راى مصدر في 14 آذار لصحيفة "الجمهورية" إن "هناك ثلاثة أسباب رئيسية للاحتقان المذهبي والتي يبدو أن الحوار الثنائي لن يقاربَها؛ ويعود السبب الأول إلى قتال "حزب الله" في سوريا وعدم استعداده للخروج من هذا المستنقع الذي يؤدي إلى التوتر والإحتقان والتشنّج على الصعيد الداخلي والإقليمي، أما السبب الثاني فيتعلّق بالمحكمة الدولية التي يصر "حزب الله" على رفض التعامل معها وتسليم المتهمين، ما يعني أنه لا يهتمّ لهواجس السُنة من أجل كشفِ حقيقة مقتل الزعيم الأكبر للطائفة السنية، في حين أن السبب الثالث يعود إلى أن "حزب الله" يتمسك بقرار الحرب ويستخدم السلاح في الداخل وعلى الحدود من دون أيّ مراعاة لما تفرضُه الشراكة في لبنان ولا ميثاق العيش المشترَك، فيحكم منفرداً غيرَ آبهٍ بما أسفرَ عنه هذا التفلت في محطات سابقة من استجلاب الحروب على لبنان".

وأشار المصدر إلى أن "ما حصل بالأمس في شبعا يجدد الهواجس نفسها، إذ إن الحزب لم يستجِب للمناشدات اللبنانية التي دعته إلى الامتناع عن الردّ على عملية القنيطرة في لبنان، وبالتالي أن يكون الرد في القنيطرة نفسها، ولكن الحزب ضربَ عرض الحائط كل تلك المناشدات وردّ عبر الحدود اللبنانية مجازِفاً بحرب محتمَلة بينه وبين إسرائيل في تكرارٍ لسيناريو عام 2006 ".

وسأل المصدر "من يضمن أن تكتفي إسرائيل بهذا الرد؟، لماذا إعطاء إسرائيل ذريعةً قد تكون هي في أمس الحاجة إليها من أجل التشويش أو ضرب أو إسقاط أي تفاهم محتمل بين واشنطن وطهران في شأن الملف النوَوي؟، لماذا إعطاء إسرائيل ذريعةً لفتحِ حرب إقليمية على خلفية نووية لجلبها إلى لبنان؟، لماذا لم يرد الحزب في الجولان حيث تمَّ استهدافه؟، هل رد الحزبِ يعني أنه لا يأخذ بعين الاعتبار مصلحةَ لبنان واللبنانيين ولا مناشدات المسؤولين، وأن أولوياته تنصب فقط على رد الاعتبار لنفسِه؟".

وكشف المصدر عن "وجود نقاش جدي داخل الدوائر الضيقة في "تيار المستقبل" عن جدوى استمرار الحوار الذي يتناول فقط مسائل شكلية تفصيلية ثانوية تتعلّق بشعائر حزبية وأعلام ومراكز، فيما يتجاهل القضايا المصيرية التي تهدد مصيرَ لبنان، مثل عملية شبعا التي كانت ستؤدي إلى حربٍ لا أحد يمكن أن يتحمّل عواقبَها"، متوقعاً أن "يصار البحث جدياً في الجلسة المقبلة في الملفات المصيرية تمهيداً لاستمرار الحوار أو تعليقه".