هنّا النائب السابق ​اميل اميل لحود​ المقاومة على العملية "النوعية" التي نفذتها في مزارع شبعا المحتلة، لافتا إلى أنّها جاءت بالتوقيت والشكل والحجم المطلوب للرد على اعتداء القنيطرة "الغدّار والخبيث".

واعتبر لحود، في حديث لـ"النشرة"، أنّ الطرف ال​اسرائيل​ي بالعملية التي قام بها بالقنيطرة "تدخّل علنًا وللمرّة الأولى للدفاع عن جبهة النصرة والمجموعات الارهابية الأخرى، وهو ما يؤكد ما ردّدناه مرارًا عن أنّ هؤلاء المتطرفين يأتمرون من اسرائيل". واضاف: "فيما كان الطرف الاسرائيلي بأعلى درجات الجهوزية والتحسب والتنبه جاءه رد المقاومة كبيرا وهو بمثابة رسالة للقول لا تخطئوا وتفتحوا هذا الباب".

وشدّد لحود على أنّ "أيّ حرب مقبلة ستعني نهاية اسرائيل وهو ما أكّدته حرب تموز والعملية الأخيرة للمقاومة في شبعا"، مستبعدًا أن تكون اسرائيل بوارد أن تفتح الباب على حرب لا شك ستنتهي عندها وليس على الاراضي اللبنانية.

جعجع مجرم نفذ لفترة طويلة أجندة اسرائيل

واستهجن لحود تصاريح رئيس الجمهورية الأسبق ميشال سليمان ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع التي تلت العملية، قائلا: "ليت الجميع تحدثوا إلا هذين الشخصين، فالأول أدخل لبنان في أتون سياسة النأي بالنفس الخاطئة والتافهة والتي لا يزال اللبنانيون يتحملون تبعاتها، أما الثاني فمجرم محكوم من غير المقبول أن يعطي رأيه بعمليات المقاومة خاصة وانّه نفذ ولفترة طويلة من الزمن أجندة اسرائيل".

وشدّد لحود على وجوب أن يكون اللبنانيون تعلموا من تجربة العام 1982 حين دخلت اسرائيل الى بيروت نتيجة سياسات الحياد، وقوة لبنان في ضعفه، لافتا إلى أنّ ما يمنع تكرار هذه التجربة هو وجود المقاومة. وقال: "أصلا ما حصل بالأمس أشبه بأول حرب نربحها من دون أن نخوضها وهو ما فرضته معادلة الرعب التي يقيمها حزب الله".

للالتفاف حول عنصر قوتنا الا وهي المقاومة

وتطرق لحود لموضوع خطر الجماعات التكفيرية، محمّلا الذين دافعوا عن هؤلاء طوال السنوات الأربعة الماضية وباتوا اليوم يعتبرونهم ارهابيين مسؤولية الاخطار المحدقة بالبلد، وقال: "تركيا والاردن وغيرهما تعاطفا مع المسلحين بحينها ومدوهم بالدعم المطلوب لكنّهم اشترطوا عليهم البقاء خارج أراضيهم، أما لبنان فظل البلد الوحيد الذي سمح بدخول هؤلاء تحت شعار النأي بالنفس وفتح حدوده رضوخا لحسابات طائفية ضيقة ولكون البعض في الداخل متآمرًا ومتورطًا".

ونبّه لحود إلى أنّ لبنان اليوم "مكشوف على كل الاصعدة، فنحن في مؤسسات ممدة لنفسها وغير دستورية، حتى رمز الدولة غير موجود، وحدها الأجهزة الامنية لا تزال تقوم بواجباتها حفاظا على بعض الاستقرار، من هنا ضرورة الالتفاف حول عنصر قوتنا الا وهي المقاومة".

بين الفراغ ورئيس يكرّس الفراغ نفضل الفراغ

وفي موضوع ​الانتخابات الرئاسية​، شدّد لحود على أنّ هذه الأزمة لا تحل باطار "حفلة ترقيع" باعتبار أنّ لبنان بحاجة لـ"ورشة كبيرة" تبدأ باقرار قانون انتخابات منصف بعيدًا عن الحسابات الطائفية والتعصب وعلى أساس لبنان دائرة واحدة، ينتج عنه مجلس نيابي حقيقي ينتخب بدوره رئيسًا جديدًا للجمهورية. وقال: "حل المشكلة يجب أن يتم من اساساتها والا كنا نكرّس مبدأ الفراغ".

واعتبر لحود أن الظرف الاقليمي الحالي والتعاطي اللبناني معه، لا يؤشران إلى أنّ أيّ طرف مستعجل لحل الأزمة الرئاسية. وقال: "اذا كان الخيار بين الفراغ ورئيس يكرّس هذا الفراغ فلا شك اننا سنبقى نفضل الفراغ الذي اختبرناه في العهد الماضي تحت مسمى الحيادية والوسطية والناي بالنفس وهو بالحقيقة عنوان لعهد غير منتج ورئيس لا يفعل شيئا".