

وقد تابع حمدان مؤكدا انه قصد منزل آل الصفدية. وبسؤال القاضي الحجار عن ابو حمزه (محمد النقوزي) اكد انه المسؤول العسكري وهو يعرفه لكن ليس على تواصل معه وهو كان دائما الى جانب الشيخ، كما نفى ان يكون لديه فكره عن هيكلية المقاومة الحرة وان من تحدث عنهم هم مشهورون.

ـ وهبه والعمل الدعوي ـ

اما بالنسبة لاستاذ الرياضة محمد وهبه وكيله المحامي سامر حنا فقد نفى ان يكون قام بتدريب عناصر الاسير وهو بدأ يتردد الى المسجد عام 2006 ولم يكن يواظب على الصلاة ولم يشارك في كل الاعتصامات كونه عليه ان يعطي 24 حصة رياضة وهو شارك في العمل الدعوي عبر اقامة مباريات في الكرة.

وعن اسماء المجموعات التي اعطاها نفى الامر مؤكدا ان الاسير كان يتعاطى بشكل سري، وعن رموز التواصل الهاتفي مثل (تامر) اكد انه تعني تجمع في المسجد (تامر ضروري) تجمع بسرعة اما احمد (تجمع مسلح) فهو لم يعلم بها. وسأله العميد لماذا هذه الرموز فاكد انها اسرع خصوصا ان العدد كبير.

وبسؤاله عن صلاح الزين، غالب حمود - حسن ابو طبلة قال انهم من مجموعته الدعوية نافيا ان يكون منزله مكان للتجمع.

اما بالنسبة ليوم 23/6 فقد اكد انه كان في منزله ولم تصله اية رسالة فقداتصل به «ابو الوليد» (احمد قبلاوي) ليطمئن عليه. لكنه لم يعد يذكر عدد المرات كما لم يعد يذكر رقم هاتفه، ونفى ان يكون استدعى اية مجموعة او ان يكون قد اتصل بـ«ابو الوليد» ليقول ان لديه نقص فارسل له 4 مقنعين، انما رأى على سلالم البناية 4 مقنعين سمعهم يتحدثون الى بعضهم وهم كما سمع «ابو عبد الملك» - «ابو عبد الرحمن» «ابو محمد» «ابو يوسف».

وهنا قال العميد ان نقطة التجمع في منزل وهبه الذي نفى الامر مؤكدا ايضا ان «ابو الوليد» لم يطلب منه سحب العناصر وهو قصد منطقة صبرا وبقي هناك 14 يوما وهو امر يقوم به دائما.

وبسؤال القاضي حجار ان كان يؤيد الاسير بهجومه على الجيش رد بانه مستحيل ان يقف معه في هذا الامر وهو اكد انه يوم 23/6 اصطحب عائلته الى المسبح بعد ان اتصل به اخاه لكنه اوصلهم وعاد ليجلب ثياب السباحة فحصل الاشكال ولم يستطع الخروج.

وبسؤاله عن مكان تواجده في 18/6 اكد انه كان في المدرسة وقد انتهى استجواب وهبه بطلب توجيه كتاب لشركة الفا والـ م. تي. سي للحصول على حركة الاتصالات والرسائل النصية لهاتفه بتاريخ 23 و24 و25/6/2013.

ـ الحسن يقل المناصرين ـ

محمد عبد الجبار الحسن وكيله المحامي محمد المراد كان يوصل شباب الاسير لدراسة الدين كونه يعمل سائق تاكسي في الليل وهو قام بتبليط غرفتين للاسير مقابل 150 دولاراً وهو كان ينتظر المصلين في الخارج وهو يسكن في منطقة سيروب. كما اكد انه عندما تحصل الاعتصامات كان ينقل الاعلام واليافطات مقابل المال ولديه صورة واحدة مع الاسير.

وفي 23/6 كان في منزله وذهب لاحضار زوجته من منزل اهلها في عبرا.

وهنا سأله العميد ان كان شقيقه منتمياً الى «جند الشام» فرد بالايجاب لكنه نفى ان يكون قد دخل هو وبعض العناصر الى منزله لاطلاق النار على الجيش كونه يطل على حاجز الجيش وعن الرسالة التي وجهها الى احدى صديقاته قائلاً لها «انا بحالة خطر يمكن ان استشهد» فرد انه كان يمازحها، وهو لم ينتم الى اي تنظيم الا لحركة «فتح» ولديه فرقة دبكة ويهوى الشعر وقد طلبت المحكمة توجيه كتاب الى شركة الفا والـ MTC لتزويدها بالرسائل النصية لهاتف المتهم وتحديد الحركة الجغرافية.

وبسؤال المحامي مراد عما شاهده موكله اثناء انتقاله من سيروب الى عبرا اكد انه رأى حاجز ضخم لسرايا المقاومة قرب ثكنة محمد زغيب بعضهم ملثم والبعض الآخر لا وهو مرّ على 3 حواجز لـ«سرايا المقاومة» عند دوار القناية ولم يرهم يطلقون النار.

ـ «ابو بكر» وازالة حاجز الجيش ـ

اما محمد ابراهيم صلاح وكيله المحامي محمد المراد فهو يعمل كسائق اجرة ومنزله يبعد حوالى 700 متر عن مجمع الاسير وهو يحضر تعاليم دينية في اوقات الفراغ، مؤكداً انه كان بمجموعة دعوية يرأسها الشيخ راشد وان هناك 20 مجموعة تضم كل واحدة بين 5 و6 عناصر.

وبسؤاله عن «ابو حمزة» (محمد النقوزي) اكد انه يعرفه كونه سائق تاكسي وهو متزوج من شقيقة مسؤول الامن لدى الاسير فادي السوسي.

وهو اكد انه تدرب مرة واحدة على سلاح الكلاشين و«ابو حمزة» من قام بتدريبه.

وعن يوم 23/6 اكد انه كان في المسجد وعرض عليه العميد عدة صور بينها واحدة تبين وهو داخل احد المتاريس فرد انه كان بين الخيمتين ولم يكن مسلحاً وهو قصد المسجد بعدما أوصل زوجته الى مكان عملها عند شقيقها حوالى الـ 12.30 ظهراً.

وهو رأى الاسير يتحدث الى «أبو بكر» تحت الخيمة طالباً منه ان يحل الاشكال والاتصال بقيادة الجيش فنزلوا وهم مسلحين وقد اعتقد ان الاشكال سيحل كما في السابق عندما دفع احد العسكريين امرأة منقبة، وهو اكد ان الاسماء التي ذكرها، ابو علي ياسين، محمد البيروتي، علي وحيد، احمد السوسي، فادي البيروتي رآها في الفيديو الذي عرض عليه.

وبسؤاله عن المجموعتين التي قال انها انقسمت على محورين، نفى الامر مؤكداً انه لم يعلم بما حدث فرد عليه العميد انت قلت ان «ابو بكر» قال للضابط ان يزيل الحاجز فرد عليه الاخير عد الى الوراء وعاد «ابو بكر» ليأمره بازالة الحاجز اولا واذ بالمجموعة الثانية تزيل العوائق الحديدية وقد اصيب اثناء الاشكال فرد انه اصيب في مكان آخر ولم يطلق النار على الجيش.

وعن قوله بأن مجموعة النقوزي ربما هي التي اصابته، فرد انه وقع على الافادة دون ان يعرف مضمونها وانه تم منع الطبيب في مستشفى قصب من اجراء العملية الجراحية له والجيش اتخذ تدابير في مكان تواجده في المستشفى.

ـ (تفاحة) توجه الى المسجد ـ

اما الفلسطيني فضل ابراهيم مصطفى وكيلته المحامية زينة المصري، اكد ان جاره شاهين سليمان اقنعه بضرورة الصلاة فقصد المسجد وكان في مجموعة سليمان وهو تدرب في احدى المرات على الرياضة البدنية وقد تدرب على فك وتركيب السلاح وهو اكد انه عندما حصل الاشكال مع الفتاة المنقبة ارسلت له رسالة تفاحة (توجه الى المسجد) ولم يكن يعلم ما الامر، فقصد منزله في شرحبيل واستحم وقصد المسجد لكنه لم يستطع الوصول فاتصل شاهين الذي قال له عد الى منزلك لأن القصة كبيرة وهي مع الجيش، كما اكد انه في 24/6 كان في منزله وكان رجال «سراي المقاومة» هناك ولم يتعرض له احد.

وبسؤاله ان كان البيروتي طلب منه الانسحاب نفى الامر مؤكد انه قصد منزل شقيقته في المية ومية بعد اسبوع وهو عندما علم بالاشكال قصد المسجد للمناصرة ضد سرايا المقاومة.

ـ شفرة حلاقة للاسير ـ

اما المتهم المخلى سبيله احمد محمد الهاشم وكيله المحامي انطوان نعمة فقد اكد انه يملك ناد رياضي وراء المسجد وكان يقصده عدداً كبيراً من مناصري الاسير وهو يعرف الاسير قبل ان يصبح شيخاً لأن ابن خالته متزوج من شقيقة الشيخ، واكد انه لا يعرف امجد وفراس الدنا يعرفه منذ ايام المشاغبة اما فضل شاكر فهو يحب سماع اغانيه وعدنان البابا يتمرن في النادي، واكد ان علاقته جيدة مع كل جماعة الاسير وهو في 23/6/2013 كان غادر المسبح ليقصد طبيب الاسنان لكنه سمع اطلاق النار وكان برفقة محمد عباس بيضون فاصطحبه الى منزله وكانت والدته اتصلت به وقالت له «خربانة» وفي اليوم الثاني رأى المدعو عبد القدوس الذي طلب منه ان يقود سيارته الى مكان آخر فأنزلها الى الملجأ وقد وصل فضل شاكر وعدد من المسلحين ومن بعدها رأى الأسير وقد طلب منه امجد ماكينة حلاقة وهو لم يرهم يحلقون ذقونهم، وهو عندما اعطاه الماكينة قالوا له «انقلع طلاع ع البيت» وقد طلب منه أمجد ان يقل منقبات الى منطقة الهلالية وكان قد اقل عبد القدوس ولكن امجد اخذ سيارته وعندما رحلوا قام بوضع الاسلحة التي تركوها في غرفة الكهرباء، وعن سبب عدم ابلاغه الجيش بالامر اكد ان الاتصالات كانت مقطوعة، واكد ايضاً ان رجال المقاومة الاسلامية دخلوا منزله وطلبوا منه ومن والديه المغادرة وقصدوا منزل بيضون وهو تعرض لحادث في منطقة حارة صيدا حيث نقل الى المستشفى وتبين ان عليه «وثيقة اتصال» وبسؤاله عن قول مصطفى العلي انه رآه برفقة جماعة الاسير اعترض وكيله كون لم يتمكن من تصوير الملفات لأن المحكمة اوكلت الامر الى المحامية عليا شلحا فتدخلت الاخيرة مؤكدة انها صورت الملف ووزعته على جميع المحامين وفي ختام الاستجواب سأله العميد عن سبب عدم ابلاغ الجيش خصوصاً انه اقل احد مناصري الاسير الى ساحة النجمة رد بأن امجد هدده قائلاً «اذا بتبعط امك وبيك بيروحوا» وقد اعيدت سيارته من قبل احد الاشخاص الذي قصد النادي واعطاه المفاتيح.