أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أنه فور انتشار نبأ عملية المقاومة في مزارع شبعا، انهالت اتصالات على وزارة الخارجية للتأكيد على أهمية "لملمة الوضع وعدم التصعيد" بحسب مصادر في الوزارة. وتلقى وزير الخارجية جبران باسيل اتصالات من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين في لبنان، وفي مقدمهم السفيران الأميركي ديفيد هيل والبريطاني طوم فليتشر ومنسقة الامم المتحدة سيغريد كاغ والقائد العام لليونيفيل لوتشيانو بورتولانو، فيما لوحظ غياب لافت للسفير الفرنسي باتريس باولي.

وأكّدت المصادر أن السفراء سمعوا تأكيدات بأن "لبنان لا يريد أن ينجرّ الى حرب، ولكن عليكم الاتعاظ من تجربة عدوان 2006"، وأكدت وزارة الخارجية ان "العملية انطلقت من مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة من خارج الخط الأزرق، واستهدفت قافلة عسكرية إسرائيلية متواجدة في الأراضي اللبنانية المحتلّة خارج الخط الأزرق"، مؤكدة تمسّك لبنان بالقرار 1701 حماية له من الاعتداءات الإسرائيلية.

وعلمت "الأخبار" أن عدداً من السفراء الغربيين، من بينهم باولي، قصدوا، بعد عملية القنيطرة، مسؤولين في حزب الله، وقدموا "نصائح وتوصيات"، وكان لافتاً أن "طبيعة الأسئلة التي طرحت بإلحاح تؤكد أنها تخصّ العدو حصراً".

وقد حاول الدبلوماسيون معرفة موقف حزب الله من عملية القنيطرة وما إذا كانت المقاومة سترد، وكيف سيكون الرد، وأين؟ كذلك كان لافتاً إطلاق "موجة تهويل" وتحذير من أن "لبنان سيدفع كلفة باهظة جراء أي رد" على الاعتداء الإسرائيلي.

وقد سمع هؤلاء موقفاً واضحاً فيه تأكيد لـ"حق المقاومة بالرد وفق ما تراه قيادتها مناسباً". كما سمعوا أيضاً "انتقادات قاسية لسياسة الصمت التي اتبعتها الدول الغربية والأمم المتحدة، واكتفاء الأخيرة ببيان هزيل يتنافى والخرق الكبير الذي قام به العدو في القنيطرة".

وفي السياق نفسه، قال مصدر دبلوماسي روسي لـ"الأخبار" إن وزير خارجية العدو افيغدور ليبرمان "طرح قضية عملية القنيطرة على نظيره الروسي في موسكو، ودعا الى الضغط على لبنان كي لا تتجه الأوضاع إلى المواجهة أو الانفجار".